يقولون السياحة حرام.. هذا شعار رفعه كثير من رجال الفتوي المسلمين من أنصاف المتعلمين وحجتهم أن السياح يشربون الخمر.. ويلبسون البكيني.. ويلعبون القمار.. وأن رجال السياحة المسلمين لا يجوز لهم تقديم هذه الخدمات إلي السائح لأنها عصيان لله ولأوامره. ونبدأ البحث بعرض هذه الفتاوي والرد عليها: 1 فتوي الشيخ بن باز رئيس الجماعة الوهابية عن السياحة: (إن العناية بالآثار علي الوجه الذي يحدث الآن في بلاد إسلامية يؤدي إلي الشرك بالله عز وجل...). 2 فتوي الشيخ عمر عبدالرحمن: السياحة حرام ومصر لا تحتاج إلي السياح الذين يتوافدون عليها لكي يتكسب الناس من ورائهم ويجب علي السياح أن يبتعدوا عن بلادنا, وبلغ الأمر أن الشيخ عبدالرحمن يعلن في خطب الجمعة لو يستطيع هدم الهرم وأبو الهول بالمعاول حتي لا يجد السياح ما يغريهم بالحضور إلي بلادنا, ومعروف أن الملا عمر الذي لقب نفسه أمير المؤمنين في أفغانستان نفذ هذه الفكرة الجهنمية في بلده حيث احضر المدافع لهدم تمثالين قديمين يعود تاريخهما إلي أربعة آلاف سنة وأخذ يحاول هدمهما.. ولما استعصي عليه الهدم بالمدافع الصغيرة استورد مدافع ضخمة من التي تدك الحصون. وأخذ يضربهما,وقد انزعج العالم كله لأن هذه التماثيل تعود إلي التاريخ الإنساني القديم والسياحة الانسانية ولم يعد أحد يعبدهما.. وقد أرسلوا بعوثا له كي يتركهما ومنها مبعوثون من الأزهر.. ولكنه من جهله وعناده رفض مقابلة الجميع, حتي نسفها نسفا وكانت هذه أسوأ دعاية للإسلام أنه ضد الحضارة الإنسانية؟! والنتيجة الخفية لمثل هذه الفتاوي الجاهلة والمتطرفة أن الشباب الصغير الجاهل يندفع إلي العدوان الإجرامي علي السياح بدون سبب متصورين أن هذا جهاد في سبيل الله! ومنهم من يفجر نفسه لكي يقتل أكبر عدد منهم. إن مصر اليوم مقبلة علي عصر جديد بعد ثورة25 يناير المباركة. إنه عصر الحرية والديمقراية والمصارحة والإعلام الهادف البناء.. واصلاح الاقتصاد وزيادة الدخل ومحاربة البطالة, ومعلوم أن السياحة تدر أكبر دخل للدولة4.3 بليون دولار سنويا وتشغل مليوني شاب مصري متعلم وتسهم في بناء المدارس والجامعات, والمصانع والمستشفيات حتي لقمة الخبز التي نأكلها, ومن يذكر هذا أو يزعم أن السياحة حرام عليه ألا يتكلم في السياسة أو الدين, وسبق أن نشرنا نص فتوي الأزهر المستنيرة والحاسمة التي ترد علي أنصاف المتعلمين الذين يزعمون أن السياحة حرام, فالإسلام لا يتدخل في حياة أهل الذمة من غير المسلمين, ويسمح لهم بممارسة جميع شعائرهم بما يسمح به دينهم وأي مسلم يتعرض لهم أو يحاول منع الخمر وإلزامهم بملابس معينة, أو من يحاول كسر إناء الخمر, فهو ملزم شرعا بالدية وقد يتعرض للسجن! هذا هو حكم الشريعة الإسلامية منذ ألف عام حتي يومنا هذا. وللأسف أن بعض الجماعات الإسلامية مازالوا بين الحين والحين وبإلحاح شديد يسألون نفس السؤال هل السياحة حلال أم حرام.. وهل تقديم الخمر وخدمة السائح جائزة شرعا أم لا. وكما قال فضيلة شيخ الأزهر الدكتور طنطاوي رحمه الله لا تحشروا الدين في كل شيء حتي السياحة لأن هذا يسيء إلي الدين ويسيء إلي السياحة.