في طفرة علمية غير مسبوقة, وأمل جديد للمرضي, أعلن المؤتمر الأوروبي ال39 لزرع النخاع العظمي في لندن نجاح عمليات زرع النخاع في أمراض الدم بنسبة توافق للأنسجة50 % فقط لأول مرة. بعد أن كان من المستحيل إجراؤاها إلا من نسبة توافق100%, مما أعطي فرصا لكل المرضي تقريبا في إيجاد متبرع لهم, بالإضافة إلي نجاح العلاجات الجديدة في تحريك خلايا النخاع لتسبح بالدم, حيث يتم تجميعها لإجراء الزرع الذاتي لعلاج مرض الدم المتأخر, وأوضح الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة وأستاذ أمراض الدم بالمعهد القومي للأورام, أن المؤتمر قدم إنجازا عمليا غير مسبوق بإعلانه نجاح زرع النخاع من متبرع متوافق بنسبة50% فقط, نظرا لأن فرصة الزرع كانت لا تتوافر إلا30% فقط من المرضي الذين يمكنهم إيجاد متبرع بنسبة توافق100%, وهذا يعني أن كل مريض حاليا أصبح له متبرع محتمل من الأم أو الأب أو الأخ أو الأخت, مشيرا إلي أن ذلك يتحقق بشروط من بينها تهيئة جهاز المناعة للمتبرع والمتلقي حتي لا يحدث طرد أو طرد عكسي للنخاع. وفي مصر سوف يعطي الفرص لمرضي كثيرين, ولكن المشكلة أن عدد الأسرة ليس كافيا, وقوائم الانتظار لمن لديهم متبرع بنسبة توافق100% طويلة, ونسبة الزرع العالمية هي من36 إلي40 لكل مليون نسمة, ولكننا في مصر نزرع3 لكل مليون نسمة, ولكي نصل إلي النسب العالمية لابد من إنشاء10 أضعاف مراكز زرع النخاع, وزيادة أعداد الأسرة لتحقيق الهدف. كما قدم المؤتمر علاجا جديدا يمثل طفرة علمية أخري لمرضي زرع النخاع الذاتي في مراحلة المتأخرة والذين تناولوا علاجا كيماويا لفترة طويلة فيما يقلل عدد خلايا النخاع, وتصبح غير كافية لإجراء عملية زرع النخاع الذاتي, وبالتالي عدم علاجهم, حيث ظهرت أدوية جديدة يمكنها تحريك الخلايا الساكنة داخل النخاع وتجعلها تسبح في الدم لجمعها, مما يرفع عدد المرضي الذين يمكن إجراء زرع نخاع ذاتي لهم مرة أخري, وقال الدكتور علاء الحداد رئيس المعهد القومي للأورام وأستاذ أورام الأطفال: إن مؤتمر زرع النخاع قدم أيضا العلاجات الجديدة لنجاح العمليات ما قبل زرع النخاع, وطرق الوقاية من الطرد والطرد المعاكس بعد عملية زرع النخاع, لافتا إلي أنه يتم إجراء250 عملية زرع نخاع علي مستوي كل مراكز الأورام في مصر, وأن العدد لا يكفي, وهناك قائمة انتظار طويلة ولابد من القضاء عليها بتحقيق3 آلاف عملية زرع في العام. ومن جانبه أوضح الدكتور عمر عبدالرحمن فهمي أستاذ أمراض الباطنة والدم كلية طب جامعة القاهرة استشاري زراعة النخاع العظمي, أن الفريق المصري لزرع النخاع نجح في تقديم بحث مقبول وتم نشره بمؤتمر لندن عن نتائج علاج118 مريضا بأنيميا البحر الأبيض المتوسط, حيث تم زرع النخاع لهم باستخدام الخلايا الجذعية الطرفية, مما ترتب عليه نسب شفاء تام بلغت86%, مما يعد إنجازا علميا كبيرا يحسب لمصر.