في الوقت الذي يتركز فيه السكان في مصر حول الشريط الضيق من الوادي الذي لا تتجاوز مساحته5% من مساحة مصر تضحي بعض المشروعات القومية الزراعية والكهربائية الوسيلة الرئيسية في مواجهة هذه التحديات. . ذلك أن اتساع رحاب التنمية بالاتجاه غربا نحو الصحراء يعد أحد المداخل الرئيسية لمواجهة الزيادة السكانية وتداعياتها السلبية علي التهام ثمار التنمية. ولعل من أبرز هذه المشروعات منخفض القطارة في الصحراء الغربية الذي يمتد من الشرق إلي الغرب ويقترب طرفه الشرقي من البحر المتوسط عند منطقة العلمين, وتبلغ مساحته نحو62 ألف كيلو متر مربع وطوله892 كيلو مترا وعرضه08 كيلو مترا. وترجع الأهمية الاقتصادية لهذا المشروع إلي أنه سوف يغطي الاحتياجات المتزايدة علي الطاقة الكهربائية وتقليل حجم الاستهلاك من الطاقة البترولية. وبالإضافة إلي ذلك فإن مشروع منخفض القطارة يستهدف زيادة مخزون المياه الجوفية بمياه النيل والتي تذهب إلي البحر دون فائدة تعود علي مصر. وفضلا عن ذلك فإن المشروع يهدف إلي استغلال الأراضي الواقعة حول المنخفض وجذب رءوس الأموال المصرية والعربية والأجنبية في المشاريع الزراعية والصناعية التي يمكن أن تتولد عن هذا المشروع. غير أن هذا المشروع يواجه بعض التحديات التي تتمثل في مشكلة الألغام بمنطقة العلمين ورفض بعض الجهات الأمنية تنفيذ هذا المشروع علي أساس أنه سوف يفصل الصحراء الغربية, كما تتمثل هذه المشاكل في وجود بعض آبار البترول في المنخفض والامتيازات لشركات البحث عن البترول في هذه المناطق من الصحراء الغربية.وعلي ضوء هذه التحديات تبرز أهمية العمل علي التنسيق بين وزارات: الكهرباء والدفاع والبترول والزراعة وذلك لتقريب الرؤية نحو البدء في تنفيذ هذا المشروع. كما تبرز أهمية العمل علي إزالة الألغام بهذه المنطقة من خلال التنسيق بين وزارتي الدفاع والتعاون الدولي. خلاصة ما تقدم أن مشروع منخفض القطارة يعد أحد المشاريع القومية التي يمكن أن تسهم في اتساع رقعة التنمية في مصر.