رضوي طالبة بالصف الثالث الثانوي تخرج من المدرسة متجهة الي منزل زميلة لها لحضور إحدي مجموعات التقوية وتعود الي بيتها في السادسة لتتناول غداءها. وتجلس مابين أربع إلي خمس ساعات لكي تستذكر دروسها لكن انقطاع الكهرباء يوميا لأكثر من ساعتين يحول دون ذلك, فهي في مرحلة دراسية غاية في الأهمية وتحتاج الي كل دقيقة لتحقيق حلم والديها بالالتحاق بكلية الطب. حال رضوي لا يختلف كثيرا عن حال شهاب فهو طالب في نهائي إعلام فهو يستخدم الانترنت يوميا لمدة3 ساعات لاعداد المادة الخاصة بمشروع تخرجه, ونظرا للانقطاع الدائم للكهرباء بالحي الذي يقطن فيه مدة تتجاوز الساعتين يضطر الي أن يذهب إلي أحد مقاهي الانترنت في منطقة أخري ولسوء حظه أحيانا يجد الكهرباء مقطوعة أيضا هناك. أما صابر موظف بالمعاش فقد نجا من الموت بأعجوبة بعد أن ظل حبيس المصعد بالعقار الذي يسكن فيه أكثر من ساعة بعد أن انقطع التيار فجأة وكاد يختنق هذا فضلا عن تأكيده أن الانقطاع المتكرر ينعش جرائم السرقة لاسيما في الأحياء المتطرفة. د. أكثم أبوالعلا المتحدث باسم وزارة الكهرباء يؤكد ان الوزارة تبذل أقصي جهد ممكن لمواجهة أحمال صيف2013 من خلال عدد من المحاور منها: إضافة قدرات توليد جديدة تصل الي200 ميجاوات وتحسين جودة الصيانات التي تتم في وحدات التوليد لإتاحاتها بمعدلات كبيرة, إلي جانب التنسيق مع الشركات صاحبة الصناعات كثيفة الاستهلاك كالحديد والألومنيوم والأسمنت والأسمدة لتقوم بعمل الصيانات السنوية بها خلال أشهر الصيف وترحيل أعمالها خارج وقت الذروة, وترشيد الاستهلاك من خلال حملات التوعية للمواطنين وذلك لتقليل أوقات الانقطاع. وفي سياق آخر جاء تقرير صندوق الأممالمتحدة ليصنف مصر بأنها دولة نامية تهدر الطاقة ولا تستغل كافة مصادرها الطبيعية المتاحة لديها, كما تمتلك قدرا كبيرا من الفساد المالي والإداري فيما يتعلق باستغلال واستثمار الطاقة, هذا ماقاله محمد عادل المدير التنفيذي للمركز التنموي الدولي, كما وضع بعض النقاط لمواجهة أزمة الكهرباء منها حل أزمتي السولار والمازوت, وابتكار وسائل أخري لاستخراج الكهرباء من خلال حرق المخلفات والمجاري المائية وطواحين الهواء وغيرها من الوسائل, وإعادة النظر في كافة العقود الخاصة بتصدير الكهرباء بحيث يتم استيفاء حاجة السوق المحلية قبل التفكير في التصدير, الي جانب عمل صيانة سريعة للشبكات خاصة في الأقاليم وإعادة النظر في توزيع الكهرباء بالعشوائيات للقضاء علي ظاهرة سرقتها. ولتقليل فترات قطع التيار لابد من فرض خطة واسعة لترشيد استهلاك الكهرباء وذلك لتقليل الاستهلاك وخفض قيمة العجز كما يري المهندس أحمد عبد الرحمن المتحدث باسم ائتلاف مهندسي محطات انتاج الكهرباء, ويؤكد أن خطط الترشيد معمول بها في معظم دول العالم وليست أمرا غريبا أو مفاجئا, والترشيد يحتاج لتضافر جهود الجميع سواء المواطن أو الأجهزة الحكومية والهيئات والقطاعات المختلفة لتحقيق أفضل النتائج وهو ماقد يوفر حوالي2000 ميجاوات من الكهرباء والتي تحتاج لاستثمارات تتخطي21 مليار جنيه مصري في صورة محطات توليد.. وتخاطب هذه الخطة جميع الجهات فمثلا الأجهزة الحكومية والمحليات عليها تخفيض الاضاءة العامة داخل المدن بنسبة0%5 وعلي الطرق الرئيسية والفرعية بنسبة30%, والبدء في حملة إعلامية مكثفة للتوعية بأهمية ترشيد الكهرباء لتقليل زمن الانقطاع في أشهر الصيف حتي يتم حل الأزمة جذريا, رفع أسعار الكهرباء علي الشرائح المرتفعة بالنسبة للمحلات التجارية والعيادات والمستشفيات الخاصة طوال أشهر الصيف, مع تشديد العقوبة علي سرقة التيار وتكثيف الحملات الأمنية وتفعيل دور شرطة الكهرباء ومنح مميزات للجهات المتعاونة في تنفيذ خطة ترشيد الاستهلاك سواء في صورة خصم علي فواتير الكهرباء أو منح المحال التجارية وغيرها حوافز في صورة إعلانات مجانية في التليفزيون الحكومي والصحف, وسرعة تنفيذ كروت ذكية لجميع الأسر المصرية لتحديد المستحقين لدعم الكهرباء ورفع الأسعار علي الفئات غير المستحقة حيث إنها الأكثر استهلاكا وإلغاء مجانية الكهرباء في المساكن التابعة لبعض الوزارات خصوصا المستعمرات السكنية بوزارة الكهرباء مع عدم استثنائها من برامج تخفيف الأحمال, أما المنازل فلابد من زيادة أسعار الشرائح كثيفة الاستهلاك, وعدم استخدام الأجهزة الكهربائية كثيفة الاستهلاك مثل السخانات والمكواة والغسالات في أوقات الذروة( من6 إلي11 مساء) إطفاء الأنوار في الغرف غير المستخدمة أو تقليلها قدر الإمكان, إحكام غلق الغرف التي بها أجهزة تكييف وضبط درجة الحرارة عنده2 درجة مئوية.. أما القطاع الصناعي فيجب إخطار كافة المصانع بضرورة تحسين معامل القدرة, وترشيد استهلاك الكهرباء في الاضاءة وغيرها, وأيضا دراسة إغلاق كافة المصانع الصغيرة بدءا من الساعة8 مساء وإمكانية تشغيلها مبكرا من الساعة6 صباحا. ووزارة الكهرباء عليها استبدال جميع لمبات الصوديوم الموجودة في الطرق والشوارع باخري موفرة للطاقة في أسرع وقت ممكن, والالتزام بتحقيق العدالة في برامج تخفيف الأحمال مع تقليل فترة الانقطاع الواحد لنحو ساعة فقط, وأيضا دراسة إمكانية استغلال أيام العطلات وأوقات الصباح الباكر في النزول بقدرات التوليد مع تطبيق سياسة تخفيف الأحمال وذلك لتوفير الوقود لأوقات الذروة في حالة نقص الوقود حيث ان انقطاع التيار في هذه الفترات أقل ضررا بكثير من أوقات الذروة.