في أواخر الثمانينيات.. لاحظ المسئولون أن العديد من الأجانب القادمين الي خليج سفاجا للسياحة وممارسة هواية الغطس ممن يعانون مرض الصدفية الجلدية اختفت أعراض المرض من علي أجسامهم بعد قضائهم فترات تتراوح بين اسبوعين وثلاثة أسابيع بالمنطقة. فقام هؤلاء المسئولون بنقل ملاحظتهم الي وزير البحث العلمي آنذاك والذي أصدر قراره بتشكيل فريق طبي متخصص من أساتذة المركز القومي للبحوث لكشف أسرار سفاجا الفريدة. كان الدكتور هاني الناظر أستاذ الأمراض الجلدية ورئيس المركز القومي للبحوث السابق أحد هؤلاء الأساتذة المتخصصين الذين ذهبوا لسفاجا التي تقع علي خليج مائي محاط بمجموعة من الجزر والشعاب المرجانية مما ينتج عنه انخفاض في سرعة تيار المياه بالمنطقة ويؤدي إلي زيادة نسبة الملوحة بالمياه, بالاضافة لأن كميات الشعاب المرجانية الهائلة تمثل مصدرا طبيعيا لتلك الأملاح والمعادن, والتي تمثل العامل الأول في العلاج, أما العامل الثاني فيتمثل في أشعة الشمس فوق البنفسجية التي تسقط بكميات هائلة علي سطح الأرض, لكونها منطقة محاطة تماما بمجموعة من الجبال الشاهقة.. وفي عام1995 وبعد نجاح الدراسات والنتائج الطبية لعلاج الصدفية وقع الاختيار علي قرية العقبي احدي قري سفاجا, وتم الاتفاق مع الأهالي علي تخصيص مكان للمرضي المصريين غير القادرين بالمجان علي أن يتكلف المريض مبلغا رمزيا مقابل الاقامة يقدر بعشرة جنيهات يوميا فقط علي مدار شهر. وخلال18 عاما استقبل المركز الآلاف من المرضي المصريين من جميع أنحاء الجمهورية ويقوم الناظر اسبوعيا بزيارة المركز للكشف ومتابعة علاج المرضي بالمجان. ويؤكد الناظر أن تطورا هائلا حدث في سفاجا في الآونة الأخيرة بعد الاهتمام بموضوع الاستشفاء والسياحة العلاجية حيث تم تزويد المدينة بكل الخدمات وتحديث مرافقها المختلفة بما يتناسب مع حركة السياحة العلاجية المتزايدة ومن هنا ايضا جاءت فكرة انشاء مركز طبي للاستشفاء من الصدفية يستقبل المرضي الراغبين في العلاج بنظام الاستشفاء البيئي من جميع دول العالم والذين يقيمون بالقري السياحية المجاورة للمركز ويدرون دخلا كبيرا بالدولارات. نجاح سفاجا كان سببا لوضع مصر علي خريطة السياحة العلاجية خاصة بعد ان اختارتها منظمة الصحة العالمية وجمعيات الصدفية الدولية كمكان طبيعي لعلاج مرض الصدفية ومنطقة خصبة للباحثين.