بعد ساعات من إعلان الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني خوضه الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة في خطوة وصفت بأنها ستقلب الموازيين, اشتعلت أمس الساحة الإعلامية الإيرانية بجدل واسع حول مصير أكثر الانتخابات الرئاسية غموضا في البلاد. فقد توقعت بعض الصحف الإيرانية أن تتركز المنافسة في السباق الرئاسي المقرر يونيو المقبل بين رفسنجاني المدعوم من الاصلاحيين وبين أسفنديار رحيم مشائي حليف الرئيس أحمدي نجاد والأوفر حظا في التيار الحكومي, فيما شدد المحافظون علي ضرورة فوز ما وصفوه بتيار الثورة الإسلامية الموالي للمرشد الأعلي للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي. وغداة انتهاء مهلة تسجيل الترشيحات, اعتبرت كبريات الصحف الإصلاحية الإيرانية اعتماد وأرمان والشرق وأفتاب وبهار رفسنجاني أنه المنقذ وتصدرت صفحاتها عناوين عودة هاشمي الذي أطلق بداية استثنائية للسباق الرئاسي.وكتب أحمد خرام وزير النقل الاصلاحي السابق في صحيفة الشرق أن ترشح رفسنجاني حدث تاريخي, وأن البلاد تواجه وضعا خاصا, وهناك أولا المسألة الاقتصادية والحياة اليومية للناس. وبعد ذلك فان المسألة النووية والقيود التي يفرضها الغرب يجب أن يؤديا إلي نتيجة واضحة لتجنب تشديد العقوبات.ونال رفسنجاني مساء أمس الأول دعم مجلس شوري الاصلاحيين كما أنه يحظي بدعم قسم كبير من المحافظين القلقين علي مستقبل البلاد, علي حد قول خزام. وفي المقابل, أعربت الصحف الحكومية عن دعمها لأسفنديار مشائي للمساعد المقرب للرئيس نجاد والذي وعد بمواصلة الطريق الذي سلكه الرئيس المنتهية ولايته. وكتبت صحيفة خورشيد فوق صورة كبري للرجلين فليحيا الربيع, وهو ما سيصبح شعار الحملة. ولكن وسائل إعلام التيار المحافظ الموالي للمرشد خامنئي,فرأت أن الانتخابات يجب ألا تكون منافسة بين شخصين وأن المهم هو أن يهزم تيار الثورة ما وصفوه بتيار الانحرافية في إشارة إلي مشائي وتيارالعصيان في إشارة إلي رفسنجاني.وقالت افتتاحية صحيفة وطن المحافظة المتشددة الداعمه للمرشح المفاجيء سعيد جليلي كبير المفاوضين النووبيين الإيرانيين القريب من خامنئي أن الرسالة المهمة للانتخابات هي أنه هناك هاشمي ومشائي من جهة يشكلان التيار المعارض لقيم الثورة الإسلامية ومن جهة أخري هناك التيار الذي يجمع كل المتمسكين بالمباديء. وأضافت إن خبرة رئاسات هاشمي(1989-1997) وخاتمي(1997-2005) ونجاد(2005-2013) أثبتت أن منصب رئاسة الجمهورية حساس جدا ويجب عدم منحه لأي شخص. وفي سياق متصل, وصفت تقرير لوكالة أنباء رويترز ترشح رفسنجاني في اللحظات الأخيرة قبل غلق باب الترشح بأنه سيقلب موازيين السباق الرئاسي في أكثر الانتخابات الإيرانية غموضا منذ عقود, حيث يغير ترشح رفسنجاني-78 عاما- بشكل جذري ما كان ينظر إليه من قبل علي أنه تنافس بين جماعات محافظة متصارعة.