من سيخلف ساركوزي في سباق الاليزيه؟سؤال يتردد علي الساحة السياسية بفرنسا بعد ان تضاءلت فرص فوز الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الوصول الي فترة رئاسة ثانية. فالصفعات القاسمة علي الرئيس وحزبه تتوالي واحدة تلو الاخري وبعد ان كانت أسهم شعبيته مرتفعة أصيبت بتدن شديد يراه المراقبون في اتجاهين المتشائم منه يعظم من فرص اليمين المتطرف بوصول زعيمته مارين لوبن التي خلفت والدها جون ماري لوبن في رئاسة حزب الجبهة الوطنية...اما المتفائلون فيتوقعون فوز المرشح عن الاشتراكيين فرنسوا اولاند. فقد كان الفرنسيون امام خيار واحد بانتخابهم نيكولا ساركوزي بعد ان مهد الطريق له بسقوط عرش المرشح الاشتراكي الاوفر حظا دومنيك استروس-كان(في حفنة من القضايا الاخلاقية)مع إجماع الحزب الحاكم علي إعادة ترشيحه عنهم الا ان الايام الاخيرة شهدت نكبات متتالية باتت تقوض فرص ساركوزي في الفوز وحسب أخر استطلاعات للآراء يري68% ممن طالهم الإحصاء ان ساركوزي سيخرج مهزوما في انتخابات الرئاسة2012 وهو مالم يواجه اي مرشح للحزب منذ.1981 وبالرغم من توقعات بعض المراقبين بان طفل الاليزيه الجديد سيحسن من صورة الأب الا ان الفرنسيين لايكترثون بأخبار الرئيس العائلية حتي لو كان مولد ابنته من كارلا بروني يشكل حدثا استثنائيا لكونها اول طفلة تولد لرئيس مازال في مدة خدمته بالاليزيه بل يركز الإعلام بفرنسا علي قضايا الفساد..والأزمة الاقتصادية وتداعياتها..فضلا عن المصائب التي تتفجر في إرجاء اليمين الحاكم ليعيد القضاء فتح ملفات عدة كانت تؤجل لما بعد الانتخابات منها كراتشي...وعقد الغواصات السعودي الفرنسي.. بيتانكور..حقائب الأموال الإفريقية.كلها ملفات ألقت بظلالها( ايضا)علي هزيمة الحزب الحاكم المدوية في انتخابات مجلس الشيوخ-مؤخرا-وانتزاع رئاسته من اليمين للمرة الاولي في تاريخ فرنسا منذ1958 ليحل زعيم كتلة الاشتراكيين السيناتور جان بيير بيل رئيسا للمجلس. ومن الواضح ان موجة الاستياء من تسييس المحاكمات بفرنسا جعلت القضاة يقرروا سرعة النظر في قضايا الفساد العالقة والتي تطول الحزب الحاكم ونيكولا ساركوزي شخصيا. ولمزيد من تفاصيل مصائب النظام نذكر بحقائب الاموال الافريقية التي مازلت تدوي تداعياتها علي الحزب الحاكم منذ ان فجرها المحامي-اللبناني- روبير برجي في مقابلة لصحيفتي لو جورنال دو ديمونش و لوبارزيانواكد فيها ان خمسة زعماء أفارقة عبدالله واد- السنغال- وبليز كومباوري- بوركينا فاسو- ولوران جباجبو- ساحل العاج- ودنيس ساسو نغيسو- الكونغو برازافيل- وعمر بونجو الجابون- دفعوا عن طريقه ما يقرب من10 ملايين دولار للحملة الانتخابية عام.2002 اما قضية تفجير طائرة كراتشي التي افترض المحققون انها انتقام من السلطات الفرنسية لعدم تسديدها عمولات في مقابل صفقة الغواصات أغوستا لباكستان ترجع الي1994 وراح ضحيتها العديد من المهندسيين الفرنسيين فهي تطفو من جديد علي السطح بعد أن قرر القاضي رينو فان رويمبيك وضع نيكولا بازيرالذي كان يعمل مديرا لمكتب رئيس الحكومة الفرنسية السابق إدوار بلادور بين1993 و1995قيد الحبس الاحتياطي بتهمة تورطه في عملية فساد تتعلق بصفقة بيع غواصات فرنسية لصالح باكستان وتلقي عمولات يشتبه أنها خصصت فيما بعد لتمويل حملة بلادور الانتخابية الرئاسية في.1995 كما قرر نفس القاضي توجيه تهمة الفساد لتييري جوبير المستشار الإعلامي السابق للرئيس نيكولا ساركوزي.