اي عربي مخلص يرحب بأي مبادرة توقف القتل والقمع في سوريا, وأي عربي مخلص يتمني أن تضع مبادرة الجامعة العربية حدا لأعمال العنف التي يشنها النظام السوري ضد شعبه. لكن السؤال هو: هل سيلتزم نظام بشار الأسد بتنفيذ بنود هذه المبادرة وفي مقدمتها: وقف كل أعمال العنف من أي مصدر كان, والإفراج عن المعتقلين, وإخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة, وفتح المجال أمام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع أنحاء سوريا ؟ وهل هذه المبادرة جاءت من أجل إنقاذ نظام بشار, أم من أجل حماية الشعب السوري من آلة القتل الوحشية لهذا النظام الذي جثم علي صدور السوريين لمدة خمسة عقود؟ الشواهد كلها تؤكد أن بشار الأسد لم يرتدع, ولم يأخذ عظة من نظيره الليبي, وهو مازال يمارس القتل والتعذيب ضد المتظاهرين, وأنه يستغل الفرصة العربية التي تم منحها له لتنفيذ مجازر بشرية لاسيما خلال فترة عيد الأضحي المبارك, وأنه يسعي إلي كسب مزيد من الوقت لتمرير مرحلة, ولإضعاف زخم الانتفاضة ليس إلا, وأنه غير جاد علي الإطلاق في تنفيذ المبادرة, فجميع وعوده بتحقيق إصلاحات كانت زائفة. والمعارضة كانت محقة في رأيها عندما أعلنت أنها لن تقبل أي بديل عن سقوط بشار الأسد, وأنه لا رجوع عن المطالبة بالحرية, ولا مساومة علي دماء الشهداء حتي يسقط هذا النظام الذي يمارس الإرهاب في الداخل بالقتل والتنكيل والاعتقال لأبناء الشعب, وفي الخارج بالتهديد المستمر بإشعال فتيل الصراع في الشرق الأوسط. والمعارضة ممثلة في المجلس الوطني السوري- كانت محقة في رأيها أيضا عندما رفضت الحوار مع نظام الأسد جملة وتفصيلا, وأن كل ما يمكن أن تقبل به هو عملية تفاوض ترتكز أولا:علي انتقال السلطة من النظام الحالي إلي حكومة ديمقراطية لا تشمل أيا من مكونات هذا النظام, وثانيا:علي رحيل الأسد وأفراد عائلته. فما هو موقف الجامعة العربية الآن بعد ما بدا واضحا ان النظام السوري لم يلتزم بتنفيذ المبادرة؟ وما هو رأي اللجنة الوزارية العربية التي هي في انعقاد دائم؟ وهل من فائدة في حوار مزمع عقده بين الحكومة السورية والمعارضة خلال أسبوعين بعد كل ما جري ؟ المزيد من أعمدة عبد المعطى أحمد