يبدو أن الإعلام الرسمي المصري قد أخذ دروسا لاتنسي من تغطيته الفاشلة لأحداث ثورة25 يناير, فخلال أحداث التحرير الأخيرة, ولأول مرة تابعت ما يحدث في ميدان التحرير من خلال هذا الإعلام, ما بين القناة الأولي وقناة النيل للأخبار والتي لم تنقل فقط ما يحدث في ميدان التحرير بالقاهرة, بل وامتدت الي محافظات مصر المختلفة في الإسكندرية والسويس وغيرها, وقد أرسل قطاع الأخبار بمندوبيه أو موفديه الي ميدان التحرير وشارع محمد محمود, بينما اعتمد في العديد من المحافظات التي ليس له مندوبون فيها علي مراسلي الصحف القومية والخاصة. وقد كانت هناك مساحة كبيرة من الحرية سمح بها الإعلام الرسمي المصري لأول مرة, فقد سمع لضيوفه بمهاجمة حكومة الدكتور شرف, قبل إستقالتها, كما هاجم العديديون من الضيوف طريقة إدارة المجلس العسكري للفترة الانتقالية وطالبوا برحيله. لقد كانت تغطية هذه الأحداث ومحاولة تحليلها خطوة جيدة نحو استعادة الإعلام الرسمي لدوره المطلوب, حتي يتابع المشاهد أحداث وطنه عبر قنواته المحلية بدلا من اللجوء الي فضائيات عربية أو دولية. الشيء الذي آخذه علي تغطية الأحداث أن قطاع الأخبار أنه لم يحسن اختيار من استضافهم لتحليل الأحداث وتفسيرها وتقريبها من المشاهد, فغاب عنه كثير من المحللين السياسيين وأساتذة العلوم السياسية واستضاف عددا كبيرا من الصحفيين, بغض النظر عن مدي صلاحيتهم لتحليل الحدث من عدمه. بينما كانت أحداث التحرير مشتعلة, وعربات إسعاف داخله وخارجه من الميدان تنقل جرحي وقتلي, كانت القناة الأولي تنقل بثا حيا عن هذه الأحداث خلال نشرات الأخبار, ثم تتابع بث برامجها وأفلامها ومسلسلاتها بل وتذيع أغانيها وكأن ما يحدث في بلاد الواق واق, وكان من المفروض علي المسئولين عن التليفزيون المصري, أو علي رئيس القناة الأولي تغيير خريطة القناة, وإذا كان من الصعب تغيير الخريطة كاملة فلا أقل من إذاعة مواد وطنية أو بما يتناسب مع الأحدث المؤلمة التي تمر بها مصر. المزيد من أعمدة جمال نافع