جاء رفض ستيفن هوكينج عالم الفيزياء البريطاني الشهير للمشاركة في مؤتمرمواجهة الغد2013 العلمي الخامس في اسرائيل بمثابة الصفعة ليس فقط علي وجه الحكومة الإسرائيلية بل أيضا علي مستقبل إسرائيل العلمي الذي أصبح الآن بالنسبة لها أهم وسيلة لتحقيق التقدم والتطور الاقتصادي والسياسي أيضا. وبرغم استعداد إسرئيل لاستقبال هوكينج الأستاذ بجامعة كامبريدج استقبالا حافلا وخاصا وتكريمها السابق له لكنه لم يستطع في النهاية أن يصمت كأكاديمي بارز وعالم صاحب قيمة كبيرة في المجتمع الدولي, أن ينكر ما تتعرض له القضية الفلسطينية والظلم المستمر الذي يلقاه الفلسطينيون علي يد السلطات الإسرائيلية. والمعروف أن هذا المؤتمر يشارك به الآلاف من بينهم الكثير من المشاهير من العلماء والسياسيين والفنانين كل عام ويتم خلاله مناقشة كبري القضايا الدولية في يونيو من كل عام ويكون تحت رعاية الرئيس شيمون بيريز الدي يحتفل خلاله هذه المرة بعيد ميلاده التسعين كما انه يقام داخل الجامعة العبرية في القدس وستيفن هوكينج البالغ من العمر71 عاما شخص استثنائي, حيث يعتبر أحد أذكي علماء الفيزياء النظرية منذ عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين, وقد حصل علي12 درجة فخرية ووسام الفروسية برتبة قائد, كما حصل في2009 علي وسام الحرية الرئاسي, ورغم أنه مقعد تماما وكان متوقعا أن يتوفي قبل سنوات طويلة لكنه تحدي الإعاقة وقدم أفضل النظريات والأبحاث عن الكون التي يسير بمقتضاها العالم حتي الآن. والحقيقة فإنه قد زار إسرائيل من قبل بل حصل في القدس علي واحدة من جوائز صندوق وولف كما وافق في وقت سابق علي المشاركة في المؤتمر ثم عاد وتراجع بعد تلقيه مئات الرسائل من البريطانيين وزملائه مما أقنعه في النهاية بعدم المشاركة خاصة أنه كان دائما يستهجن الهجمات والسياسات الإسرائيلية علي المواطنين الفلسطينيين. واعتبر أن إسرائيل مسئولة عن إطلاق الصواريخ علي قطاع غزة وأن الأوضاع في المنطقة أشبه بحال جنوب افريقيا قبل عام1990 وهو أمر لا يمكن أن يستمر. ومن هنا قامت الدنيا ولم تقعد في إسرائيل وفي بريطانيا حيث اعتبر البعض قرار هوكينج خاطئا كما وصفه آخرون بأنه نفاق وإساءة لحرية التعبير عن الرأي, بل استهجن البعض صدور مثل هذا القرار من شخص مثله يعتمد في حركته وتسهيل إعاقته البدنية وإجراء أبحاثه علي أجهزة وتقنيات إسرئيلية! والسبب الرئيسي لهذا الهجوم هو أن هوكينج بمثابة الدرة الأشد بريقا والأغلي ثمنا التي نجحت حركة المقاطعة في تجنيده لصفوفها. وأمام وصف رئيس المؤتمر اسرائيل مايمون لقرار هوكينج بالمشين وغير اللائق, وجهت الرابطة البريطانية لجامعات فلسطين التحية لهوكينج ووصفته بانه صاحب قرار مستقل يحترم المقاطعة. وانضم بذلك إلي مجموعة من كبار الأكاديميين والعلماء أن المجتمع الأكاديمي منفصل عن المجتمع العام. وهكذا فقد جاء قرار هوكينج ليثير رعب إسرائيل من أن يدمر ذلك هدفها الأسمي الذي تسعي بكل جهدها أن تؤسسه وترسخه وهو النهوض بشأنها الاقتصادي والسياسي عن طريق الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا. وأكثر ما تخشاه أن يفتح رفض عالم شهير مثل هوكينج الباب أمام الفيضان مع المزيد والمزيد من العلماء الذين ما زالوا مترددين في إعلان رأيهم برغم أنهم يقفون أمام محاولات استقطابهم ويرفضون القصة الوهمية التي مازالت ترويها إسرائيل بانها دولة منبوذة ويجب حماية روابطها السياسية والاجتماعية عن طريق دعم وتطوير أبحاثها مع العلماء الأوروبيين والأمريكيين. فقد أدرك هؤلاء العلماء أن العلم والتكنولوجيا في إسرائيل ليس فقط مصدرا للهيبة والابتكار التكنولوجي, ولكنه أهم دعم لقوتها العسكرية وتطوير أسلحتها وفرض المزيد من القمع علي الاحتجاجات الفلسطينية.