تقرير: أحمد طاهر جاء قرار اتحاد كرة القدم بإيقاف مسابقة الدوري الممتاز لمدة35 يوما بعد ستة أسابيع فقط من انطلاق البطولة ليضع العديد من علامات الاستفهام حول أبعاد القرار وتوقيته, خاصة أنه جاء بعد إلغاء الهبوط من المسابقة لأول مرة في تاريخ الدوري منذ انطلاقه عام48 من القرن الماضي, وهي أطول فترة زمنية تتوقف فيها البطولة خلال الموسم مقارنة بالدوريات الأخري في العالم, سواء الأوروبية أو حتي في إفريقيا, وذلك بسبب خوض المنتخب الوطني الأول مباراته الودية أمام منتخب البرازيل بالدوحة يوم الإثنين المقبل تحت قيادة الجهاز الفني الجديد للمنتخب بقيادة المدير الفني الأمريكي بوب برادلي ومعه المدرب الوطني ضياء السيد, وهو أمر طبيعي لكي تتوقف المسابقة لبضعة أيام قليلة لإعطاء الوقت الكافي للمنتخب للدخول في معسكر مغلق قصير المدة لإيجاد نوع من التجانس داخل الملعب, لكن أن تتوقف المسابقة بعد ذلك اليوم لأكثر من أربعة أسابيع نظرا لدخول المنتخب الأوليمبي في معسكر مغلق استعدادا لخوض منافسات التصفيات الإفريقية المؤهلة لأوليمبياد لندن العام المقبل, فهو أمر مثير للدهشة والاستغراب, ليس فقط لأنه يضرب مسابقة الدوري في مقتل بسبب طول فترة التوقف دون سبب مقنع ولكن بسبب أن اللاعبين المختارين في قائمة المنتخب الأوليمبي غير مؤثرين بالمرة داخل صفوف فرقهم بالدوري الممتاز وربما تلعب تلك الفرق بدونهم في المباريات باستثناء كلا من فريقي المقاولون والمصري البورسعيدي, حيث ضمت قائمة المنتخب الأوليمبي كل من سعد الدين سمير وحسام حسن وأحمد شرويدة المصاب بكسر في يده مما يستلزم علاجه لمدة شهر من النادي المصري, حسب تقرير طبيب النادي, بالإضافة إلي كل من علي فتحي ومحمد ناصر النني ومحمد صلاح من المقاولون, وهم أكثر اللاعبين تأثيرا في فرقهم في حالة خوض الفريقين مباريات الدوري بدونهم, أما غياب رامي ربيعة ومحمد عبدالفتاح تاحا وشهاب الدين أحمد من الأهلي وصلاح سليمان وعمر جابر ومحمد إبراهيم من الزمالك فهو غير مؤثر علي أداء مستوي الفريقين في حالة استمرار المسابقة وعدم توقفها, وهو الأمر الذي يثير العديد من علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية لتوقف المسابقة طوال هذه الفترة, خاصة أن الفرق والمنتخبات المنافسة لنا في التصفيات مثل الكاميرون والمغرب ونيجيريا وتونس لم يسمح اتحاد الكرة في تلك الدول بتوقف الدوري فيها, لأن الفرق لا تتوقف علي غياب لاعب أو اثنين لمدة شهر, نظرا لدخول الجهاز الفني للمنتخب الأوليمبي, معسكرا مغلقا في الفترة من10 إلي18 من الشهر الحالي قبل السفر إلي المغرب للمشاركة في منافسات التصفيات الإفريقية المؤهلة للأوليمبياد, وربما كان السبب الخفي هو محاولة الهروب من إقامة مباراة الإسماعيلي والأهلي التي قرر اتحاد الكرة إقامتها بدون جمهور تنفيذا للعقوبة المقررة علي جماهير الأهلي بسبب الشماريخ, لكن الشيء الإيجابي لتوقف المسابقة هو إعطاء الفرصة للمدربين لعلاج أخطاء المباريات السابقة والتقاط الأنفاس لإعادة توظيف اللاعبين, بالإضافة إلي أن تلك الفترة ستعطي الفرصة للاعبين المصابين أمثال محمد بركات ومحمد نجيب من الأهلي ومحمد حمص من الإسماعيلي وعبدالظاهر السقا ومانو من إنبي وأحمد الميرغني وحازم إمام من الزمالك, وتلك هي الحسنة الوحيدة, مقارنة بالسلبيات الأخري التي تحول دون انتهاء المسابقة في الموعد المحدد لها وفقا للجدول المعلن الذي لا نحترمه.. ولمصلحة من تتوقف البطولة طوال هذه المدة؟!