في الوقت الذي فشلت فيه أوروبا خلال قمة بروكسل أمس الأول في التوصل إلي اتفاق جمعي شامل للتصدي لأزمة الديون السيادية الراهنة, حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أن الولاياتالمتحدة قد تستغرق سنوات للخروج من أزمتها الاقتصادية الحالية. وأكد أوباما أنه لم يبالغ علي الإطلاق في تقديم الوعود لحل الأزمة المالية والاقتصادية الأمريكية, كما أنه لم يستهن بها أو يستخف بمدي خطورتها, وذلك علي الرغم من بعض العلامات الإيجابية المطمئنة في الآونة الأخيرة بشأن احتمال تحسن الاقتصاد الأمريكي الراكد, علي حد تعبيره. وفي إجابة علي سؤال عما إذا كان استهان بمدي الصعوبة التي سيواجهها إصلاح الاقتصاد الأمريكي عندما أصبح رئيسا في عام2009, قال أوباما خلال لقاء مع برنامج60 دقيقة علي شبكة سي بي إس التليفزيونية الأمريكية: كنت أعتقد دائما بأن هذا مشروع بعيد الأمد, وأن إنهاء المشكلات الهيكلية في اقتصادنا والتي تراكمت علي مدي عقدين.. سيستغرق وقتا. كما شدد علي أن الأمر سيستغرق أكثر من عامين, وسيتطلب أكثر من فترة رئاسية واحدة, وربما يتطلب أكثر من رئيس. وفي تأكيد علي انعكاس الأزمة المالية الأوروبية علي الولاياتالمتحدة, أعرب الجنرال مارتن ديمسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة عن اعتقاده بأن منطقة اليورو تواجه خطرا كبيرا, محذرا من أن أي تفكك قد تكون له عواقب علي وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون, بل ويهدد أكبر برامجها للأسلحة. وأكد ديمسي خلال حفل استضافه المجلس الأطلنطي- وهو معهد بحثي مقره في واشنطن- أنمنطقة اليورو في خطر كبير, وأضاف أعرف أنهم اتخذوا بعض الإجراءات في محاولة لمواجهة أزمة منطقة اليورو, وأظن أن العبارة الملائمة هي السياسة النقدية والمالية.. ولكن من غير الواضح بالنسبة لي علي الأقل أن هذه الوسيلة ستساعد علي تماسك منطقة اليورو مع بعضها بشكل فعلي. واعترف ديمسي بأنه لا توجد لديه خبرة في الأمور الاقتصادية, وبأنه من النادر أن يعلق رئيس لهيئة الأركان الأمريكية المشتركة بهذا الإسهاب علي قضايا اقتصادية, إلا أنه أشار إلي أن جزءا من قلقه يتركز في أن الجيش الأمريكي قد يتعرض لخطر من أي تفكك لمنطقة اليورو.