تأهل الأهلي لدور ال16 لدوري أبطال إفريقيا بعد تغلبه مساء أمس علي فرق توسكر الكيني في إياب دور ال32 بهدفين نظيفين في المباراة التي أقيمت بينهما باستاد برج العرب. أحرز الهدفين أحمد عبدالظاهر وعماد متعب في الشوط الأول ليتأهل الأهلي لمواجهة فريق البنزرتي التونسي في دور ال.16. لم يقدم الأهلي الأداء المتوقع وتباين عطاء لاعبيه علي مدي شوطي اللقاء, فقد كان حامل اللقب قادرا علي الفوز بعدد وفير من الأهداف لولا الأداء الغريب للفريق, وتركه المجال للفريق الضيف ليبادله الهجمات وهو ما أحرج الأهلي في بعض فترات المباراة. هدفان ودلع وشماريخ! اختار حسام البدري طريقة4-2-2-2 لبداية اللقاء بوجود ثنائي الدفاع المعتاد جمعة ونجيب ومعهما عبدالفضيل وشديد علي الجانبين, أمامهم ربيعة وعاشور للقيام بالواجبات الدفاعية في وسط الملعب, أمامهما بركات والسعيد للقيام بالواجب الهجومي وصناعة اللعب مع تكليف الأول بأن يركز لعبه من الجهة اليمني والثاني من اليسري, علي أن يتكفل متعب وعبدالظاهر بالقيام بمهمة إحراز الأهداف من مركز رأس الحربة. أما الفريق الضيف, فبرغم من أنه حضر لمصر دون أن يكون لديه ما يخسره, إلا أنه بدأ اللقاء بحذر دفاعي من منتصف الملعب مفضلا عدم المغامرة بالاندفاع للهجوم أو حتي مارسة الضغط علي دفاع الأهلي الذي لم يجد أي مضايقة من مهاجمي توسكر في بناء الهجمات. منذ البداية وضح تأثير نتيجة لقاء الذهاب علي أداء لاعبي الأهلي الذين لعبوا بارتياح شديد وأعصاب هادئة, وهو ما أدي لتسجيل هدف التقدم سريعا في الدقيقة السادسة برأس عبدالظاهر الذي قابل كرة عبدالله السعيد العرضية وحولها في المرمي بعدما هرب من الدفاع. بعد الهدف لعب الأهلي بارتياح أكبر قابله الفريق الكيني بالتخلي عن حذره الدفاعي, واندفع لاعبوه للهجوم باتجاه مرمي شريف إكرامي لكن دون أي ملامح للخطورة لأن الهجوم الأصفر كان عشوائيا للغاية واعتمد علي رد الفعل وليس علي بناء حقيقي للهجمات, وبالتالي كانت محصلة هجمات توسكر صفر خاصة في ظل يقظة نجيب وجمعة. لكن نتيجة لعدم جدية لاعبي الأهلي في التعامل مع طموح توسكر, بدأ الضيوف في الاستحواذ علي وسط الملعب تدريجيا مستغلين عدم وجود كفاية عددية للأهلي في منطقة المناورات, واكتفي المارد الأحمر بالمشاهدة, حتي جاءت الدقيقة ال31 التي شهدت تسديدة من السعيد ارتدت من الحارس لتجد بركات المنطلق الذي سدد بقوة في يد الحارس بدلا من استغلال مهاراته, لكن هذه الهجمة لم تكن مؤشرا علي تحسن أداء الأهلي فالفريق أصبح مثل الجزر المنعزلة وخطوطه غير قادرة علي التواصل فيما بينها. وعلي عكس سير اللقاء, تمكن عماد متعب من مباغتة أولوتشي حارس توسكر, محرزا الهدف الثاني في الدقيقة ال38 بعدما غافل الدفاع وسدد من علي حدود منطقة الجزاء بعيدا عن متناول الحارس. بعد الهدف مباشرة يتوقف اللقاء لقيام ألتراس الأهلي بإشعال عشرات الشماريخ الأمر الذي تسبب في وجود دخان كثيف في سماء الملعب, لكن الحكم استأنف اللعب سريعا لترتد الكرة علي مرمي الأهلي بتسديدة في القائم, تبعتها هجمة أخري تعامل معها دفاع الأهلي بأداء طفولي لينتهي الشوط بتقدم الأهلي!!. تدخلات البدري بدأ الشوط الثاني بنزول شهاب الدين أحمد بدلا من شريف عبدالفضيل بعدما أدرك البدري أنه فقد السيطرة علي وسط الملعب, فلم يكن أمامه سوي تغيير تنشيط فريقه بنقل ربيعة من الوسط للجانب الأيمن ليشكل جبهة قوية وسريعة مع بركات, لكن علي أرض الواقع لم يتحسن الأداء بل علي العكس ازدادت هجمات توسكر خطورة واقتربت أكثر فأكثر من إكرامي. وفي الدقيقة ال58 يفاجئ شهاب الجميع بتسديدة قوية تصطدم بالعارضة وبعدها مباشرة ينزل سيد معوض بدلا من شديد, لكن الملحوظ هو أنه بمرور الوقت تحسن انتشار لاعبي الأهلي وزاد استحواذهم علي الكرة, مما أدي لتراجع خطورة توسكر تدريجيا. السيطرة والاستحواذ لم يتم ترجمتهما لخطورة حقيقية علي مرمي توسكر, والغريب أن الأهلي لم يتمكن من بناء هجمة منظمة متفق عليها, والنتيجة أن متعب وعبدالظاهر أصبحا منعزلين تماما في الهجوم عن باقي الفريق, ليضطر البدري للدفع بدومينيك بدلا من عبدالظاهر لاستغلال قدرة دومينيك علي الرجوع للخلف والتسلم والانطلاق ليمنح متعب الفرصة للتحرك بشكل أفضل, كما أن تحرك دومينيك في الناحية اليسري سيترك المجال للسعيد لتغيير مركزه خلف متعب. الدقيقة ال81 شهدت ترجمة عملية لكل هذا عندما شن الأهلي أول هجمة منظمة, بدأت من بركات لمتعب للسعيد لدومينيك المنطلق باتجاه الحارس الكيني الذي عرقل مهاجم الأهلي ليحتسب الحكم ضربة جزاء, تصدي لها دومينيك فسددها ضعيفة في يد الحارس.. وتمر الدقائق المتبقية سريعا دون أن تشهد أي جديد فتنتهي المباراة بفوز الأهلي.