175 ألف عامل فى مهب الريح بسبب غياب الرقابة على الأسواق تاجر أخشاب: 11 مستوردا يتحكمون فى سوق «الأبلاكاج».. ومطالب بتدخل «الإنتاج الحربى» تسببت الأوضاع السيئة المضطربة التى تعيشها البلاد، فى تدهور صناعة الأثاث فى محافظة دمياط، التى تربعت على عرش صناعة الأثاث طيلة العقود الماضية. يوجد فى المحافظة 87 ألف ورشة لصناعة الأثاث بجميع مراحلها، يعمل بها 175 ألف عامل، إضافة إلى 45 مصنع موبيليا، و2500 صالة عرض موبيليا و1500 شادر خشب منتشرة فى جميع أنحاء المحافظة، وأرجع أصحاب المهنة تراجعها إلى انخفاض الصادرات، واقتصارها على أشخاص ومؤسسات بعينها تتلقى الدعم المالى من صندوق دعم الصادرات، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأخشاب، خاصة الأبلاكاج، وعزوف المشترين عن الشراء، الأمر الذى يهدد بفقدان المحافظة مركزها، فى صناعة الأثاث. يقول محمد مسلم، رئيس نقابة صناع الأثاث المستقلة، ركود سوق الأثاث وارتفاع أسعار الخامات من أخشاب ودهانات دفعنا لفتح أسواق جديدة فى أوروبا وأفريقيا وبحث استيراد أخشاب من السودان، وناشدنا وزارة الإنتاج الحربى إقامة معارض بالمحافظة لبيع الدهانات بأسعار معقولة. وانتقد جمال البرش، تاجر موبيليا، غياب دور الدولة فى حماية الصناعة، رغم تأكيدها الاهتمام بالمشروعات الصغيرة، وأنها السبيل الوحيد للنهوض بالاقتصاد والصناعة المصرية، مطالبا بإلغاء الدعم المقدم من صندوق دعم الصادرات لمصدرى الأثاث، مطالبا بدعم أصحاب المشروعات والورش الصغيرة، لمواجهة الأزمة التى تعانى منها صناعة الآثاث. وأرجع محمد عبدالبارى، تاجر أخشاب قطاعى، ارتفاع أسعار الأخشاب خاصة الأبلاكاج، ل«جشع» المستوردين الذين حققوا أكثر من 90 مليون جنيه أرباحا بدعوى ارتفاع أسعار الأخشاب فى دول المنبع، لافتا إلى سيطرة 11 مستوردا على سوق الخشب الأبلاكاج المستورد، بينهم خمسة يشكلون مايسمى لوبى يتحكمون من خلاله فى السعر والكمية المعروضة. وأكد صلاح مصباح، عضو مجلس الشورى السابق، أن من أهم نواتج السوق الحر فى استيراد الأخشاب، عدم الرقابة على سوق العرض والطلب، ما أدى إلى تلاعب مستوردى الأخشاب بالأسعار دون مراعاة مصنعى الأثاث البسطاء وأصحاب المشروعات الصغيرة الذين تدهورت حالتهم نتيجة الكساد الذى يسود سوق الموبيليا فى المحافظة، مطالبا بإنشاء بنك للحرفيين لتمويل المشروعات الصغيرة وجميع الأنشطة الإنتاجية بفائدة بسيطة وشروط ميسرة، وشركة أخرى لتسويق الآثاث يساهم فيها الحرفيون الصغار، لتسويق إنتاجهم محليا ودوليا. وشدد على ضرورة تخصيص 20 فدانا لإنشاء مجمع صناعى متكامل بمنطقة شطا لتجميع جميع مدخلات عملية صناعة الأثاث فى مكان واحد، على أن يشمل مركزا لتدريب العمالة على أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا العصر، لمنافسة الأسواق العالمية. وانتقد «مصباح» إنشاء مناطق صناعية كبرى فى محافظتى «كفر الشيخ»و«أسيوط» باستثمارات ضخمة رغم شهرة المحافظة بالأيدى الماهرة، منذ الحرب العالمية الثانية