يبدو أن الفرصة أتت على طبق من فضة بالنسبة إلى كثير من النساء العربيات ليخرجن ما بمكنونات صدورهن وما يدور بخواطرهن فى ضوء الاحتفال باليوم العالمى للمرأة، إذ تباينت ردود الأفعال على نحو يعكس تباينا واضحا ما بين نساء العرب والتى جاءت كتاباتهم من خلال المدونات والمنتديات ذات الطابع الأنثوى خير معبر عن حدة هذا التناقض. وجاءت حالتى الآنسة غصون وقطة الصحراء واللتان عبرتا عن هذا التناقض الصارخ، حيث تقول الآنسة "غصون" فى أحد المنتديات النسائية "تطل علينا قريبا مناسبة يحتفل العالم بها كل عام، وقد أطلق عليها (اليوم العالمى للمرأة) ثم يعقبه بأيام مؤتمر بكين + 15 الذى يخططون له ويجهزون، ليكون وسيلة من وسائل الغرب لنشر العولمة الفكرية فى العالم. وأخذت الآنسة"غصون" فى الاستشهاد بما يعزز رأيها من أقوال المفكرين الغربيين، حيث ذكرت ما قاله الدكتور الكسيس كاريل، أستاذ الطب الحديث فى كتابه الإنسان ذلك المجهول فى أوروبا غلطنا عندما اعتبرنا أن الرجل والمرأة من تركيب واحد، هما مختلفان ويجب أن تتوزع المسئوليات. كما ذكرت قول الروائية الإنجليزية الشهيرة "أجاثا كريستى"، إن المرأة مغفلة، لأن مركزها فى المجتمع يزداد سوءًا يوماً بعد يوم، لأننا بذلنا الجهد الكبير للحصول على حق العمل والمساواة مع الرجل، ومن المحزن أننا أثبتنا نحن النساء أننا الجنس اللطيف الضعيف، ثم نعود لنتساوى اليوم في الجهد والعرق اللذين كانا من نصيب الرجل وحده. وعلى النقيض من آراء "غصون" أتت قطة الصحراء لتعبر عن رأيها المعبر عن حدة التناقض الصارخ فى عقول نساء العرب، حيث قالت فى مدونتها واصفة اليوم العالمى للمرأة بأنه اليوم العالمى للنكبة ويبدو أنها بذلك العنوان وحده تتفق مع "غصون" حيث تقول "قطة الصحراء"، أى امرأة هذه التى حدد لها مؤتمر باريس النسائى الأول 8 مارس عام 1945، ليكون يومها العالمى؟ وهى ترى أن المرأة الشرقية مهمشة إلى أبعد الحدود فى كافة المجالات، حيث قالت أصدقهم القول بأن هذا الشعار صح 100% فى تلك الفترة الزمنية، لأن المرأة كانت فى ذلك الوقت تحتل مكانه مرموقة فى جميع المجالات حتى وإن كانت من لم تتعلم فى حياتها أ ب، ولكن فى يومنا هذا أرى أن هذا الشعار فقد مصداقيته ووجب أن يقتصر على اليوم العالمى للمرأة الغربية التى يعاملها مجتمعها على أنها كائن كامل متكامل وليست على أنها عورة، المرأة الغربية التى عملت رئيسة وزراء، ووزيرة دفاع، وترشحت للرئاسة بكل قوة وديموقراطية. وتختتم حديثها باستنكار أن يكون هذا اليوم ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالمرأة الشرقية، حيث تؤكد على ذلك وتقول، لا المرأة التى اقنعوها واقتنعت هى بدورها أنها عورة، بل وتدافع باستماته على هذا الهراء، ولا تترك فى حالها التى تعرف قدرها وتسرع فى الخطوات من أجل تحقيق طموحها والحفاظ على كرامتها، هنيئاً لكل امرأة فى مجتمع محترم بيوم المرأة العالمى، وكل عزائى لنساء دول العالم الثالث بأيام النكبات المتوالية.