365 يوما فقط من عمر الزمان هو الفارق بين الظلم والحرية, بين الديكتاتورية والديمقراطية, ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي28 نوفمبر2010 أقيمت إنتخابات مجلس الشعب لتي دقت المسمار الأخير في نعش النظام السابق. بما أفرزته من فساد وتزوير وبلطجة لم يطقها المصريون ولم يستسغها الشعب الذي بدا وكأن الظلم قد أنهكه.. وبعدها ب55 يوما ثار الشعب وسقط النظام لتشهد مصر بعدها بعشرة أشهر أول إنتخابات برلمانية نزيهة فكيف يري السكندريون الفارق بين إنتخابات2010 وإنتخابات2011. تقول الصيدلانية هبة الوكيل كنا ننتظر هذه الإنتخابات بفارغ الصبر فكلنا كان يري التجاوزات التي شهدتها إنتخابات2010 من تزوير وبلطجة وتسويد للبطاقات وإغلاق للجان وإرهاب للخصوم وعدم وجود أي رقابة قضائية حقيقية, وتخطي القانون وإبعاد المرشحين من المنبع بحجج مختلفة وجعل السلطة أداة للسيطرة والبطش وتشريد الخصوم وانتهاك القانون, ليخرج مجلس شعب كسيح لا يعبر عن إرادة الشعب.. وأضافت هبه أن كل من شارك في العملية الإنتخابية لعام2010 من خارج الحزب الوطني أكد أن هذه الانتخابات قد شابها الكثير من البلطجة والعنف وشراء الأصوات والسفه في إنفاق الملايين للحصول علي مقعد في البرلمان... وإن أبلغ دليل علي فساد هذه الإنتخابات هو ما ذكرته صحيفة الواشنطن بوست من أن مبارك ونظامه إعتقدوا أنهم فازوا في الانتخابات وأن قوي المعارضة في البلاد قد منيت بهزيمة مهينة, بينما المؤكد أنهم مارسوا عمليات تزوير واسعة النطاق, لمنع المعارضين من الإدلاء بأصواتهم... جاء ذلك في تصريحات علي لسان مدير منظمة هيومان رايتس واتش توم مالينوسكي الذي قال: إن الحزب الحاكم كان مطلق اليد في التلاعب بالنتائج وأن هدف الحكومة كان جعل عملية التصويت محفوفة بالمخاطر و غير مجدية لتنفير كل من هم دون المناصرين للحزب الوطني و قالت الواشنطن بوست, أنه تم كذلك السماح بملء صناديق انتخابية بأصوات مزيفة, وتسهيل عمليات شراء الأصوات وبالتالي زاد العنف خارج الدوائر الانتخابية. وتقول إيمان غنيم( مدرسة) إن المخالفات في إنتخابات2010, سواء بالتزوير أو بمنع بعض الناخبين من الإدلاء بأصواتهم كانت هي السمة الغالبة, كما انتشرت عمليات التزوير الجماعية وتسويد البطاقات داخل اللجان في عدة محافظات منها الإسكندرية كما تم غلق بعض لجان الاقتراع قبل موعدها مثل ما تم بمدرسة أحمس الإعدادية باللبان... كما تقدم المهندس أحمد ابو النظر وكيل مؤسسي حزب نهضة مصر ببلاغ للمستشار عبد المجيد محمود النائب العام تحت رقم2011/8350 اتهم فيه كلا من الرئيس السابق حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسبق أحمد نظيف وحبيب العادلي وزير الداخلية الاسبق وصفوت الشريف امين عام الحزب الوطني السابق وأحمد عز امين التنظيم بالحزب بتزوير إرادة الأمة في انتخابات مجلس الشعب2010 مما تسبب في افساد الحياة السياسية في مصر بالتعاون مع جهاز امن الدولة المنحل لصالح مرشحي النظام السابق. وقد أصدر مركز الشهاب لحقوق الإنسان تقريرا عن التجاوزات في2010 بمحافظة الإسكندرية منها منع مندوبي ووكلاء المرشحين من الدخول لمقار اللجان الانتخابية في أغلب الدوائر بالمدينة, مثل مينا البصل, و محرم بك و الجمرك والمنشية, وسيدي جابر, وكرموز وباب شرق والدخيلة والعامرية وغربال, كما رصد التقرير ما أسماه بتدخل ضباط الشرطة في عمل رؤساء اللجان بعدد من الدوائر منها الجمرك والمنشية و كرموز, بالإضافة لغلق لجان انتخابية ومدارس بالكامل بأعداد كبيرة من صفوف أفراد الأمن, وتهديدات واستعمال العنف والبلطجة, وقيام الشرطة بمنع الناخبين من دخول بعض اللجان الانتخابية. إنتخابات2011: غياب البلطجة ونعم للمشاركة الحقيقية. أما إنتخابات2011 فتؤكد المهندسة نرمين حراز أن الأمر مختلف تماما.. فالحرية علي مرمي البصر وبالتالي فالمشاركة في الإنتخابات واجب قومي.. فلا وجود للبلطجية ولا لأصحاب الملايين الذين كانوا يقومون بشراء الأصوات الا في دوائر محدودة وبطريقة مستترة أما عن المشاركة فهي أكثر من رأئعة. وتقول المهندسة علا بدوي التي تعيش بالقاهرة ولكنها أصرت علي العودة الي الإسكندرية للإدلاء بصوتها أن مصر تتغير ووجب علينا نحن أيضا أن نتغير, وأن الديمقراطية مثل الطفل الذي لكي يشتد عوده لابد أن يمر بمراحل كثيرة وينال تشجيع وعطف من حوله, أما عن مشاهداتها للإنتخابات فهي مدهشة علي حد قولها فالتجاوزات لا تعدو كونها مجرد مخالفات بسيطة مثل خرق حظر الدعاية الإنتخابية أمام اللجان أو تأخير فتح بعضها لإسباب قهرية, أما عن المشاركة فحدث ولا حرج فهي حقيقية وملحوظة وليست مثل الإنتخابات السابقة التي كانت فيها اللجان تخلو من الناخبين مع أن النتيجة كانت دائما تجاوز التسعين بالمائه. وتضيف أمينة فؤاد( سيدة أعمال) أنها لأول مرة تتوجه لصناديق الإقتراع بكامل إرادتها فهي متأكدة أن أحدأ لن يزيف رغبتها وأن صوتها أمانة وبالتالي فقد كانت سعيدة وهي تقف لأكثر من أربع ساعات في الطابور إنتظارا لدورها أمضتها كلها في التحاور مع السيدات المشاركات في الإنتخاب حول مستقبل الديمقراطية في مصر ولكنها ضحكت وهي تقول لي أن سيدات الإسكندرية كلهن تحولن بقدرة قادر الي سياسيات محكنات ولإن الإسكندرية كانت في المرحلة الأولي للعملية الإنتخابية فقد ضربت كعادتها أروع مثال في المشاركة السياسية لتنقل مصر من عصر الديكتاتورية الإنتخابية الي الديمقراطية والحرية.