خالد مشعل أو أبو الوليد شاب في الثالثة والخمسين من عمره يتميز بالملاحة الفلسطينية التي يتميز بها الفلسطيني الأصيل رجلا كان أو امرأة فالناظر إليه للمرة الأولي يجزم أنه مكحل لعيناه وفاعل كذا أو كذا بشعره الأسود الفاحم والذي تحول في ظرف أربع سنوات فقط للون الرصاصي. وحين ذكرت ذلك لزوجته ضحكت وذكرت لي أنها قد سمعت ذلك الحديث كثيرا. الجالس إليه للمرة الأولي لا يحتاج مجهودا ليلاحظ عينيه اللتين لا تستقران علي شيء تمسجان الجالس إليه والحجرة وكل شيء عينان اعتادتا أن تريا قبل أن يظهر المرئي فإذا تعرف علي ضيفه فمن الممكن وبعد عدد من الزيارات أن تسكن نظراته الي حد ما. فإن صرت صديقا فستستمع منه إلي أحلي وأفكه التعليقات علي الأحداث السياسية والسخرية اللاذعة التي تنافس أعظم فناني الكاريكاتير. وقد يكون من نعم الله علي (أبي الوليد) زوجة تحمل اسما كله أمل في الغد أمل التي إن قابلت امرأة من طارقي بيتهم بدمشق التي تسكنها المقاومة الفلسطينية منذ أعوام كوطن بديل عن فلسطين فإنها تلقاها هاشة.. باشة.. وكأنها تعرفها منذ زمن بعيد. هذا الرجل والذي خلف الشيخ أحمد ياسين بعد مدة قصيرة قضاها د. عبدالعزيز الرنتيسي وقد كان هو ساعده الأيمن ولا أحد يعلم عنه شيئا حتي لقي د. الرنتيسي ربه هو الآخر وتولي مشعل وقتها أمر حماس. ولأن المقاتل مهما حاول فلا يمكن أن يحقق النصر وحده دون جيش كذلك كان مشعل خاصة أيام عمر سليمان وكذلك أحمد أبو الغيط الذي صرح بأنه سيقطع رجل ثم رأس كل فلسطيني يقترب من معبر رفح!!؟ وأخيرا جاءت ثورة 25 يناير وظهر لنا مصري أصيل في داخله بذور الثورة وهو د. نبيل العربي الذي صرح حين تولي وزارة الخارجية: بأن معاهدة كامب ديفيد والتي لم تلتزم بها اسرائيل فنحن كذلك من الممكن ألا نلتزم بها. وحديثه كله ذو شجون عن فلسطين ومصالحة فلسطينية فلسطينية فيفتح معبر رفح وتنتهي المعاملة الأمنية المخذية والتي كان يلقاها الفلسطينيون من النظام القديم ورغم مذبحتين ذاقتهما غزة أرض العزة لم نسمع من الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية السابق ايضا عمرو موسي والمرشح الحالي لرئاسة الجمهورية سوي أنه يشجب أو يدين أو إنها حاجة تحزن. اليوم تقف مصر كما وقفت دائما مع فلسطين لأننا في زمن الثورة التي أظهرت مصريين نفتخر بهم أمثال د. العربي. إن صفقة استرداد الأسري الفلسطينيين من سجون الاحتلال الاسرائيلي مقابل الأسير شاليط ماكانت لتتم لو أن القائمين كانوا لايزالون عمر سليمان أحمد أبو الغيط عمرو موسي. إن صفقة تبادل الأسري ماكانت لتتم لولا دماء شباب مصر التي سالت علي أسفلت كان أحن عليهم من حكم ضن عليهم بكل مقومات الحياة. شيء واحد لا أستطيع تفسيره ذلك التفاؤل وخفة الظل المنضبطة والابتسامة التي لا تغيب عن وجوههم جميعا: المناضل د. محمود الزهار والذي تربي في مصر ومن أم مصرية وخالد مشعل ذو التعليقات الفكهة والرائعة.. ود. رمضان عبدالله شلح الذي تربي في مصر بالزقازيق مع توأم روحه الشهيد د. فتحي الشقاقي مؤسس جماعة الجهاد الإسلامي الفلسطينية, والدكتور رمضان عبدالله شلح يتحدث باللهجة المصرية والانجليزية والعبرية فإذا جلست إليه صحفيا فإنه يبادرك بنكته عن الصحافة والصحفيين.. لا أدري ما الصلة بين أن تحمل روحك علي كفك وتعلم أنك في أي لحظة تنتظرك رصاصة من عدو غادر وأن تحب الحياة وتعشقها بل ولا تغيب الابتسامة عن وجهك. منذ4 أعوام قال لي ردا علي حديثي أنني أعشق فلسطين: إن فلسطين لن تتحرر إلا حين تتحرر مصر. وصدق كلام هذا المناضل المتفرد. تحية لمصر الثورة ولكل من ساعد في إتمام صفقة إخواننا في فلسطينالمحتلة. المزيد من مقالات شرين المنيرى