ويسعي المحققون من خلال هذه الإجراءات إلي تحديد العلاقة التي كانت تربط بازير وجوبير برجل الأعمال الفرنسي من أصل لبناني زياد تقي الدين الذي ينظر إليه علي أنه الرجل المحوري في هذه القضية التي مازالت تثير لغطا شديدا علي الساحة وتحاول الأحزاب المعارضة إبرازها بل ازدادت الامور تعقيدا بتصريحات سالفة أدلت بها زوجة تيري جوبير(السابقة) بعلمها أن المستشار السابق لساركوزي كان يذهب إلي سويسرا برفقة زياد تقي الدين(1994 و1995) ويعود منها محملا بحقائب مملوءة بالأموال. وجعلت النائب الاشتراكي بيير موسكوفيسي يطالب القضاء باستدعاء الرئيس نيكولا ساركوزي للاستماع إليه مستغربا لارتفاع عدد فضائح الفساد التي أصبحت تمس الحزب اليمني التجمع من أجل حركة شعبيةوالتي جعلت الجو السياسي في فرنسا عكرا علي حد تعبيره وفي نفس السياق ربما يجدر بنا اعادة التذكير بتصريحات لرئيس الوزراء الاشتراكي السابق لوران فابيوس الذي أكد فيها أن حقبة ساركوزي أصبحت تبعث برائحة كريهة رائحة الأموال الفاسدة. كما ان ملف كراتشي هو ايضا من القضايا التي يعيد فتحها القضاء قبيل الانتخابات الرئاسية بستة اشهر تقريبا وهو ما يفجر ملف صفقة سواري2 وقيمتها(3 مليارات يورو)ابرمت بين فرنسا والمملكة العربية السعودية وحسب خبير مقرب من الملف تبين إن هذا العقد مواز لعقد أغوستا البالغ قيمته(058 مليون يورو) لبيع غواصات لباكستان وروج خلال تحقيقات اعلامية ان سلة عمولات العقدين كانت مترابطة ومشتركة بين ممثل الملك فهد علي بن مسلم ورجال سياسة فرنسيين. وحسب مانشر حول الموضوع وجاء في تحقيق كان من المفروض أن يبقي سريا تحت عنوان نوتيلوس أن أميرا سعوديا حاول رشوة أهالي الضحايا الفرنسيين مما دفع اهالي الضحايا للتساؤل علي صفحات الجرائد الفرنسية عن دواعي اهتمام السعودية بدفع فدية التفجيرات. ويعتقد القضاء والمحققون أن حقائب الأموال التي حملها فيليب جوتري ليسلمها إلي نيكولا بازير الموقوفين والمقربين من كل من بالادور وساركوزي كانت قسما من هذه الرشي وأنها ساهمت بتمويل حملة رئيس الوزراء السابق ادورد بلادور الرئاسية والذي كان يدير حملته آنذاك نيكولا ساركوزي. اما وزير الداخلية السابق بريس اورتوفو المقرب جدا من الرئيس نيكولا ساركوزي فقد رفعت ضده عائلات المهندسين الذين راح ضحايا حادث تفجير كراتشي( سالف الذكر) دعوة بتهمة المشاركة بالضغط علي الشهود والوقوف في وجه سير العدالة. وفي تلك الاثناء تفتح من جديد قضية بيتانكور-فيرت التي شغلت الرأي العام لفترة طويلة وفحواها تورط الحزب الحاكم بمن فيهم الرئيس ساركوزي بتقاضي اموال نقدية من سيدة الاعمال الثرية ليليان بيتنكور(صاحبة شركات لوريال لمستحضرات التجميل)ذلك لدعم الحملة الانتخابية لساركوزي.2007 هكذا تشير المؤشرات بان معركة الرئاسة المقبلة قد تكون اشد ضراوة في ظل احتمالية خوض او عدم خوض الرئيس ساركوزي انتخابات الرئاسة لحقبة ثانية حسب تصريحاته في آخر لقاء بالاعلام فالواضح ان الحزب الحاكم يعيد حساباته في رهان الرئاسة المقبلة في محاولة لاختيار من يستطيع عبور المرحلة بكل التحديات المطروحة خاصة ان الفترة القادمة تفرض علي الفرنسيين مزيدا من التقشف في ظل الازمة الاقتصادية والديون المتزايدة التي تثقل كاهل الدولة.