تمتلك مدينة سفاجا بمحافظة البحر الأحمر القدرة التي تجعلها رقم واحد علي خريطة السياحة العلاجية العالمية إلا أنه كالعادة ضعف الاهتمام بتأهيل مواقع العلاج جعلها في مؤخرة اهتمامات السائح الاجنبي القادم لعلاج الصدفية والروماتيزم والروماتويد وأضاع علي الدولة ملايين الدولارات التي تذهب إلي دول لا تمتلك قدراً ضئيلاً عما نملكه. علي خميس مدرس من مركز المنزلة دقهلية مريض بالصدفية منذ 12 سنة انفق تحويشة عمره التي جمعها من سنوات الغربة بالخليج علي العلاج لدي أطباء الأمراض الجلدية واضطر للخضوع لجلسات العلاج البديل كالحجامة دون جدوي ومع سلبية نتائج العلاج ازدادت حالته النفسية سوءاً حتي نصحوه بالعلاج بسفاجا والذي يعتمد علي الغمر في المياه وتعريض الجسم لاشعة الشمس وبعد أسبوع من العلاج بدأ يشعر بتحسن ملحوظ لذا فهو يطالب بضرورة وجود مركز طبي متخصص لعلاج مرضي الصدفية تدعمه وزارة الصحة. علاج الصدفية عزة مصطفي الرحماني 45سنة ربة منزل من البحيرة مريضة بالصدفية منذ 20 سنة تقول إن العلاج بالاستشفاء البيئي يعتمد علي عنصري المياه والشمس دون تعاطي أي أدوية كيميائية واستمر برنامجها العلاجي في السنة الأولي لمدة ستة أسابيع بسبب انتشار آثار الصدفية ولكن في نهاية مدة البرنامج كانت قد اقتربت من الشفاء نهائيا وانحصر المرض في الكوعين فقط. عطية حلمي 35سنة من جهينة بسوهاج يخضع لبرنامج علاج الصدفية وفي كل عام كان يحصل علي نتائج مبهرة أكثر من العام السابق ولكن واجهته مشكلة هي عودة انتشار المرض مرة اخري بعد عودته لبلدته مما دفعه للاستقرار بمدينة سفاجا والبحث عن فرصة عمل بها. بشير العميد إبراهيم الدسوقي احد المشتغلين بالنشاط السياحي بالبحر الأحمر إلي أن سفاجا هي المنطقة السياحية الوحيدة التي لا تزال الطبيعة الجغرافية بها بكراً لم يتم العبث بها وتتميز بصفاء الجو وخلوه من الغبار والشوائب والعوالق مما يؤدي لوصول اشعة الشمس فوق البنفسجية بتأثيرها الكيميائي علي التربة الرملية ومياه البحر والأشعة تحت الحمراء بتأثيرها الحراري نظراً لضحالة الشواطيء لمسافات طويلة يستمتع السائح بدفئها حتي غروب الشمس. ويضيف أن مفهوم السياحة العلاجية يجب ألا يقتصر علي مرضي الصدفية والروماتويد بل يجب أن يمتد لإنشاء مراكز للعلاج الطبيعي ومستشفيات فندقية والتسويق لهذه الامكانات عبر العالم خاصة السوق الأوروبي الموجه بالكامل إلي البحر الميت بإسرائيل بالرغم من تميز منطقة سفاجا وتفوقها في نتائج العلاج فدولة مثل ألمانيا تعتبر أهم الأسواق للسياحة لمصر وبها 2 مليون مريض صدفية علاجهم الوحيد الفعال هو قضاء شهر بمدينة سفاجا ولكن للأسف لم يتم التسويق لها وكل ذلك مليارات مهدره ولن تكلفنا الكثير فالخامات اللازمة للعلاج من مياه واشعة شمس وهبتها الطبيعة لنا وكل ما نحتاجه هو شبكة بنية تحتية سليمة تستوعب اعداداً مليونية من السياح في موسم واحد طويل فالصيف في مدينة سفاجا يزيد علي سبعة أشهر والعائد سيكون وفيراً بالإضافة إلي توفير مئات الآلاف من فرص العمل ويمكن تحميل القطاع الخاص جزءاً من التكاليف مقابل اعفاءات ضريبية. التسويق فردي الدكتور مدحت كمال مدير المركز الصحي بأحد المنتجعات السياحية يقول جهود التسويق الدولي فردية فقد نجحنا في التعاقد مع وزارة الصحة الكويتية لارسال مرضي الصدفية والروماتويد للاستفشاء البيئي فيها حيث يوجد بها 17 ألف مريض وتعتبر سوقاً جيداً. ويشير الدكتور باشا رمضان مدير إدارة سفاجا الصحية السابق إلي أن دور الحكومة والمتمثل في وزارة الصحة يقتصر علي الجانب الإداري كالتفتيش علي التراخيص والتصاريح والشهادات الصحية للعاملين ومتابعة حالات المرضي مكلف بها الطبيب المعالج شخصياً ولا يخضع لأي جهات رقابية أو اشرافية رسمية وكل الاجراءات المتخذة انحصرت في اتفاق شفهي بين وزير الصحة ومحافظ البحر الأحمر لتخصيص قطعة أرض بمعرفة المحافظة لإنشاء مركز استشفاء بيئي بمدينة سفاجا لعلاج مرضي الصدفية والروماتويد من المصريين لتجنب تعرضهم للابتزاز أو الاستغلال وضمان الاشراف الطبي والمتابعة. تهميش المدينة اللواء علي شوكت رئيس مدينة سفاجا أكد أن المدينة مهمشة من عهد بعيد بالرغم ما تمتلكه من مقومات وكنوز تجعلها في مقدمة مدن مصر التي تساهم في تعظيم الدخل القومي فجبال منطقة سفاجا مليئة بكنوز من جميع المعادن كالذهب واليورانيوم والفوسفات والكوارتز وغيرها من الكنوز علاوة علي ذلك البحر الأحمر وما يخفيه من أسرار يعجز العلم الحديث حتي اليوم من فك طلاسمها فمرضي الصدفية والروماتويد يتم علاجهما علي شواطيء المدينة بكل بساطة وبشكل ممتع للمريض فكل ما يفعله المريض الاستحمام في مياه البحر والخضوع لحمام شمس بعد ذلك أو الدفن في الرمال بالنسبة لمرضي الروماتويد وذلك دون استعانته بأي أدوية كيميائية ومن الواجب علي الوزارة تبني مشروع للنهوض بنشاط السياحة العلاجية وتخصيص مركز لذلك بالمدينة تابع للوزارة للمراقبة والاشراف علي المنشآت التي تعمل بنشاط العلاج والاستشفاء البيئي وذلك أسوة بمركز طب حوادث الغطس والاعماق الملحق. بمستشفي سفاجا المركزي.