ماذا لو أن قائدا لسفينة كبيرة علي متنها الكثير من البشر, اقتحم عليه بعض القراصنة, كابينة القيادة, وقيدوا حركته بالأغلال والقيود, وأبقوه علي مقود القيادة, وخرجوا يرجفون في الركاب, ربان السفينة, فاشل, وسيقودها إلي الغرق لو أن هذا الربان استطاع أن يحافظ علي أمان السفينة, ومن عليها, في ظل هذه القيود والأغلال والمناخ القاسي, ألا يعد هذا إنجازا, بل إعجازا ؟ هذا ما نشهده الآن في مصر. التحديات القاسية والحرب الشرسة تلك التي تواجهها مصر الآن, لكن النظام الحالي يكفيه إنجازا أنه ما زال يحافظ علي الأمن الغذائي, وأن الشعب الكبير ال90 مليون مازالوا يأكلون ويعيشون في أمان, قياسا علي غيرنا في سوريا وليبيا والعراق وغيرها, والحمد لله. ماذا عسي الركاب أن يقولوا لهذا الربان, الذي أنقذهم من الغرق؟ أليس من العدل والمنطق أن يساندوه ويفكوا قيده وأغلاله, أم يسبوه ويسفهوا إنجازاته وجهوده ويغرقوه ومن معه في السفينة في أعماق الصغائر والأوهام والأكاذيب والشائعات؟ مع شديد الأسي والأسف اختار المرجفون من القراصنة الخيار الأسوأ وراحوا يرجفون في الناس الطيبين من ركاب السفينة ويطلبون منهم التوقيعات لإسقاط وإغراق وتغيير الربان! إنه حقا ال تمرد علي كل خير وكل إنجاز.. لم تخل السفينة من أصوات عاقلة وآراء حكيمة, كان عليها الدكتور سيف عبد الفتاح المفكر السياسي الكبير قال للقائمين علي حملة ال تمرد انشغلوا بإنقاذ الناس ونجاة السفينة بدلا من ضياع الوقت فيما لا يجدي, إلا إغراقنا جميعا.. قال في تصريح له أيتها النخبة العاجزة بدلا من أن تجمعوا التوقيعات لسحب الثقة من الرئيس اعملوا علي جلب الثقة فيكم من شعبكم, بعملكم وجهدكم, وبدلا من أن تجمعوا توقيعات15 مليون, اعملوا من أجل أمان وإنقاذ هؤلاء الملايين, ليصوتوا لكم في الانتخابات القادمة, وذلك بالعمل الدائب والالتحام بهموم الناس وقضاياهم المعيشة والحياتية. كذلك حزب الوسط, فقد قال لهم إذا كنتم صادقين وتستطيعون جمع15 مليونا توقيع فما الذي يمنعكم من دخول الانتخابات القادمة؟! أمام صلابة وقوة العقلاء والوطنيين والمثقفين, انصرف القائمون علي تمرد إلي العوام والبسطاء من أهل المساجد, ذهبوا إليهم عقب صلاة الجمعة, جهزوا أنفسهم في محاولة لإقناعهم بالتوقيع علي سحب الثقة من الرئيس, فما كان من هذا الفلاح الصامت العبقري إلا الرفض بشدة, وبسخرية, حيث قال لهم أهالي قري المنوفية روحوا شوفو لكم شغلة, فرد عليهم بعضهم بالسباب. لم يستح اهل التمرد ولم ييأسوا, فكروا في طريق آخر وهو السعي لإبعاد المعاونين المخلصين للربان, الذين لعبوا دورا كبيرا في إنقاذ السفينة, أمثال د. باسم عودة وزير التموين, الذي وفقه الله لتحقيق إنجازات غير مسبوقة في قطاع كان دوما مثارا للمشاكل والهموم, فاستطاع أن يحل هذه المشاكل وأن يواجه قراصنة الدقيق بكل قوة وشدة, مما أدي إلي توفير الخبز, والقضاء علي مهانة الطوابير, والحمد لله. قال أصحاب حملة تمرد, إذا أردتم أن نبقي معكم علي ظهر السفينة, وأن نشارككم الحياة- السياسية والديمقراطية والانتخابات فلابد من إبعاد هذا الوزير, لأنه ناجح ويشكل عثرة في طريقنا, طريق إفشال مصر. ما هذا المنطق الرافض للخير, المواجه للنجاح المضاد لمصر. أفاء الله علي مصر بزيادة محصول القمح بنسبة30%, كان الطبيعي أن يحمد الجميع الله علي هذا الفضل, لهذا قام الرئيس بالذهاب إلي الفلاح في حقله في يوم الحصاد, ليشكره ويشاركه فرحته, ويحمدوا الله جميعا ويشكروا هذا الفلاح الذي يعمل في صمت ليؤمن هذا الشعب في رغيف الخبز, وطبق الخضار والإدام والغموس, لكن المرجفين لا يريدون لمصر ولا المصريين أن يفرحوا, بل راحوا يقولون هو ما له بهذا الإنجاز, ساعتها خطر علي ذاكرتي المثل الشعبي في اللطيمة مدعية وفي الغنيمة منسية, إذا كان الأمر كذلك, فلماذا حملتم هذا النظام, وخاصة الرئيس مسئولية كل المصائب القدرية, مثل أحداث القطارات وغيرها. إن مثل هؤلاء مصرون علي إشاعة وبث روح الفشل والإفشال والإحباط لمصر والمصريين جميعا.. كل مشروع سوف يدر خيرا علي مصر لابد وأن يواجهه آخر للتمرد بكل حماقة وإصرار, علي إفشاله, مهما كان توقع نجاحه. مشروع ممر قناة السويس.. مشروع اقتصادي مدروس أقر بذلك خبراء الاقتصاد في العالم, ومن لهم خبرة طويلة في هذا المجال, فهذا هو مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق ورائد نهضتها, يقول عن المشروع, إنه مشروع القرن الحادي والعشرين لمصر والعالم أجمع, وناشد المصريين بقوله أيها المصريون إن هذا المشروع يوازي مشروع حفر قناة السويس من جديد, أنتم مقدمون علي ثورة اقتصادية حقيقية, وعلي الجميع التكاتف لإنجاحه. هذا كلام الخبراء وأصحاب التجارب العملاقة, لكن ل تمرد رأي آخر, إنه بيع لمصر! منطق لا منطق فيه, ومنهج لا عقل له, وظلم بين وإصرار علي إغراق السفينة, وتمرد علي النجاح والإنتاج والنهضة, تمرد علي كل خير, تمرد علي مصر والمصريين, فهلا تركوا للبنة الخير أن تنمو ولسفينة مصر أن تنجو. لمزيد من مقالات إسماعيل الفخراني