صفقة شاليط ما كانت لتتم لولا توافر وسيط مصري محترم ومؤتمن .. لقد حصل المفاوض المصري والفلسطيني في تلك الصفقة علي أضعاف أضعاف ما كان قد تم التوصل إليه سابقا .. إننا نعرف التاريخ النضالي للمخابرات المصرية . إن روح ثورة يناير تغمر الاسري وتغمرنا جميعا هذا قليل من كثير قاله خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال استقباله الاسري الفلسطينيين..ولينظر ويتابع كل منا التعليقات المتدفقة من كل الدول العربية والاسلامية تعليقا علي الدور المصري في الصفقة ليعرف كيف كنا وأين أصبحنا .. وكيف أن صفقة شاليط أعادت أكتشاف مصر لذاتها ومكانتها ولعل أهم ما في تعليق مشعل وغيره الحديث عن المفاوض المصري والفلسطيني علي أنهما كيان واحد وهو بالطبع ما يجب أن يكون انطلاقا من مصر العروبة كبير العائلة وراعية القضية الفلسطينية .. بدلا من دور الوسيط المحايد الذي كان يتباهي به النظام السابق في كل محفل وكان سببا لشعورنا بخزي ذهب بلا رجعة وعلي الطرف الاخر جاءت تصريحات الكثير من المسئولين الاسرائيليين تكشف تقربا وتوددا لمصر وذلك ايضا في اعقاب الاعتذار الرسمي الذي قدموه لمصر عن شهداء الحدود..لقد أدرك الاسرائيليون أن مصر ما بعد الثورة تختلف تماما عما قبلها..وكانوا من الذكاء والدهاء أن يدركوا أن خسارة مصر الثورة لن يكون أبدا في مصلحتهم بعد أن عادت اليها مكانتها وريادتها حقا ومن القلب عاشت مصر الريادة والعروبة وعاشت ثورتها المباركة.