رغم إجماع الآراء علي أن تنمية مصر الحقيقية تبدأ من الصحراء الغربية أو بإقليم قناة السويس إلا أن هناك ممرا ثالثا ربما أكثر تهيئة وقدة علي الانطلاق بمصر إلي آفاق تنموية حقيقية. قادرة علي تغيير خريطتها بمفهومها الشامل الا وهو ممر التنمية في الصحراء الشرقية وتحديدا في الجزء الذي يقع بنطاق محافظة البحر الأحمر والذي يمتد من الزعفرانة شمالا حتي حدودنا مع السودان بطول1080 كم فعوامل نجاح تنمية مصر في هذه المنطقة وفقا للدراسة التي أعدها الدكتور محمود حنفي الأستاذ بجامعة قناة السويس ومستشار محافظ البحر الأحمر وقدمها للمحافظ محمد محمد كامل لا تحتاج لكثير من البحث لأن معلوماتها متوافرة علي الأرض وبياناتها مدققة وتتمثل في توافر العديد من المقومات الطبيعية الهائلة التي حبا الله بها هذا الجزء من أرض مصر الطيبة. فقد برهنت الدراسة علي أن معظم خيرات مصر تكمن في نطاق الصحراء الشرقية والدليل علي ذلك توافر عدة حقائق أولاها أن بواطن المنطقة الصحراوية بها ثروات تعدينية وحجرية قدرت قيمتها كمواد خام بنحو350 مليار دولار وعند تصنيعها علي أرض مصر بعيدا عن تصديرها كخامات سوف تتضاعف قيمتها الي عشرات المرات من الرقم المشار اليه حقيقة اقتصادية أما قيمتها الاجتماعية فحدث ولا حرج من حيث قدرة هذه الإمكانات علي خلق مجتمعات عمرانية وصناعية وآلاف مؤلفة من فرص العمل كما أن منطقة الصحراء الشرقية تحتوي علي نحو120 منجما للذهب وفقا للخريطة التي أعدها الفراعنة القدماء والموجودة بمتحف تورينو بإيطاليا وهذه المناجم مازالت موصدة الأبواب لم يمتد الاستثمار اليها بعد إلا لمنجم السكري بمرسي علم فإذا إنطلقت الإستثمارات ولو في بعض هذه المناجم لتدفق الخير الي مصر. أكدت الدراسة أن المنطقة تحتوي علي أكثر من70 % من بترول مصر وهذه القلعة البترولية في أشد الحاجة الي إقامة ظهير صناعي لها فهناك العديد من الصناعات التي يمكن أن تقام علي قطاع البترول بالمنطقة أهمها مصانع للبتروكيماويات وغيرها من المصانع التي توفر الاحتياجات التي تتطلبها شركات البترول الموجودة بالمنطقة وتحتوي علي أكبر الإمكانات علي مستوي الشرق الأوسط كله بشأن توليد الكهرباء بطاقتي الرياح والشمسية الذي يمكن من خلالهما خاصة طاقة الرياح تشغيل أية مشروعات ومصانع تقام بالمنطقة. ويؤكد الدكتور محمود حنفي معد الدراسة أن هذه الدراسة أكدت حقيقة أن الساحل الشرقي للبحر الأحمر ومنذ الحضارة الفرعونية وهو يعتبر نافذة مصر علي قارتي افريقيا وأسيا وأن المنطقة تحتوي علي عدة مواني بحرية يمكن تطوير بعضها وتحويلها لمواني حاويات خاصة ميناء سفاجا البحري بما يخدم حركة تصدير أية منتجات تقام بالمنطقة أضف الي ذلك وجود ثلاثة مطارات بدائرة المحافظة وهي مطارات الغردقة ومرسي علم وبرنيس الذي يمكن تطويره ويمكن استخدامها في الشحن الي جانب دورها في خدمة الركاب, كما تحتوي هذه المنطقة علي جانب كبير من مقومات البنية التحتية متمثلة في شبكة طرق طولية تربط المحافظة بالقاهرة شمالا وبالسودان جنوبا علاوة علي ستة محاور عرضية تربطها بمعظم محافظات الصعيد ويوحد بها خط سكة حديد يمتد من منطقة أبو طرطور بقرب النيل الي ميناء سفاجا يمكن تعظيم الاستفادة منه في خدمة أية أغراض تنموية وتتوافر بالمنطقة الموارد البشرية والأيادي العاملة, كما تتوافر بها بيئة سياحية برية وبحرية فريدة والدليل علي ذلك التنمية السياحية الموجودة والتي تتمثل في احتوائها علي أكثر من250 فندقا وقرية سياحية ومازال المجال يستوعب اضعاف هذا العدد في حال وجود تخطيط سياحي علمي ومدروس يعتمد علي المقومات السياحية المستدامة وأن ممر التنمية الشرقي بهذه المحافظة والذي يعتمد في الأساس علي تنمية صناعية وتعدينية وسياحية وتجارة بينية وإقليمية وإقامة مجتمعات عمرانية من شأنه تعظيم القيمة الاقتصادية للتنمية الزراعية بطول وادي النيل ومنطقة توشكي من خلال فتح أسواق لتلك المنتجات. وأشارت الدراسة الي احتواء المنطقة لمقومات مازالت غير مستغلة مثل الآثار الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية ومقومات سياحة الجبال والوديان وغيرها وتوافر خامات الرخام والجرانيت علي مساحة3200 كيلو متر مربع علاوة علي العشرات من الخامات الأخري مثل الرمال البيضاء التي تدخل في صناعات الزجاج وتوافر الجبس والحجر الجيري وأحجار الزينة ووجود شاطيء ممتد لأكثر من ألف كيلو يمكن استغلاله في إقامة عشرات المزارع السمكية وتحتوي علي عدة وديان منبسطة تتربع علي آلاف الأفدنة الصالحة للزراعة والدليل علي ذلك نجاح تجربة الزراعة بوادي دارا برأس غارب الذي أقيمت به زراعات مختلفة ومشروعات حيوانية وتربية نعام كما تتوافر مساحات تنموية وإما كان حجم المساحة المطلوبة وطالبت الدراسة من المحافظ محمد كامل دعوة الحكومة لعقد مؤتمر موسع للمختصين والخبراء لمناقشة هذه الدراسة ثم اجتماع تنفيذي علي أعلي مستوي لوضع خطة استراتيجية.