رمز الصداقة بأسوان شاهد عيان علي فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث وعلاقتها بالقوتين العظميين الاتحاد السوفيتي وأمريكا. حيث يجسد التقارب المصري الروسي حينئذ ودور الاتحاد السوفيتي في بناء السد العالي الذي أصبح رمزا للصداقة بين البلدين, ويضاهي ارتفاع الرمز هضبة المقطم, وهو أعلي من برج القاهرة, علي الرغم من أن ارتفاعه فقط72 مترا بينما يصل ارتفاع البرج الي نحو600 متر مما يوضح انحدار مستوي الأرض من الجنوب الي الشمال. المهندس الهمشري صنور مدير عام أمن رمز الصداقة تجول معنا في رحلة الي رمز الصداقة حتي يتعرف عليه ابناء الشعب المصري ممن لم يستطيعوا الحضور والمشاهدة والسير في ممشاه رافعين رؤوسهم لمشاهدة هذا الصرح العظيم وهو آخذ شكل زهرة اللوتس... يقع الرمز جنوب جسم السد العالي وتم التفكير في بنائه عام1967 حيث طرحت مسابقة بين المهندسين المعماريين والشركات المتخصصة لأنشاء مثل هذا الصرح بغرض تجسيد روح الإرادة والتحدي بين الجانبين المصري والسوفيتي آنذاك في انشاء السد العالي وتزامنت هذه المسابقة اثناء انشاء المرحلة الثانية لبناء السد العالي وتم اختيار هذا الموقع بين معبد كلابشة الذي تم نقله علي جزيرة في بحيرة ناصر من الجهة الغربية امام جسم السد العالي وبذلك أصبح رمز الصداقة يتوسط التاريخ المصري القديم والسد العالي والذي يمثل الفترة المعاصرة حتي يؤكد أن المصري الذي قام ببناء الحضارة قديما قادر علي صنع المعجزات في كل جيل. وقال الهمشري ان المهندس المعماري الروسي يوري اومليتر شينكو والفائز بالمسابقة صمم الصرح علي هيئة زهرة اللوتس المفتوحة وقامت بتنفيذه شركة مصر للاسمنت المسلح المصرية وهو مكون من خمس ورقات وقد اختار المصمم زهرة اللوتس لما لها من قدسية لدي المصريين القدماء والتي تمثل في صعودها فوق سطح المياه فاتحة أوراقها الخمس عند شروق الشمس عند الغروب تغلق اوراقها الخمس وتغطس في المياه مره اخري وبذلك كان يعتقد القدماء المصريون ان هذه الزهرة لها علاقة بالإله رع الاه الشمس ولذلك كانوا يقدسونها وأصبحت رمزا دائما لجنوب مصر كما وحد فيها المصمم إمكانية تجسيد العلم السوفيتي والمكون من النجمة الخماسية والمنجل الزراعي والمطرقة.