أتمني من الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم اليوم وغدا في بداية المرحلة الثانية, التدقيق في المرشحين, وألا تأخذهم العاطفة والمجاملة, فالوطن يريد نوابا يمكنهم المشاركة في كتابة الدستور الجديد, وتنظيم العديد من التشريعات, ولا نحتاج نوابا خيال مآتة داخل البرلمان, مثلما كان يحدث في الماضي. حدثت أخطاء في المرحلة الأولي, يجب ألا تتكرر ومنها قيام مندوبي بعض الأحزاب بالتدخل في التصويت لمصلحة هذه القائمة أو تلك, من خلال التأثير علي الناخبين, وهذا يجب مواجهته من جانب القضاة, ممن يباشرون الإشراف علي اللجان, اليوم سيشهد تنسيقا أكثر بين التيارات الليبرالية خاصة علي المقاعد الفردية, بعد أن جاءت نتيجة المرحلة الأولي في غير مصلحتهم, وعكس التوقعات أو حتي الحملات الإعلانية والبرامج التي كانت تصب في مصلحة هذا التيار أو ذاك, واستهدفت الإسقاط علي الإسلاميين وحتي التخويف منهم في حالة سيطرتهم علي البرلمان أو تشكيل الحكومة. ويبدو أن الإعلام لم يكن له أدني تأثير في المرحلة الماضية, بل كان سببا في انتخاب أصحاب الاتجاهات الإسلامية. كسب حزب الحرية والعدالة المرحلة الأولي وخسر حزب النور السلفي في جولة الإعادة, فالناخبون اختاروا مرشحي الإخوان ممن كانوا يتنافسون مع السلفيين, وربما تؤدي التصريحات المتشددة من بعض الشيوخ السلفيين, إلي زيادة المخاوف لدي الكثير من المصريين, فهؤلاء يخشون علي أرزاقهم وحرياتهم الخاصة, ولا يريدون من يتدخل فيها تحت أي ذريعة, وإن كانت الغلبة ستظل لسيطرة الإسلاميين علي تلك المرحلة, بنسب أكبر من غيرهم. سيخرج المصريون ليصطفوا في طوابير طويلة, مع الساعات الأولي من صباح هذا اليوم, ليعطوا رسالة إيجابية للعالم, بأن هذا الوطن لن يموت ولن يسقط في أيدي من يستهدفونه, فأبناء هذا الوطن تنفسوا الحرية والكرامة, ولن يتنازلوا عنها لأي فئة أو مجموعة أو تيار, فالتجارب علمتنا شجاعة وصلابة المواطن المصري, وقدرته علي التفرقة بين المرشحين الحقيقيين, ممن سيخدمون بلدهم أو المتاجرين بالشعارات. وأطالب اللجنة العليا للانتخابات, بألا تتقاعس عن تطبيق القانون تجاه من يخترقون القواعد أو يتدخلون لحساب مرشحين بعينهم, وهؤلاء الذين يدفعون الرشاوي, يجب معاقبتهم ومحاكمتهم. المزيد من أعمدة أحمد موسي