اهتمت دول العالم والصحف العالمية بأحداث العنف التي وقعت مؤخرا في منطقة مجلس الوزراء التي أسفرت عن مقتل10 أشخاص وإصابة أكثر من300 آخرين وسط إدانة لأسلوب المجلس العسكري في التعامل مع المتظاهرين ودعوات لضبط النفس وعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين. ورسمت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية صورة قاتمة لأحداث العنف التي وقعت في منطقة مجلس الوزراء, وقالت الصحيفة إن المجلس العسكري الحاكم في مصر صعد من ملاحقته الدامية للمتظاهرين المحتجين في التحرير, وقامت قوات الشرطة العسكرية بمطاردة وضرب المدنيين العزل, مشيرة إلي نفي رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري في مؤتمر صحفي عقده أمس الأول عقب الأحداث استخدام قوات الأمن القوة ضد المتظاهرين.وأشارت الصحيفة إلي التقاط كاميرات الفيديو لقطات للجنود وهم يجردون ملابس إحدي المتظاهرات وضربها وسحلها علي إحدي الأرصفة في ميدان التحرير.واعتبر الصحيفة أن التناقض بين تصريحات المجلس الأعلي للقوات المسلحة وأفعاله تعكس تحولا في استراتيجية المجلس الأعلي, وقالت الصحيفة إنه بعد أشهر من محاولة المجلس العسكري الحفاظ علي قدر من المصداقية عبر التعاون مع النخبة السياسية المصرية فإن قادة المجلس العسكري نادرا ما يعترفون بالكاد بمطالب المجلس الاستشاري والذي حثهم منذ يومين علي وقف العنف والاعتذار للمتظاهرين. وذكرت وكالة أسوشيتدبرس للأنباء إن الجنود قاموا بسحل متظاهرات علي الأسفلت بعد جرهن من شعورهن بعد نزع حجابهن وتم ضرب بعض النشطاء في ميدان التحرير وركلهم في الرأس حتي أصبحوا وكأنهم جثة هامدة بلا حركة. أما صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فأكدت أن الجيش المصري يستخدم ذخيرة حية ضد المتظاهرين وأن تعامله يتسم بالوحشية الشديدة. ووصفت الصحيفة ما يحدث بأنه كارثة سياسية وأن أسلوب إدارة المجلس العسكري للبلاد يكشف عدم قدرته علي امتصاص الغليان الشعبي. كما اهتمت الصحف البريطانية بأحداث العنف في مصر, وانتقدت صحيفة الجارديان البريطانية أسلوب تعامل الجيش المصري الذي وصفته بالقاسي مع المتظاهرين, واعتبرت أن ذلك الأسلوب يكشف عن ثقته في وجود شريحة كبيرة من المجتمع المصري أصبحت تؤيده بحثا عن الاستقرار, وأن الثوار الحقيقيين الذين يطالبون بالديمقراطية والإصلاح أصبحوا مجرد فئة معزولة. وأكدت الصحيفة أن أسلوب الجيش ينطوي علي خطورة كبيرة خاصة بعد الفيديو الذي كشف تعرض المتظاهرين لقسوة مبالغ فيها وانتهاكات شديدة. وكشفت الصحيفة أن أفراد الجيش هاجموا المستشفي الميداني المقام قرب التحرير لعلاج المصابين كما هاجموا طواقم الصحفيين وحطموا الكاميرات ومعدات التصوير الأخري, وأشارت إلي أن ضباط الجيش طلبوا من الجنود غسل الدماء التي تغطي الأرض بعد ضرب المتظاهرين المفرط. وقد اهتمت وكالة الأنباء الألمانية بالتطورات ورصدت تنظيم مجموعة من أعضاء مجلس الشعب الجدد وعدد من النشطاء السياسيين مسيرة من ميدان التحرير باتجاه شارع الشيخ ريحان حيث الاشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين من أجل إيقاف إراقة الدماء. وحاولت المسيرة إعادة المتظاهرين وإبعادهم عن نقطة الاشتباك مع القوات المسلحة, غير أن أعدادا كبيرة من المتظاهرين رفضت وجودهم وطالبتهم بالعودة إلي ميدان التحرير.وعلي صعيد ردود الأفعال الدولية, أدانت فرنسا ما وصفته بالافراط في استخدام القوة ضد المتظاهرين من جانب السلطات المصرية وذلك عقب الاشتباكات التي وقعت في التحرير وأودت بحياة10 وأدت إلي إصابة أكثر من300 آخرين.وأعربت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أمس عن قلقها من أحداث العنف في التحرير وشجب بيان الخارجية الفرنسية استخدام العنف والقوة المفرطة ضد المتظاهرين. ومن جانبه, أعرب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله عن قلقه إزاء أحداث الشغب المستمرة بين قوات الأمن المصرية والمتظاهرين في التحرير.ونقلت الخارجية الألمانية أمس عن فيسترفيله قوله إن أحداث العنف تنطوي علي خطر خنق روح التغيير.وأضاف فيسترفيله أن مصير مصر يجب أن يتحدد من خلال صناديق الاقتراع والإصلاحات الديمقراطية.ودعا الوزير الألماني كل أطراف الصراع إلي العودة إلي التعامل السلمي فيما بينهم. وطالب فيسترفيله الشرطة والجيش في مصر باحترام حقوق المواطنين, كما دعا كل الأطراف إلي نبذ العنف.