بداية يجب أن يعلم الجميع أننا كلنا مصريون أبناء هذا الوطن الجيش والشرطة والشعب بكل ما يضمه من أغلبية صامتة وثوار وحتي بلطجية والكل كبير وصغير يعلم بأننا نمر بمرحلة فارقة في التاريخ بعد ثورة 25 يناير التي يتربص بها البعض سواء من الداخل, والخارج ولايريدون لها الاكتمال والنجاح. ولايمكن لنا للوصول للحقيقة المجردة بدون مصارحة ومصالحة مع النفس, وعلينا الاعتراف بوقوع تجاوزات من كل الأطراف, وان كنا نرفض بشدة طريقة التعامل مع المتظاهرين سواء السلميين أو المنفلتين منهم, كما لا ينكر أحد التعامل المفرط للقوة من بعض رجال الأمن والشرطة العسكرية مع بعض المتظاهرين من الجنسين الشباب والآنسات. ورغم رفضنا وتحفظنا علي كل هذه التصرفات فإن المجلس العسكري مطالب باعتباره السلطة الحاكمة لادارة شئون البلاد بالاعتذار رسميا للشعب مع ضرورة احالة المدانين وكل من يثبت تورطهم إلي التحقيق ومحاسبتهم واعلان ذلك علي الرأي العام, لامتصاص حالة الغضب في الشارع. ولكن في نفس الوقت علينا بالقبول بأن هذه التجاوزات فردية وليست ممنهجة أو بتوجيهات رسمية كما جاء علي لسان اللواء عمارة وربما وقعت كنتيجة طبيعية لحالة الاحتقان والعصبية عند الجميع.. بل من الأمانة وتعظيما للمصارحة مع النفس ان نتساءل بصوت عقلاني: هل مثل هذه التجاوزات الفردية مبرر لكل ما شاهدناه منذ يوم الجمعة؟! وهل هؤلاء الصبية الذين يرشقون رجال الأمن بالملوتوف والحجارة وغيرها من وسائل التدمير من الثوار الذين كانوا في ميدان التحرير 25 يناير وحتي 11 فبراير؟! وهل ما يقومون به من عمليات تخريب وتصرفات استفزازية وفرحة هستيرية بإحراق المجمع العلمي ومحاولاتهم هدم سور مجلسي الشعب والوزراء يمكن اعتباره ثورة, ويندرج تحت مسمي التظاهر السلمي؟! الجميع وكل أجهزة الدولة مطالب بالكشف عن حقيقة هؤلاء, ومن الذي يحرضهم علي مثل هذه التصرفات, ومن هي الأطراف المستفيدة من تعطيل مسيرة الديمقراطية بمصر بعد أن بدأت تأخذ طريقها نحو نقل السلطة إلي الشعب وحكومة مدنية؟ وتحضرني ملاحظة في غاية الأهمية أين القوي السياسية والحزبية مما يحدث, وأين هؤلاء الشباب ممن كانوا يطلقون علي انفسهم ممثلي ائتلافات شباب الثورة التي تعدي عددها المائة حركة وائتلاف, والذين كانوا يملأون الفضائيات صخبا وضجيجا طوال الشهور الماضية؟! كلمة أخيرة أهمس بها في آذان كل القوي الوطنية تذكروا دماء شهداء الثورة.. واتقوا الله في مصر. [email protected] المزيد من أعمدة أيمن أبو عايد