توقفت طويلا أمام شىء محدد فيما جرى يوم 6 أبريل، وهو الطريقة التى تم التعامل بها مع المشاركات فى التظاهرات من الفتيات والنساء.. طريقة التصدى لهن والتى اعتمدت على كونهن نساء، من هذا المنطلق تم التعامل معهن بأقصى درجة من الفجاجة وباستخدام نفس المنطق التقليدى للشارع المصرى من إهانة المرأة من حيث هى امرأة، وذلك بالطعن فى شرفها وانتهاك عرضها.. هذا الاختلاف الذى تمت ممارسته فى طريقة التصدى للناشطات من النساء، عن طريقة التصدى لأقرانهن من الشباب والرجال، هو الذى يحمل للأسف أحط وسيلة للتصدى الأمنى، وإذا كان هذا يحدث أحيانا فى أقسام الشرطة، فمن غير المتصور أن يتم استخدامه ضد مشاركات فى تظاهرة سياسية وفى وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من الجميع. أن يتم سب النساء وإهانتهن بتوجيه ألفاظ تصفهن بأنهن مومسات ليس سوى وسيلة لكسرهن حتى لا يعاودن النزول إلى الشارع، والتحرش بهن وتمزيق ملابسهن من فوق أجسادهن ليس سوى وسيلة لترويعهن حتى لا يعاودن الكرة مرة أخرى. مثل هذه الوسيلة التقليدية فى التعرض للمرأة من حيث كونها امرأة وليس من حيث كونها صاحبة موقف سياسى تعبر عنه أسوأ ما جرى حقا فى أحداث 6 أبريل هو التعامل بهذا الشكل مع النساء حيث إن الطريقة الأمنية فى المواجهة انتهجت أسلوب «الشوارع» فى التصدى للمرأة، وهو ما يستدعى المطالبة بالتحقيق فيه من كل الجهات المعنية سواء فى الداخل أو الخارج.. إن التصدى بعنف للمشاركين من الشباب والاعتداء عليهم هو جريمة بكل المقاييس، أما التصدى للنساء من الفتيات والسيدات بوصفهن بأقذع الألفاظ المخصصة للطعن فى شرف المرأة وتجريدهن من ملابسهن لهو جريمة مضاعفة فهل تمر دون حساب؟ لن أتساءل كيف تلجأ سلطة بل كيف يلجأ أمن دولة لنفس الأسلوب الذى يمارسه أى منفلت فى الشارع تجاه المرأة؟ إن طريقة التصدى بمثل هذا الأسلوب تنبئ عن حالة من التردى والضعف فى أسلوب المواجهة الأمنية، فهل هذا ما علينا أن نتوقعه فى الفترة القادمة؟وكيف يمكن أن تترك مراكز ومنظمات حقوق الإنسان ممارسة كهذه تمر دون أن يتم تسجيلها وتصعيدها لكى تتم المحاسبة عنها أم أن الدولة سوف تنكر هذه الممارسات عندما تسأل عنها فى التقارير الخاصة بحقوق الإنسان الدولية أو المؤتمرات المعنية بذلك، هل يمكن الإنكار؟ إن منع الأمن لأجهزة الإعلام من تصوير ما حدث لا يكفى للإفلات، فالكثيرون قد استطاعوا تسجيل ما جرى بكاميراتهم والكثيرون كانوا شهودا على ما جرى، مرة أخرى هل ستنكر السلطة أى مساءلة دولية تجاه هذه الممارسات؟.. أم أنها سوف ترفع شعار استقلالية الشأن الداخلى ورفضها للتدخل الأجنبى على أساس «نساؤنا ونحن أحرار فيهن، نسبهن نهينهن نمزق عنهن ملابسهن، ولا نرضى بأن يتدخل أحد فيما نفعله بهن». [email protected]