يقال ان اردوجان رئيس وزراء تركيا اصدر توجيهاته إلي الدوائر الدرامية في بلاده لانتاج مسلسلات موجهة خصيصا إلي العالم العربي.. حدث ذلك بعد نجاح مسلسل مهند ونور.. وواضح انه توجيه نحو استخدام الدبلوماسية الثقافية في تأكيد الوجود التركي في البلاد العربية, وقريبا سوف تنطلق فضائية تركية ناطقة بالعربية ومدبلجة.. ليس هذا فقط, ولكن تركيا دشنت سلسلة مراكز ثقافية لها في عواصم عالمية مختلفة منها القاهرة.. ومؤخرا قابلت وزير الخارجية التركي مع اكمل الدين اوغلو رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي ومعهما سفير تركيا في مصر وهم يفتتحون مركز يونس امرة في العجوزة.. كانوا شديدي الاهتمام الاحتفاء بهذه الخطوة.. خطوة انشاء مركز ثقافي تركي في القاهرة.. ولكن من هو يونس امرة حتي يطلقوا اسمه علي المركز.. هو شاعر واديب تركي علي غرار جوتة الاديب الالماني اطلقت المانيا اسمه علي سلسلة مراكزها الثقافية في العالم.. ومعهد جوته معروف لنا جميعا.. تأملت الأمر وتساءلت هل يمكن ان تطلق مصر سلسلة مراكز ثقافية في عواصم الدنيا باسم نجيب محفوظ أديب نوبل مثلا.. وهي خطوة في غاية الاهمية ليس فقط للثقافة المصرية والعربية, ولكنها مهمة جدا ايضا علي المستوي السياسي, ومصر لديها آثارها وانتاج ثقافي رائع.. لديها ثروات ثقافية وابداعية غير مستغلة حتي الآن كما يجب.. مصر وتركيا ايضا كلاهما عنده رصيد ابداع ثقافي وافر, وكل من البلدين لديه طموحاته نحو قفزة حضارية كبري.. اعرف مثقفين مرموقين علي رأسهم الدكتور محمد حرب يحاولون دائما تأكيد الشراكة الثقافية بين القاهرة وانقرة بما يعود علي البلدين بالخير الوفير.. ومع الاعجاب الشديد بالقفزة الاقتصادية التي تحققها تركيا مؤخرا.. داعبت وزير الخارجية التركي وسألته عن وصفة نجاح اقتصاد بلاده فأجاب بدبلوماسية: مصر ايضا عندها وصفة نجاح أكيدة.. اعود إلي دور المراكز الثقافية المصرية في الخارج واتساءل لماذا تراجعت؟! كنت في كل زيارة إلي فرنسا اذهب إلي شارع سان ميشيل لافاجأ بالزخم الثقافي في المركز الثقافي المصري امام حديقة لوكسمبورج.. حضرت فيه انشطة رائعة مع الفنان الراحل يوسف فرنسيس والآن تواصل كاميليا صبحي تأكيد حضوره بالجهود الذاتية.. مشكلة المراكز الثقافية المصرية في العالم كلنا يعرفها.. دمها مفرق بين وزارتين.. التعليم العالي والثقافة.. لماذا لايطالب وزير الثقافة بتبعية المراكز الثقافية المصرية في العالم للوزارة المعنية وهي وزارة الثقافة.. ان مهمة المستشار الثقافي وهي تسمية خاطئة فهو المستشار التعليمي محصورة اساسا في متابعة المبعوثين والدارسين وحل مشاكلهم مع جامعاتهم في الخارج, لكن المركز الثقافي يحتاج إلي مدير فنان ومبدع وقادر علي التواصل العالمي وصاحب رؤية وموهبة في الدبلوماسية الثقافية.. هل التوقيت الآن غير مناسب؟!.. ابدا.. التنمية الاقتصادية والتنمية الثقافية كلاهما جناحا النهضة ولن يطير ويحلق النسر المصري الذي نراه علي علم البلاد إلا بهما.. واخيرا سؤال يونس امرة في القاهرة لماذا؟! اجابته.. لفتح اسواق اقتصادية لمنتجات بلاده التركية.. وشكرا جزيلا أو بالتركية.. تشكر اردم.. [email protected] المزيد من مقالات جمال الشاعر