هي أرض سنين أو أرض القمر أو أرض الفيروز .. سيناء المصرية المباركة التي احتفلنا بعيد تحريرها منذ أيام، هي رمز لمصر والمصريين .. رمز للقوة والشموخ والعزة والكرامة في قلب وعقل كل مصري، هي معبر للديانات السماوية وقد كرمها الله بذكرها في القرآن، كما عاش فيها موسى وعيسى وعبر أرضها الخليل إبراهيم عليهم جميعا أفضل السلام. واسم سيناء مشتق من اسم الإله " سين " إله القمر في بابل القديمة حيث انتشرت عبادته في غرب آسيا وكان من بينها فلسطين، ثم وافقوا بينه وبين الإله " تحوت " إله القمر المصري الذي كان له شأن عظيم في سيناء وكانت عبادته منتشرة فيها، كما أن الكثير من الأساطير عن المصريين القدماء مركزها سيناء، فالإلهه إيزيس ذهبت الى هناك لتبحث عن زوجها أوزوريس، والإلهه حاتحور التى تعرف لدى الفراعنة بسيدة سيناء قد أضفت طابعاً مقدساً عليها .. هي أرض الخيرات و" خزائن الارض" كما قال يوسف الصديق عليه السلام، وكان المصريون القدماء يطلقون على شبة جزيرة سيناء اسم "بيارو" أى المناجم، خاصة محاجر استخرج منها حجر الفيروز الذي أحبه المصريون، ولهذا سميت بأرض الفيروز.
طيلة العهود السابقة ومع كل احتفال بالإنتصار سواء في شهر أكتوبر أو رمضان أو إبريل، يثار موضع تنمية سيناء، كما تثور الرمال بسبب العواصف ثم تهدأ دون تنفيذ أي من المشروعات التي تم الحديث عنها، فيما عدا كوبري السلام، أما ترعة السلام في شمال سيناء فلم يتم إنجازها كاملة وما تم لا يؤدي الدور المنوط به لإرتفاع نسبة الملوحة في مياه الترعة وبالتالي لا يزرع عليها المساحات التي تم الترويج لها، مما أدى إلى أن ترك العديد من المستثمرين خاصة الشباب منهم أراضيهم .. لقد كان من المفترض وفقا للعلماء المتخصصين، أن يتم استصلاح ما يعادل 400 الف فدان ومائة ألف أخرى في وسط سيناء، وهذه المساحة هي نتاج العديد من الدراسات التي قام بها العلماء في الكثير من المعاهد البحثية المصرية .. ومن هنا لا معنى إطلاقا لأي مؤتمر يتحدث عن مليون فدان للزراعة في هذه سيناء .. هناك كنوز أخرى خاصة التعدينية منها والتي من شأنها إقامة العديد من المصانع بدلا من تصدير المواد الأولية .. التنمية لابد وأن تقوم على العلم، ولذلك نشجع بقوة المناقشات حول دور البحث العلمى وإدراج أخلاقيات البحث العلمى فى تنمية سيناء أي ضمان حق الاجيال القادمة فى ثروات سيناء القومية خاصة التعدينية منها بحيث لاتجور الأجيال الحالية على حق الأجيال القادمة فى تلك الثروات بالاضافة إلى الحفاظ على عدم نضوب تلك الثروات بإساءة استغلالها.
من الصناعات التعدينية إلى السياحة الشاطئية والبيئية والدينية وصيد الأسماك وزراعة النباتات الطبية والأعشاب والنباتات الزيتية وغيرها التي تتحمل نسبة من الملوحة، كلها مشروعات تنمية حقيقية من شأنها تنقية هذه الأراضي الغالية من كل ما هو غير قانوني، وحل مشكلات المواطنين في سيناء كما أنها تعد حائط صد ضد أي اعتداء من أي نوع دون أي حاجة لمدرعات .. هذه المشروعات لا تدخل في إطار الوهم الخادع للشعب، لكنها مشروعات تحتاج لإرادة ونية صادقة .. وحتى اليوم لا يوجد ما يدل على وجود النية أوالإرادة السياسية لتنمية سيناء رغم المؤتمرات الكثيرة في هذا الصدد .. اللهم افرغ علينا صبرا واحفظ ثروات وأرض هذا البلد من الضياع. [email protected] لمزيد من مقالات رشا حنفى