فيما وصف بأعنف تصريحات أمريكية منذ اندلاع الثورة المصرية, وجهت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية انتقادات لطريقة تعامل السلطات الأمنية في مصر مع الأحداث الأخيرة خاصة تجاه النساء والفتيات. وقالت إن الأحداث الأخيرة مروعة ومقلقة حيث تتعرض النساء للضرب والإهانة في الشوارع رغم أنهن خاطرن بحياتهن من أجل الثورة. وقالت كلينتون- في خطاب بجامعة جورج تاون بالعاصمة الأمريكيةواشنطن- ان الثورة المصرية كانت ملهمة في طريقة كبح جماح قوة الأمن والسيطرة علي ردود أفعالها وهو ما شكل وعدا للمصريين جميعا ببناء مصر الجديدة لكن ما حدث ضد المتظاهرات يمثل فضيحة وعار. وأضافت الوزيرة الأمريكية أن مشهد حماية المسلمين للأقباط في صلاتهم والعكس كان مشهدا مصريا بامتياز وليس مشهدا أمريكيا أو أوروبيا. وقالت إن مصر صاحبة التاريخ الممتد في القدم عندما تري مشهدا للعنف مثلما حدث مؤخرا في ميدان التحرير فإن عليها أن تتحرك من تلقاء نفسها لتصحيح المسار, وصوت المرأة لا بد أن يسمع والنساء في حاجة إلي الحماية حيث انها يفترض أن تشارك في كل النقاشات والقرارات الخاصة بصياغة المستقبل. وأضافت أن هذا جزء من نمط مقلق للغاية حيث يتم ابعاد المرأة المصرية بشكل منتظم إلي حد كبير من عملية صنع القرار في العملية الانتقالية من جانب السلطات العسكرية والأحزاب السياسية الرئيسية. في نفس الوقت, كانت النساء يستهدفن بشكل محدد سواء من جانب قوات الأمن أوالمتشددين. وقد وصفت الأوساط الأمريكية الخطاب أنه أقوي وأعنف تصريحات من المسئولة الأمريكية الرفيعة منذ عدة شهور فيما يتعلق بتطورات الثورة المصرية. وانتقدت كلينتون سحل النساء وتجريدهن من ملابسهن في شوارع القاهرة وقالت هذا التدهور المنتظم للمرأة المصرية يمثل خزيا للثورة, وتشويها للدولة ووحدتها, وليس جديرا بشعب عظيم. وأوضحت الوزيرة الأمريكية في كلمتها بعض الساسة والمعلقين المصريين أنفسهم أشاروا إلي أنه لن تكون هناك ديمقراطية جديدة مبنية علي اضطهاد المرأة, ولا يمكن لأي مجتمع مستقر, سواء كان ذلك في انهاء الصراع, أو إدارة عملية انتقالية, أو إعادة بناء بلد ما فيما يتم تجاهل نصف السكان. وقالت ان الحل في يد الشعب المصري نفسه لتصحيح المسار فيما يخص حقوق المرأة وليس شأن العالم الخارجي أن يقود النقاش حول الأمر.