بينما تتصاعد حدة التوتر الخليجي الإيراني ارتباطا بأزمة الجزر الإماراتيةالمحتلة التي لاتبدو هناك بوادر لحلها, والقلق من تداعيات الملف النووي الإيراني ومخاطره تجاه دول الخليج, التي تزايدت مع الزلازل التي ضربت مناطق مختلفة في إيران مؤخرا ومن أهمها بوشهر حيث يوجد المفاعل النووي المثير للجدل.. وسط هذه الأجواء جاءت زيارة غير معلن عنها لوزير الداخلية الإيراني مصطفي نجار لإمارة دبي إلتقي خلالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات حاكم دبي, والشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية, والشيخ منصور بن زايد وزير شئون الرئاسة, والشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية. البيان الرسمي الإماراتي المقتضب حول المباحثات, والذي لم يتطرق الي مشكلة الجزر المحتلة التي تسعي الامارات لاستعادتها من إيران, ركز علي أهمية العلاقات بين البلدين وتطويرها والأوضاع في المنطقة وسبل تعزيز أسس الأمن والاستقرار.. بينما ذكر المسئول الإيراني أنه تم الإتفاق علي حل المشاكل المشتركة, مؤكدا أن إيرانوالإمارات أصدقاء وإخوة وجاران مسلمان ولديهما علاقات جيدة في السياسة والأمن والتجارة تنمو كل يوم, وأنه تم الاتفاق علي الاهتمام بالتعاون الأمني وتبادل الاتصالات والمعلومات علي نطاق أوسع.. إلا أن الوزير الإيراني لم يتطرق أيضا إلي قضية الجزر التي بالتأكيد يجب أن تتصدر قائمة المشاكل المشتركة بين الإماراتوإيران. وإذا كانت قضية مفاعل بوشهر حظيت بالتأكيد باهتمام خاص خلال المباحثات الإماراتيةالإيرانية التي جاءت بعد ايام قليلة من الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدي إلي تزايد القلق الخليجي الذي طالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمعاينة المفاعل لضمان عدم تعرض المنطقة لمخاطر نووية, فإن الجانب الإماراتي لم يتطرق الي هذا الموضوع في البيان الرسمي رغم حالة القلق المنتشرة في الشارع الاماراتي, والتي تزايدت مع تكرار تعرض إيران لزلزال قوي منتصف الأسبوع الماضي طال تأثيره مختلف دول الخليج وجميع مناطق دولة الإمارات. ولعل الملف الأهم الذي تم طرحه خلال المباحثات الإماراتيةالإيرانية التي جرت في دبي وليس في العاصمة أبوظبي وفق ما يشير إليه الخبراء هو واقع ومستقبل العلاقات التجارية بين طهرانودبي علي وجه الخصوص والتي تعرضت مؤخرا الي ضربات موجعة نتيجة التزام الامارات بتطبيق العقوبات الدولية المفروضة علي إيران. ويقدر حجم التبادل التجاري بين إيرانودبي بنحو10 مليارات دولار سنويا بينما تشير التقديرات غير الرسمية الي أن عدد الجالية الإيرانية في الإمارات يقترب من400 ألف غالبيتهم يعملون في التجارة وأنهم تعرضوا لصعوبات عديدة بالتزامن مع تزايد حدة التوتر بشأن تعامل طهران مع مساعي تسوية أزمة الجزر الإمارتية المحتلة وتحديدا في أعقاب زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلي جزيرة أبوموسي والتي وصفها المسئولون الإماراتيون ب' المستفزة'. وزير الداخلية الإيراني تحدث بوضوح حول هذا الملف حينما ذكر أن إخراج الإيرانيين من دبي سيؤثر سلبا علي العلاقات الاجتماعية الجيدة بين البلدين, وأن هناك من يسعي لعدم وجود علاقات طيبة بين دول المنطقة.