في محاولة لإيجاد حل لصراع امتد لعشر سنوات مهددا باندلاع حرب في الشرق الأوسط, انطلقت امس الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين إيران والقوي الكبري في الماتا بكازاخستان والتي تمتد علي مدار يومين حيث أعلنت طهران أنها ستعرض حزمة مقترحات شاملة, في الوقت الذي استبعد فيه الاتحاد الأوروبي حدوث انفراجة خلال المحادثات. ونقلت وكالة برس تي في الإيرانية في تقرير لها أن المقترحات قد تتغير اعتمادا علي العروض التي ستقدمها5+1 وأن العرض الإيراني سيكون علي قدر العرض الغربي, ولم يذكر التقرير أي تفاصيل عن المقترحات. وفي غضون ذلك, أوضح مايكل مان المتحدث باسم كاثرين آشتون مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أن القوي العالمية لا تتوقع حدوث انفراجة. وأضاف أن من الواضح أن لا أحد يتوقع إنهاء المحادثات بالتوصل لاتفاق نهائي. وتشرف آشتون علي المحادثات مع إيران نيابة عن القوي العالمية الست وهي الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وعلي النقيض من رأي آشتون, أعرب جيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني عن تفاؤله إزاء إمكانية نجاح المحادثات, مشددا علي أنه يري فرصا لحل سياسي ودبلوماسي. وقال فيسترفيله في تصريحات لصحيفة جنرال أنتسيجر الألمانية بأن هذا الحل ممكن ومهم أيضا, لأن تسلح إيران نوويا لن يمثل خطرا علي دول المنطقة فقط وإسرائيل علي وجه الخصوص, بل علي الهيكل الأمني للعالم. ويري فيسترفيله أن الرفض الأخير لآية الله علي خامنئي المرشد الأعلي للثورة الإيرانية بشأن إجراء محادثات مباشرة مع الولاياتالمتحدة لا يعني رفضا نهائيا للمفاوضات. وعلي صعيد المقترحات الغربية لحل الخلافات مع طهران, كشف دبلوماسي أوروبي عن أن القوي الكبري تعهدت في عرضها المحدث بتخفيف سلسله من العقوبات علي تجارة الذهب وعلي الصناعة البتروكيميائية وبعض العقوبات المصرفية. غير أن العرض الجديد يكرر المطلب المعلن في لقاء بغداد وهو وقف التخصيب إلي نسبة20% وإغلاق موقع فوردو وإرسال مخزون اليورانيوم المخصب إلي20% إلي الخارج. وفي فيينا, صرح مسئول غربي بالوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل ساعات من بدء جولة المفاوضات بأن الولاياتالمتحدة ستعرض مقترحا جديا علي إيران علي هامش جولة المفاوضات التي ستبدأ اليوم. وأشار الي أن المقترح يشمل تدابير متبادلة تشجع إيران علي إتخاذ خطوات ملموسة لبدء معالجة مخاوف المجتمع الدولي, مضيفا نأمل أن يتخذ النظام الإيراني القرار الإستراتيجي خلال جولة المحادثات وأن يكون علي إستعداد لمناقشة الموضوع بحيث يمكن أن يكون هناك تقدم في معالجة مخاوف المجتمع الدولي من البرنامج النووي الإيراني. وفي تل أبيب, دعت إسرائيل إلي إزالة كل مخزون اليورانيوم الموجود في إيران. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن مسئول إسرائيلي قوله إن الأهداف المطلوبة يجب أن تكون واضحة وهي نهاية تخصيب اليورانيوم في إيران ونقل كل اليورانيوم الذي تم تخصيبه بالفعل.وأوضح أنه من المفضل تحقيق هذه الأهداف عن طريق الدبلوماسية لكن إذا لم تنجح هذه الطريقة هناك طرق أخري. وفي هذه الأثناء, كشفت صحيفة واشنطن بوست أنه برغم مرور ثمانية شهور علي اجتماعهما الأخير, اعترف المفاوضون الممثلون لإيران ودول5+1 أن كل طرف لم يجد جديدا يقوله للطرف الاخر عندما عقدا جلسة مباحثات جديدة حول مستقبل إيران النووي. وأوضحت الصحيفة أن مسئولي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما خفضوا سقف توقعاتهم في هذا الصدد معربين فقط عن أملهم في أن يسفر الاجتماع عن اتفاق لعقد مزيد من المحادثات في فصلي الربيع والصيف القادمين.
