هؤلاء من عالم الصمت لا يسمعون شيئا ولا ينطقون بكلمة, ورغم ذلك يحققون في استعراضاتهم التوافق بين أدائهم الحركي وبين أنغام الموسيقي التي لا يسمعونها, لتجد في استعراضاتهم إحساسا روحانيا وتعبيرا جسديا أشبه بالصوفية.. الحديث هنا عن فرقة' الصامتين' التي اختارت لغة الفن في التواصل مع العالم. وعنهم يقول رضا عبدالعزيز مخرج ومصمم رقصات الفرقة: تعايشت بينهم وحلمت معهم ورأيت معاناتهم في التواصل مع أقرانهم الذين لا يفهمون لغة الإشارة الخاصة بهم, لذا اجتهدت في ابتكار لغة ثالثة من أسلوب الموسيقار العالمي الأصم بيتهوفن في التعامل مع الموسيقي وحيا وإلهاما, وهو ما يعرف ب' الاتصال العظمي' بتحويل النغمات الموسيقية إلي' ذبذبات' يشعر بها الصامتون عوضا عن سماعها, وذلك بالنقر علي عظام الكفوف والأكتاف إلي أن يتوحد' التمبو' الموسيقي مع الحركات التي يؤدونها عن طريق' دبة' السماعات لتجد في النهاية توافقا بين الأداء والأنغام في عروض لها مضمون ورسائل وليست مجرد رقص ومنها' كليوباترا.