أحمل رقما قوميا أمتلك جوازا أخضر يشهد أني مصري لكني لست كذلك لم أشعر أبدا بالمصرية قبل اليوم قبل اليوم لم أختر من يتحدث عني تحت القبة لم أختر عضوا في مجلس حي لم يؤخذ رأيي طبعا في الريس كنت أسيرا.. كنت سجينا.. كنت حبيس الصوت.. كنت صديقا ل الكنبة في اليوم الثامن والعشرين انتفض القلب احتفلت كل حواسي بالجنسية المصرية أعلنت أمام الملأ بكل شموخ بأني صاحب صوت.. صاحب رأي.. وصاحب توقيع يتذيل كشف المستقبل. ساءلت الزوجة والأبناء: من سيكون رسول الأمة تحت القبة؟ من سندون أسمه في الصندوق؟ من سيسن قوانين ترسم آفاق الغد وتمهد كل سبيل؟ من سيراقب عنا كل جهاز تنفيذي؟ من سيعاقب, من سيحاسب, من سيجازي, من سيقلد أنواط الواجب؟ من سيعيد بناء الوطن المسروق المهدوم؟ لا أعرف اسمه.. لا أعرف دينه لكني أعرف جنسيته ولون جواز السفر ورقم سيادته القومي أعرف أنك مصري يحلم بثلاثة أحرف تتألق في لون الزهر بنشيد واحد يتردد في كل ميدان لا يحمل اسما غيرك يا أغلي الأوطان