لندن:- أعلنت وزارة الخارجية البريطانية يوم الأربعاء أنها بدأت بإجلاء عدد من موظفيها الدبلوماسيين من طهران، وذلك غداة تعرض السفارة البريطانية في إيران لهجوم من قبل محتجين. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "إثر أحداث الأمس ومن أجل ضمان أمن الدبلوماسيين فإن أفراد من الطاقم الدبلوماسي يغادرون الآن طهران"، مؤكدا بذلك معلومات أوردتها في وقت سابق مصادر دبلوماسية. من جهته، أدان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "فشل" الحكومة الإيرانية في حماية سفارة بلاده في طهران. وقال كاميرون عقب اجتماع طارئ مع لجنة أمنية بحكومته حول تلك القضية إن الحكومة ستنظر في التدابير التي ستتخذها في غضون الأيام القليلة المقبلة. وقال كاميرون: "الهجوم على السفارة البريطانية في طهران شائن ولا يمكن الدفاع عنه. فشل الحكومة الإيرانية في الدفاع عن طاقم السفارة البريطاني والممتلكات أمر مخز". وأضاف: "نحمل الحكومة الإيرانية مسئولية فشلها غير المقبول في حماية الدبلوماسيين وفق القانون الدولي". وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيج حذر في وقت سابق من إمكانية أن تواجه إيران "عواقب خطيرة" حال أي انتهاك من جانبها للقانون الدولي. إدانة أمريكية وأممية كما توالت ردود الفعل الدولية المُدِينة لعملية اقتحام السفارة البريطانية في طهران وتخريب ممتلكاتها. وفي أحدث رد فعل أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم الأربعاء عن "إدانتها الشديدة" للعملية وطالبت السلطات الإيرانية بحماية الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين لديها. وقالت كلينتون للصحفيين خلال مؤتمر في كوريا الجنوبية إن واشنطن تدين الهجوم على السفارة "بأشد العبارات الممكنة". وأضافت "إنه إساءة ليس فقط للشعب البريطاني بل أيضا للمجتمع الدولي". وفي واشنطن وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما اقتحام السفارة البريطانية من قبل محتجين على أنه "أمر غير مقبول". وحث إيران على محاسبة المسئولين عن اقتحام السفارة البريطانية، بحيث قال: "مجرد تمكن مثيري الشغب من اقتحام السفارة وإشعال النيران فيها يعد مؤشرا على أن الحكومة الإيرانية لا تأخذ التزاماتها الدولية على محمل الجد". من جانبه ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باقتحام السفارة البريطانية، وقال المتحدث باسم بان كي مون في بيان إن "الأمين العام أعرب عن صدمته وسخطه للحادث"، مرحبا بإدانة مجلس الأمن الدولي لهذا الاعتداء، داعيا السلطات الإيرانية للتحقيق في الحادث وضمان عدم تكراره. وكان مجلس الأمن الدولي المكون من 15 بلدا قد أصدر أمس الثلاثاء بيانا أدان "بأشد العبارات" الهجمات التي استهدفت المقار البريطانية الدبلوماسية، دون التطرق إلى أي عواقب لذلك تطال إيران.