اتخذت الأزمة الإيرانية أمس بعدا تصعيديا جديدا في العلاقات الإيرانية البريطانية في أعقاب اقتحام محتجين إيرانيين لمجمعين تابعين لسفارة لندن في طهران. فعلي خطي أزمة الرهائن الأمريكيين في طهران في السبعينيات من القرن الماضي, أعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج أمس في البرلمان أن بلادة طلبت من إيران أغلاق سفارتها في لندن خلال48 ساعة. جاء ذلك القرار بعد ساعات من قرار بريطانيا إغلاق أبواب سفارتها في طهران تماما كما قامت بسحب كافة موظفيها من طهران, حيث وصل فريق منهم بالفعل إلي مطار طهران الدولي في طريقهم إلي دبي, وسط مخاوف من تصاعد الشغب. يذكر أن الولاياتالمتحدةالامريكية كانت قد آغلقت سفارتها في إيران وقطعت علاقتها الدبلوماسية مع طهران في اعقاب قيام مجموعة من الطلاب باحتلال السفارة الأمريكية واحتجاز52 من موظفيها في نوفمبر1979 بعد أشهر قليلة من قيام ثورة الخميني والإطاحة بشاه إيران رضا بهلوي الموالي لأمريكا. واستمرارا في الغضب البريطاني, حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من عواقب وخيمة لفشل السلطات الإيرانية في حماية سفارة بلاده وطاقمها علي أراضيها. وأكد كاميرون عقب اجتماع طارئ للجنة الكوارث في الحكومة البريطانية- أنه من المخزي أن تفشل الحكومة الإيرانية في الدفاع عن السفارة البريطانية. ولم ينجح أعراب وزارة الخارجية الإيرانية عن أسفها لما وصفته بالسلوك غير المقبول المصاحب للمظاهرات, مؤكدة احترامها الكامل للقوانين الدولية, في امتصاص رد الفعل العالمي حيث توالت الإدانات الدولية أمس للاعتداء علي السفارة البريطانية, فأدان الرئيس الامريكي باراك أوباما بقوة الهجوم, وحث الحكومة الايرانية علي محاسبة المسئولين عن اقتحام السفارة البريطانية, فيما أكدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الهجوم علي مجمع السفارة البريطانية إهانة للمجتمع الدولي. وفي فيينا, أدان وزير الخارجية ميخائيل أيجر اقتحام السفارة البريطانية, مطالبا إيران باتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير سلامة للبعثات الدبلوماسية الأجنبية. وعلي الصعيد الإيراني, انتقد علي لاريجاني رئيس البرلمان الايراني مجلس الامن التابع للامم المتحدة لادانته اقتحام السفارة البريطانية. وقال لاريجاني ان القرار يزعزع الأمن العالمي. مضيفا:إن الخطوة المتسرعة لمجلس الأمن في ادانة تصرف الطلبة هي للتستر علي جرائم سابقة من جانب أمريكا وبريطانيا. وعلي صعيد المخاوف من ضربة إسرائيلية محتملة لإيران, أكد رئيس الموساد السابق مائير داجان أن شن إسرائيل هجوما علي إيران من شأنه إشعال حرب إقليمية. ونقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن داجان قوله: إن إيران وحزب الله وحركة حماس سيردون علي إسرائيل بشن هجمات صاروخية واسعة النطاق في حال شن هجوم إسرائيلي علي إيران, متوقعا انضمام سوريا لهذه المعركة.