لم تكن العلاقات بين مصر وكاز اخستان وليدة اللحظة, وإنما تعود جذورها إلي تاريخ عريق, ابرزه مسجد السلطان بيبرس الكازاخي بالقاهرة. وهذا قد يفسر أن تكون مصر من أوائل الدول التي اعترفت بكازاخستان في ديسمبر1991 عقب تفكك الاتحاد السوفيتي السابق, وأعلن عن قيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في ابريل1992, ومنذ ذلك التاريخ تسعي كازاخستان لأن تكون جسرا مميزا بين الشرق والغرب سواء في نقل تجربتها للعالم في مجال التسامح بين القوميات وتعزيزها. حيث ان أكثر من130 قومية تعيش علي أرضها في جو من التسامح, ومن خلال المبادرات السلمية التي قامت بها والتي من ابرزها كان رفضها الابقاء علي الاسلحة النووية علي اراضيها, وتفعيل حوار الاديان, كان ذلك أبرز ما قاله السفير الكازاخي في القاهرة تاسيموف بختيار مثنيا علي متانة العلاقات التي تجمع بلاده بمصر منذ فترة تاريخية كبيرة, وأضاف إن السلطان بيبرس الذي تعود جذوره إلي الشعب الكازاخي يعد ابرز مثال علي عمق العلاقات والروابط التاريخية والثقافية بين كازاخستان ومصر, وفي هذا الإطار خصصت كازاخستان مبلغ أربعة ملايين ونصف المليون دولار لترميم مسجد السلطان بيبرس في القاهرة, وبرغم من بعد المسافة بين البلدين فإن التبادل, التجاري بين الدولتين يشهد قفزات كبيرة, ففي عام2007 ارتفع إلي76 مليون دولار مقارنة ب8.1 مليون دولار عام2005 ثم أكثر من250 مليون دولار عام2008, أغلبها صادرات قمح إلي مصر إلا أن حجم التبادل التجاري قد انخفض إلي أقل من50 مليون دولار عام2009 نتيجة توقف صفقات القمح مع كازاخستان, ليصل عام2010 إلي أكثر من113 مليون دولار أمريكي. وعن العلاقات التاريخية والاقتصادية, قال السفير إن إحدي أهم المحطات السياسية التي تشهدها بلاده الفترة الأخيرة في ترأسها لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي في العام الماضي, ورئاستها في هذا العام لمنظمة شنغهاي للتعاون, وكذلك لمجلس وزراء الخارجية للدول الاعضاء في منظمة التعاون الإسلامي, مما يؤكد الدور الذي تقوم به بلاده كجسر بين الشرق والغرب, سواء في التعايش السلمي بين أصحاب الديانات المختلفة أو في المواقف السياسية بين العالم.