من حق أبناء الصعيد أن يأملوا خيرا في ثورة25 يناير, ولعل أهم أمانيهم أن تختلف النظرة إلي محافظات الصعيد, وأن تبدأ حركة التنمية الشاملة بصورة كبيرة حتي تضيق الفجوة ما بين الصعيد وبقية محافظات الجمهورية ولم يعد خافيا علي أحد أن أحزمة الفقر المصرية والقري الأشد فقرا أغلبها موجودة في محافظات الصعيد, وبالذات في سوهاج وأسيوط وبني سويف. ولقد استمرت قري ومدن الصعيد طاردة للسكان, بالرغم من أنها أنجبت عقولا مبدعة, لعل أبرزها عميد الأدب العربي طه حسين, فإن هذه العقول والسواعد الفتية لم تتمكن يوما من أن تضع الصعيد في بؤرة اهتمامات الحكومات المصرية المتعاقبة, وظلت محافظات الصعيد تعاني الإهمال والتهميش والفقر والمرض, وعلي الرغم من قيام الحكومات في فترة ما قبل ثورة25 يناير بمشروعات هنا وهناك, إلا أنها لم تحقق المرجو منها. ولأول مرة, أطلق الرئيس محمد مرسي خطة شاملة لتنمية الصعيد, وتشمل هذه الخطوة غير المسبوقة مشروعات زراعية وصناعية وسياحية وخدمية وسكنية توفر2.5 مليون فرصة عمل حقيقية, وذلك بتكلفة60 مليار جنيه, ويتم تنفيذها علي مراحل تنتهي خلال20 عاما. والأمر المؤكد, أن سنوات الحرمان والإهمال الطويلة تستلزم تحسين الخدمات المقدمة لأبناء الصعيد, كما أن النظرة المتأنية للصعيد تدفع بقوة لضرورة اعتبار المنطقة أرضا للفرص وليست مصدرا للمشكلات والأعباء, ولعل قيام إحدي كبري الشركات العالمية بالاستثمار في بني سويف يكشف عن أن العيون العالمية تدرك الفرص التائهة في الصعيد, ولعل أبرزها العمالة المدربة الرخيصة مقارنة ببقية أنحاء الجمهورية, فضلا عن الرغبة الشديدة في إثبات الذات, والجلد الهائل لأبناء الصعيد علي العمل, خاصة أنهم شاركوا في تعمير معظم الدول العربية من الخليج إلي المحيط, ويبقي أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة, وهذه الخطوة تمثل بداية المسار الصحيح لإحداث التنمية الشاملة والمتوازنة في ربوع مصر.