نجح منتخب مصر الأوليمبي لكرة القدم أمس في الفوز علي نظيره الجابوني بهدف مقابل لا شئ, في أولي مبارياته بدورة التصفيات المؤهلة لدورة الألعاب الأوليمبية المقبلة بلندن عام2012, والمقامة بمدينة مراكش المغربية, أحرز هدف المباراة أحمد مجدي في الدقيقة11 من زمن الشوط الثاني, ليحصد منتخب مصر أول3 نقاط في المجموعة التي تضم معه الي جانب الجابون منتخبي جنوب إفريقيا وكوت ديفوار. جاءت المباراة متوسطة المستوي وقدم منتخب مصر عرضا لا يتساوي مع المتوقع برغم تحقيقه نتيجة إيجابية, حيث لم يكن منظما في أغلب الفترات وتأثر لاعبوه في الشوط الثاني بنقص اللياقة البدنية ولولا أن المنافس اعتمد بشكل كبير علي الجانب الدفاعي ولم تكن له أنياب هجومية حقيقية, لكان منتخب مصر تعرض لفصل بارد في هذه المباراة, وهو ما يشير الي ضرورة العمل علي تغيير الشكل والمضمون في الأداء وعلاج السلبيات قبل المباراة المقبلة.. خاصة أن المباراة أمام الجابون انتهت بمشهد كوميدي من الحارس أحمد الشناوي كاد يكلف الفريق كثيرا لولا انطلاق صفارة الحكم وعدم انتباه المنافس.. حيث جاء الشناوي ليركل الكرة بعيدا ولكنه انزلق علي الأرض بسبب سوء أرضية الملعب فتهاوت الكرة بطيئة قريبة منه.. لولا صفارة النهاية!! تعادل سلبي بدأ منتخب مصر المباراة معتمدا علي طريقة2/4/4 شكليا ولكن المضمون قد يتحول الي مشتقات كثيرة وفقا لسير الأحداث مركزا علي صنع جبهات علي الأطراف يشكلها يمينا عمر جابر ومعه محمد صلاح في أوقات كثيرة, وفي اليسار يدعم أحمد مجدي انطلاقات علي فتحي ليكونا ثنائيا هجوميا قدم جملا كثيرة منظمة, مع تمركز النني وحسام حسن كوسط دفاعي وأمامهما بمسافة قصيرة هشام محمد لدعم الهجوم المتمثل صراحة في شرويدة ومحمد صلاح الذي يلعب بحرية في الملعب فتراه أحيانا في جبهة عمر جابر وأحيانا أخري في الناحية المقابلة.. ويقف خلف كل هؤلاء لتأمين الجانب الدفاعي أحمد حجازي ومعاذ الحناوي ووراءهما أحمد الشناوي الحارس المتميز.. تلك هي جبهات منتخب مصر وخطوطه التي أظهرتها دقائق الشوط الأول الذي شهد في بدايته مرحلة من جس النبض أثرت كثيرا علي التنظيمات الهجومية, حيث حرص المنافس الجابوني علي التنظيم الدفاعي الذي يدعمه في الخلف مولر ونينيت وأوبيانو وجونيور ندونج رباعي الدفاع الجابوني الذي نجح بمساعدة زملائهما ابراهيما ويوكو وأوبيانو في حصر اللعب معظم الفترات داخل منطقة الوسط معتمدين علي انتزاع بعض الكرات المرتدة للتقدم نحو مرمي الشناوي. معالم لعب الفريقين وضحت خلال الدقائق العشرين الأولي من خلال محاولات مصرية لم ترتق للخطورة وانطلاقات جابونيه كان شكلها سريعا, ولكن مضمونها لا يحمل الخطورة هو الأخر حتي بدأت تتضح الصورة كاملة وتظهر مجريات اللعب مدي زيادة كفة المنتخب الوطني وخطورته في بعض الكرات مثل تسديدة الفني في الدقيقة16 وبعدها بثلاث دقائق أعاد هشام محمد مشهد التسديد بشكل أقوي وأخطر في كرة أنقذها حارس الجابون, ومرت الدقائق علي نفس الوتيرة حتي انطلق شرويدة في الدقيقة32 ليتعرض من عرقلة حصل علي أثرها مدافع الجابون ندونج