طهران : عشية انطلاق جولة جديدة من المحادثات مع القوى العالمية الكبرى الجمعة في اسطنبول لنزع فتيل أزمة برنامجها النووي ، حذرت ايران الخميس من أنها ستمضي قدما في تخصيب اليورانيوم حتى في حالة تعرضها لهجوم عسكري . ونقل التليفزيون المصري عن علي أصغر سلطانية مبعوث ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي كان يتحدث للصحفيين في موسكو:" إن التخصيب سيستمر حتى لو تعرضت منشات ايران النووية لهجوم عسكري ". وتابع "قمنا باعداد منشاة أخرى في فوردو قرب مدينة قم ، إنها إذا جاز التعبير منشأة احتياطية حتى يمكننا مواصلة عملية التخصيب اذا تعرض موقع للهجوم". وأضاف سلطانية ان ايران مستعدة لمحادثات بشأن مبادلة الوقود على أساس اتفاق جرى التوصل اليه في مايو / أيار الماضي مع البرازيل وتركيا ، قائلا :" قدمنا بالفعل أقصى ما عندنا .. تنازل تاريخي في اعلان طهران ولا يزال ذلك مطروحا على الطاولة ". ورفضت الولاياتالمتحدة والقوى الاخرى هذا الاقتراح بزعم أن مخزون ايران من اليورانيوم المنخفض التخصيب تضاعف منذ أن طرحت الفكرة أول مرة في عام 2009 ولان ايران تقوم أيضا بالتخصيب الى مستوى أعلى يجعلها أقرب الى انتاج قنبلة نووية. ويبدو أن التوقعات بشأن احراز أي انفراجة في المواجهة المستمرة منذ ثمانية أعوام بخصوص الطموحات النووية الايرانية محدودة قبل جولة جديدة من المفاوضات بين ايران والقوى الست الكبرى في مدينة اسطنبول التركية يومي الجمعة والسبت. وقال أعضاء في الوفد الايراني المفاوض ان ايران لا تعتزم تقديم عرض جديد بشأن تبادل الوقود النووي ولكنهم مستعدون لمباحثات حول مبادلة الوقود النووي استنادا الى شروط عرضت العام الماضي. ومن شأن اقتراح بأن تنقل ايران بعض اليورانيوم منخفض التخصيب لديها مقابل حصولها على وقود معالج خصيصا لتشغيل مفاعل في طهران ينتج نظائر طبية مشعة أن يبني الثقة ولكنه لا يحل الخلافات الرئيسية. ومن المرجح أن أي اتفاق سيتوقف على استعداد ايران لتسليم معظم مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب لتبديد المخاوف من أنها تحتفظ بكمية تكفي لصنع قنبلة نووية اذا جرى تنقيتها الى درجة عالية جدا. وهناك مخاوف دولية من أن يكون برنامج الطاقة النووية المدنية الذي أعلنته ايران ستارا للسعي لانتاج أسلحة ذرية. وتضم القوى الست الكبرى التي تتعامل مع ايران من خلال كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالاضافة الى ألمانيا. وتقع منشأة التخصيب الرئيسية في ايران في نتانز وفوردو موقع نووي أصغر بكثير لم تكشف عنه طهران لمفتشي الوكالة الدولية لاكثر من عامين ويجري انشاؤه داخل منطقة جبلية حصينة. ولم تستبعد الولاياتالمتحدة واسرائيل اجراء عسكريا اذا فشلت الدبلوماسية واقتربت ايران من امتلاك قدرات على صنع أسلحة ذرية. ويعتقد على نطاق واسع في الغرب أنه يمكن للعقوبات المشددة التي فرضت العام الماضي والتخريب الذي قامت به إسرائيل وأمريكا واستهدف إبطاء سرعة البرنامج النووي الايراني أن يساعد في اتاحة مزيد من الوقت أمام الدبلوماسية وتقليل خطر تحول الخلاف طويل الامد إلى نزاع عسكري على الاقل في الوقت الراهن.