رغم ظروف الانتخابات البرلمانية والتغيير الوزاري إلا أن ألمانيا أصرت علي توصيل رسالة مهمة إلي المصريين والعالم العربي, حملها وفد علي أعلي مستوي سياسي واقتصادي زار مصر أمس الأول. برئاسة نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد والتنمية التكنولوجية الدكتور فيليب روسلر رافقه خلالها أهم وأعلي ممثلين للاقتصاد الألماني الدكتور هانز برايتدجروس رئيس مجلس الأعمال الألماني الإفريقي, والدكتور هانز دريفتمان رئيس اتحاد غرفة التجارة والصناعة في ألمانيا والدكتور زيجفرير روسفورم عضو مجلس رئاسة شركة سيمنز, والتقوا جميعا باعضاء الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة بالقاهرة, وشاركهم اللقاء من الجانب المصري الدكتور محمود عيسي وزير الصناعة والتجارة الخارجية ومنير فخري عبدالنور وزير السياحة. الاقتصاد الألماني يقف حاليا متباهيا متفاخرا بين نظرائه في أوروبا ومجموعة الأقوياء في العالم, فبرغم الأزمة التي تعصف بمعظم الاقتصادات العالمية إلا أن الاقتصاد الألماني سجل هذا العام أراقما قياسية, فالصادرات الألمانية تجاوزت لأول مرة رقم التريليون يورو, ولكن هذا لم يدفع الألمان إلي الكسل والتراخي بل يزيد من اصرارهم علي مواصلة هذا التقدم, فألمانيا الآن مشغولة بالتفكير في مستقبل العالم حتي عام.2050 عنوان زيارة الوفد الألماني رفيع المستوي إلي مصر يأتي تحت المشاركة في الاحتفال بمرور60عاما علي تأسيس الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة في مصر و110سنوات علي إنشاء أول فرع لاحدي أقدم وأكبر الشركات الألمانية في مصر وهي شركة سيمنز, ولكن تحت هذا العنوان هناك رسائل مهمة أراد الألمان توصيلها إلي مصر والعالم العربي. في إشارة ذكية عبر الدكتور روسلر عن فحوي رسالته, حينما قال إن تأسيس الغرفة الألمانية في مصر كان عام1951 وبعدها مباشرة قامت ثورة يوليو1952 وتم تسميتها الغرفة الألمانية العربية وليست المصرية باعتبارها نقطة انطلاق إلي العالم العربي, ثم قالها بصراحة: مصر بلد مهم بالنسبة لألمانيا اقتصاديا وحضاريا, استثماراتنا زادت من360 مليون يورو عام2004 إلي600 مليون يورو حاليا, ونحن علي استعداد لإقامة شراكة اقتصادية حقيقية مع مصر في المرحلة المقبلة, نريد أن نساعد أولئك الشباب الذين وقفوا في ميدان التحرير يصرون علي التغيير, وأردف قائلا: تابعنا الانتخابات المصرية.. شاهدنا طوابير الناس الكبيرة أمام صناديق الاقتراع وهذا يعكس إصرارهم علي التغيير وتحقيق الحرية والعدالة, وكان أكثر وضوحا حينما أكد أن ألمانيا الرسمية ومجتمع الأعمال في ألمانيا لديهم الثقة في نجاح الثورة المصرية والتحول نحو الديمقراطية, وعلينا كألمان أن نساعد هؤلاء الناس في تحقيق آمالهم وطموحاتهم.. ولكن هذا مرهون بأن تؤدي الانتخابات إلي نظام ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان ويؤدي إلي دولة القانون والقضاء علي البيروقراطية( الخطاب الألماني لا يتمسك بمصطلح الدولة المدنية ولكن دولة القانون). ولكن السفير الألماني بالقاهرة ميشيل بولو كان أكثر وضوحا في توصيل الرسالة الألمانية: ألمانيا ستقف إلي جانب مصر لانجاح عملية التغيير ولكن مستقبل مصر يعتمد علي المصريين أولا: الانتخابات مؤشرا ايجابي نحو التغيير الديمقراطي لأنها جاءت سلمية وعادلة في مرحلتها الأولي.. هناك قوي سياسية جديدة, وبأسلوب دبلوماسي قال السفير الألماني: موقفنا من هذه القوي يتوقف علي: التزامها بالديمقراطية والتزامها بحرية العقيدة وحقوق الأقليات. أما عضو مجلس إدارة شركة سيمنز أقدم شركة ألمانية في مصر السيد زيجفريد روسفورم, فأشار إلي زيارة الخواجة سيمنز مؤسس الشركة إلي القاهرة في عام1885قبل تأسيس الشركة وإعجابه بالحضارة المصرية, وقال إن مصر الآن تتغير كثيرا ولدينا الثقة في قدرة المصريين علي مواجهة التحديات الصعبة, وسيكون علي قمة أولوياتنا مساعدة مصر علي توفير فرص عمل حقيقية للشباب من خلال البرنامج القومي للتشغيل الذي يستهدف توظيف5 آلاف شاب مصري, وهذا ما أكده أيضا الدكتور راينرهيريت المدير التنفيذي للغرفة بالقاهرة. وعبر ممثل مجتمع الاقتصاد والأعمال الألماني الدكتور هانز دريفتمان عن احترامه للشعب المصري ولشباب الثورة مؤكدا أن مجتمع الأعمال الألماني يريد أن يشارك المصريين في الاستثمار في المستقبل قائلا: ستظل ألمانيا شريكا مهما لمصر في الظروف الصعبة, وفي هذا الاتجاه جاءت رسالة أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية ونائب رئيس الغرف الإسلامية, حينما أشار في لفتة ذكية إلي أن الإسلام يشجع التجارة والعمل الحر والتنمية.