النجار هو الحلقة الأولي في صناعة الأثاث بدمياط وكل المراحل الأخري من أويمة ودهانات وتنجيد تعتمد عليه, وهم الآن يواجهون تحديا صعبا في عملية الانتاج بسبب الارتفاع غير الطبيعي في أسعار الأخشاب والأبلاكاج وهما الخامات الأساسية التي يعتمدون عليها في هذه الصاعة التي تشكل العمود الفقري للنشاط الاقتصادي في دمياط, أربعة شهور والأسعار تتزايد يوما بعد يوم ليصل الي المرحلة التي شعر فيها النجار أنه لن يحصل علي قيمة إنتاجه لارتفاع أسعار المنتجات سواء بالنسبة لتاجر الأثاث أو للمستهلك الذي يتعامل معه مباشرة. يقول محمد حس صقر نجار كنا نواجه الارتفاعات البسيطة في أسعار المواد الخام برفع أسعار المنتجات إلا أننا في الأيام الأخيرة واجهنا ارتفاعا غير مسبوق في أسعار تلك المواد حيث ارتفع سعر متر الخشب الزان من 2800 جنيه الي 3400 جنيه وسعر متر الخشب الباض من 400 جنيه الي 1800 جنيه وسعر متر الخشب السويد من 2150 جنيها الي 2500 جنيها وارتفع سعر لوح الابلاكاج الثة من 32 جنيه الي 42 جنيه واللوح الكوري ارتفع من33 جنيها الي 42 جنيها حتي لوح الابلاكاج الصيني ذو الجودة المنخفضة ارتفع سعره من 18جنيها الي 35 جنيها وحتي الغراء التي تشكل المادة اللاصقة لأساسية التي نستخدمها في الصناعة بعد تقطيع واعداد الأخشاب عبر الماكينات لا يمكن الاستغناء عنها ارتفع سعر البرميل الي 410 جنيها مما أدي اي ارتفاع غير مسبوق أيضا في تكاليف الانتاج وأسعار حجرات الأثاث التي تشكل عبئا كبيرا علي المستهلكين حيث زاد سعر أقل الحجرات ثمنا حوالي 500 جنيه مما كان له أثر سييء علي ارتفاع أسعار المنتجات لنواجه كسادا غير مسبوق هذه الأيام في عملية التسويق. ويضيف جمال عبد الغني نجار أن كثيرا من أصحاب ورش النجارة إضطر الي تقليل عدد العمال لديه لعدم قدرتهم علي دفع أجرتهم الاسبوعية بعد حالة الكساد الحالية التي لم نرها منذ سنوات عديدة ويتعرض الكثير منها للسجن بسبب ماعليها من ديون كبيرة لدي تجار ومستوردي الخامات ولجأ الكثير الان لبيع المصوغات الذهبية لزوجاتهم لتسديد ديونهم فقد أصبح الجميع يحلم الان بفك هذه الأزمة التي بدأت منذ أحداث الثورة وحتي الآن. ويشير محمد مسلم رئيس النقابة المستقلة لعمال الأثاث بدمياط الي أن النقابة نظمت العديد من الوقفات الاحتجاجية نظرا للارتفاع المستمر في أسعار المواد الخام مشيرا الي أن هناك مخزونا استراتيجيا لدي المستوردين والتجار يستطيعون به النزول بالأسعار ونحن نطالب بقيام مصانع وزارة الانتاج الحربي باستيراد الأخشاب والأبلاكاج بدلا من المستوردين الحاليين حيث سيكون لديها مميزات غير متوافرة لدي تجار دمياط أهمها أنهم سيستوردون أخشابا جيدة ولن يقوموا بدفع ضرائب أو جمارك أو أرضيات وسيتم توفير تلك المبالغ وبالتالي ستتراجع أسعار تلك المواد. ويؤكد محمد الزيني رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بدمياط أن مجلس ادارة الغرفة ومن أجل الوصول لحل الأزمة إرتفاع أسعار المواد الخام قام بعقد إجتماع مع مستوردي الأخشاب والأبلاكاج من أجل حثهم علي تثبيت الأسعار وتصريف المخزون من تلك السلع بالسعر القديم حتي يتم السيطرة علي هذا الارتفاع المستمر كما قمنا أيضا بعقد اجتماع آخر مع تجار الأثاث الكبار من أجل أن يقوموا برفع سعر شراء حجرات الأثاث من الصانع الصغير بأسعار تعوضه عن الارتفاع المستمر في أسعار الخامات حيث أن الصانع الصغير هو أهم فرد في منظومة انتاج الأثاث ولذلك وجب الحفاظ عليه وعلي مهنته.