وجوه فرحة, مسيرات صاخبة, مؤتمرات, تجمعات نسائية.. كانت هذه سمة احتفالات العالم باليوم العالمي للمرأة والتي وصلت إلي حد منح بعض الدول إجازة للنساء للاحتفال بهذه المناسبة. فهي مناسبة جديرة بالاحتفال بحق لأن اقرار الاممالمتحدة يوم8 مارس يوم عالمي للمرأة يعني الاعتراف بدور نساء كثيرات ناضلن عبر التاريخ لتصل المرأة إلي ماهي عليه اليوم.. وهو مناسبة أيضا لتقييم وضعها الحالي واستشفاف الفرص التي تنتظر جيل نساء المستقبل. لكن هذه الاحتفالات لاتعني ان المرأة حققت كل ماتتمناه أو حصلت علي كل حقوقها فلايزال الطريق أمامها طويلا, لاننا إذا نظرنا إلي وضع المرأة اليوم فسوف نجد أن نساء كثيرات في العالم لايزلن يواجهن تحديات كثيرة يأتي في مقدمتها التمييز والعنف والتهميش.. كما أن هناك معوقات كثيرة تجعل تحقيق أحلامهن في العدل والمساواة والانصاف شبه مستحيلة.. ويرجع السبب في ذلك إلي الافكار والموروثاث الثقافية البالية التي تحجم دور المرأة في التبعية للرجل وامتاعه وانجاب الأطفال. هذه الاسباب المعوقة لأي تقدم تجسدها احصائية لم تتغير منذ نحو عشرين عاما وتفيد بأن النساء يمثلن غالبية وتفيد بأن النساء يمثلن غالبية أفقر الفئات في العالم, وأن ثلثي الاميين من النساء.. فما الحل إذن للإرتقاء بأوضاعهن؟.. الحل هو العمل بإصرار واقتناص الفرص المتاحة وإبراز النجاحات والتمسك بالقوانين المنصفة للمرأة ومحاربة الفقر والأمية وتأكيد أهمية تعليم النساء وتوعيتهن بحقوقهن ومساندتهن في قضاياهن وتمكينهن اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتوعية الأطفال بأهمية دور المرأة في المجتمع. لأنه الطريق الذي يمهد إلي التنمية الحقيقية. لذلك تم اختيار شعار هذا العام معبرا عن كل ما سبق ويتلخص في: حقوق متساوية.. فرص متكافئة التقدم للجميع وهو الشعار الذي يجب ان نضعه نصب اعيننا ونعمل علي تفعيله إذا اردنا أن يكون العالم افضل لأولادنا وأحفادنا. كان هذا شكل الاحتفال علي مستوي العالم.. لكن ماذا عن مصر واحتفالاتها بيوم المرأة المصرية16 مارس من كل عام؟ لقد تحقق للمرأة المصرية علي مدي السنوات الماضية انجازات كثيرة بفضل دعم وتشجيع السيدة الفاضلة سوزان مبارك وجهود المجلس القومي للمرأة وكان آخرها تخصيص64 مقعدا للمرأة في البرلمان.. لكن جاءت قرارات مجلس الدولة الأخيرة برفض تعيين القاضيات بالهيئة الموقرة لتخيب آمال النساء في العدل والمساواة.. وبدلا من أن تنظم المسيرات الاحتفالية بهذا اليوم نظمت المسيرات والوقفات الاحتجاجية التي تندد بهذا القرار وتطالب بإنصاف المرأة وهو ما ستفصل فيه المحكمة الدستورية العليا خلال أيام. * هبة لوزة