علي انذار وسدد الكرات الثابتة حسام حسن بشكل قوي ورائع وتصدي لها الحارس ميكيلا ويللي بصعوبة ولعل مايؤكد أن منتخب مصر كان الأفضل خلال دقائق هذا الشوط هو حصول منتخب الجابون علي نفس الفرصة بعدها بدقائق في كرة ثابتة قريبة من مرمي الشناوي ولكن بيانج أطاح بها في السماء.. حتي كانت الدقائق الأخيرة التي شهدت الفرصة الأخطر في هذا الشوط حين انفرد شرويدة بحارس الجابون, ولكن قدمه انزلقت ولم يستطع الاحتفاظ بتوازنه فهربت الكرة من قدمه واصطدم بحارس الجابون.. وانتهي الشوط الأول بنتيجة التعادل السلبي ولم تفلح السيطرة المصرية في اختراق الدفاع الجابوني الذي تعامل ببسالة مع أخر فرصة لاحت للمصريين في كرة شهدت أكثر من تسديدة علي المرمي بدأت بعرضية محمد صلاح وانتهت بتسديدة هشام محمد. هدف الفوز في الشوط الثاني حاول منتخب مصر الأوليمبي أن يكون صارما مسيطرا يعوض مرور54 دقيقة كاملة دون أن يثبت أقدامه بهدف التقدم, ونجح لاعبوه الذين جاءوا من الاستراحة بنفس التشكيل دون تعديلات أن يقدموا فاصلا من السيطرة والمحاولات الهجومية التي أثمرت بعد مرور11 دقيقة من زمن الشوط الثاني من الهدف الأول لمنتخب مصر عن طريق أحمد مجدي.. ولكن كيف جاء الهدف؟! طريقة تسجيل الهدف توضح مدي الجمل والتمريرات التي اعتمد عليها منتخب مصر في التفوق والسيطرة وان كانت لم تؤت ثمارها كثيرا لافساد الشق الدفاعي للمنافس لمعظمها حتي أفلتت الكرة قادمة بتمريرة من حسام حسن في قلب الوسط لتصل ناحية اليمين لعمر جابر الذي انطلق بها منفردا ومقتربا من منطقة مرمي الحارس ويللي ولعب مستريحا كرته العرضية التي حاول أحد مدافعي الجابون إيقافها وهو ينزلق في طريقه للوقوع ولكن لمسته منحتها الأريحية في وصولها لأحمد مجدي الذي لم يتردد في التسديد مباشرة مسجلا الهدف الأول لمصر. وبعد الهدف ظهر الطموح المصري في تأكيد الفوز بهدف آخر لتأمين نتيجة المباراة خوفا من أي انتفاضة مفاجئة للمنافس قد تعكر صفو الحصول علي النقاط الثلاث الأولي في المجموعة, لاسيما أن المدير الفني للمنتخب الجابوني حاول تعديل أوضاع فريقه بإجراء تغييرين دفعة واحدة باشراك مهاجمين بديلين للاعبين أحدهما مهاجم والثاني لاعب وسط وذلك لزيادة الضغط الهجومي لفريقه, وفي المقابل حاول هاني رمزي تنشيط أداء منتخب مصر, خاصة في وسط الملعب باشراك محمد صبحي بدلا من هشام محمد. وأمام هذا المشهد الفني للمدربين ظهرت بعض الخطورة الجابونية علي فترات أمام انخفاض أداء منتخب مصر بسبب ضعف اللياقة البدنية مع مرور الوقت ووضح ذلك علي أكثر من لاعب ولكن الجميع كان يأمل انتهاء دقائق المباراة علي نفس نتيجة الفوز باعتبار أنها البداية وقد يرتفع الأداء واللياقة مع المباراة المقبلة والفوز في المباراة الأولي يفيد حسابيا ويمنح دفعة معنوية جيدة داخل المجموعة وإستمر الجدال بين منتخبي مصر والجابون بأهداف مغايرة لكل منهما وسط بعض الملاحظات علي الحكم, لكنها لم تكن هي السبب وراء هذا المستوي الباهت الذي ظهر عليه منتخب مصر خلال أحداث هذا الشوط باستثناء الفترة الأولي التي شهدت هدف الفوز.