تصاعدت أعمال العنف في عدة محافظات أمس, بينما شهدت قطاعات الشرطة المختلفة مظاهر احتجاجية, خاصة بين ضباط وأفراد الأمن المركزي في الدقهلية, الذين رفضوا العمل, مطالبين باستقالة وزير الداخلية. ففي القاهرة, أغلق عشرات المتظاهرين أمس نفق كمال الدين صلاح أسفل كوبري قصر النيل لعدة ساعات, مما أدي إلي إصابة منطقة كورنيش النيل بشلل مروري تام. وألقت أجهزة الأمن القبض علي6 من مثيري الشغب, بعد تعديهم علي قوات الشرطة, ورشقهم بالحجارة وزجاجات المولوتوف في محيط السفارة الأمريكية, عقب تشييع جثمان الناشط محمد الشافعي من مسجد عمر مكرم. كما قام العشرات من ضباط الشرطة بقطع طريق صلاح سالم أمام مسجد الشرطة بالدراسة ظهر أمس, احتجاجا علي استشهاد الملازم أول محمود أحمد أبوالعز ناصف, إثر إصابته بطلق ناري من مجهول, خلال فحص سيارة اشتبه في علاقتها بمحاولة سرقة أحد البنوك. وفي المنصورة, بدأ الضباط حتي رتبة رائد وجميع الأفراد التابعين للإدارة العامة للأمن المركزي بمنطقة شرق الدلتا اعتصاما مفتوحا, ورفضوا مواصلة العمل, اعتراضا علي ما سموه تضحية وزارة الداخلية بهم, وتقديمهم كبش فداء لتهدئة الرأي العام علي حد قولهم واستمرار وضع الأمن المركزي في مواجهة الشعب, ومحاولة أخونة الوزارة, وطالب الضباط والجنود, بإقالة وزير الداخلية ومساعده للأمن المركزي, وعدم تسييس جهاز الشرطة. وامتدت اعتصامات وإضرابات أمناء وأفراد الشرطة إلي محافظتي سوهاج وجنوب سيناء, احتجاجا علي السياسات الأمنية الخاطئة ونقص التسليح. وفي بورسعيد, أشعل المتظاهرون فجر أمس النيران في مبني الأمن الوطني الملاصق لمديرية الأمن, مما أدي إلي احتراق7 سيارات بجراج المبني, واشتعلت الاشتباكات حول مديرية الأمن بين الشرطة والمتظاهرين, وأدت إلي إصابة متظاهر بطلق ناري في الرأس, ونقل إلي مستشفي بورسعيد العام في حالة سيئة للغاية, وإصابة أميني شرطة بطعنات نافذة بمختلف أنحاء الجسم, وتم نقلهما إلي مستشفي الشرطة بالقاهرة لسوء حالتيهما, كما أصيب العشرات بالاختناق نتيجة كثافة الغازات المسيلة للدموع التي تطلقها الشرطة, وسط إصرار كبير من المتظاهرين علي اقتحام مديرية الأمن وإحراقها. وأدي تصاعد الاشتباكات إلي إغلاق المحال التجارية في المدينة أبوابها, وغياب أعداد كبيرة من العاملين بالمصالح الحكومية, بينما استمر العمل في ميناءي غرب وشرق بورسعيد. وفي الشرقية, انضمت مدينة بلبيس إلي العصيان المدني, وحاصر المئات من المتظاهرين مقر مجلس المدينة, ومنعوا رئيس المجلس عبدالرحمن رمضان الديبة القيادي بجماعة الإخوان من الدخول, وبعد التشاور مع الموظفين تم اختيار عصام عبداللطيف مسئول خدمة المواطنين رئيسا للمجلس بدلا منه.