يتقاتلون وعلي ماذا يتقاتلون.. لاأدري ؟ يتشاجرون وعلي ماذا يتشاجرون لا أعرف؟ يتصارعون وعلي ماذا يتصارعون.. لا أفهم؟ يصبون فوق النار نارا. ويغذون الجحيم بمستقبل البشر.. مهما يكن البشر طفلا اوعجوزا, امرأة أو رجلا من كل الأديان والمذاهب, حتي فاعل الخير أو الشر, الكل تحيطه الأخطار بلا سبب. العقل طار وترك الرءوس خاوية.. الحكمة ذهبت ودفعت بالنفوس الي الهاوية. الوجدان المصري ينزف.. يأخذ في طريقه المبادئ والقيم والمعاني الحلوة.. غابت عنهم رؤية العدو من الصديق فأفسحوا الطريق للعدو ليكسب ويضحك ويناور ويشاور بكل أصابعه علي الوطن ويظل السبب مجهولا والدوافع تائهة والهدف ضائع والرؤية مشتتة.. الوحيد الخاسر نحن والوحيد الكاسب هم وتظل تهمة الفلول والبلطجة والأيادي الخارجية والداخلية الخفية والعلنية هي الوصمة والبصمة علي جبين كل ساكني الوطن دون تحديد واضح من المتهم ؟! أحداث ماسبيرو نتيجة وليست سببا, لاتعني مابدا وماظهر, الكثيرون لا يدركون أن أعداء الوطن في الخارج قبل الداخل يتربصون فينتهزون, لايريدون لهذا الوطن خيرا وبدون ذكاء فلكي يتحقق هدفهم لاسبيل امامهم إلا تمزيق النسيج بأي ثمن, فلو كان قويا فلن يفلحوا واذا كان ضعيفا فسوف ينالون مرادهم. يوم ولدنا جئنا الي الدنيا محملين فأقدار كتبت علينا حينها, جميعنا ليس لنا يد فيها, أقدارنا فيها مافيها الحلو والمر وان اختلفت الرؤية وتباينت لمعني الحلو والمر من وجهة نظر الجميع. ولد الإنسان علي الارض الامريكية أو الصومالية أو المصرية, فهذا قدر. ولد غنيا اوفقيرا أو مستورا, فهذا قدر. ولد مسلما أو يهوديا أو مسيحيا, فهذا قدر. ولد جميلا أو قبيحا أو عاديا فهذا قدر. ولد ابيض أو أسود أو قمحيا, فهذا قدر, ولد ذكيا اوغبيا اوعاديا فهذا قدر, ولد قوي الجسد أو ضعيفا أوعاديا فهذا قدر. ولد رجلا أو امرأة فهذا قدر جئنا جميعا بهذه الأقدار, فقد خص الخالق العظيم الانسان كل انسان ببصمة منفردة وعقل منفرد يعني صفة وقدرة منفردة لو اكتشفها واستطاع تنميتها وتوظيفها لتميز فيها عن الآخرين. أقصد ان قيمة الإنسان ليست بأقدار جاء بها. ولكن بقيمة تطويعه للأقدار وتنميته للقدرات لصالح نفسه والآخرين في مجتمع واحد له حق فيه وعليه حقوق. فالأقدار من عند الله والاوطان للجميع. أقصد ان قيمة الإنسان فقط في جودة قيمة مايعطيه لنفسه وللآخرين. إيمانا فطريا بما سبق واستنادا إليه عاش المجتمع المصري منذ قدم التاريخ نسجيا حريريا ناعما رقيقا دافئا ذا ألوان متناسقة متداخلة ترسم لوحة واحدة( وطنية قومية) رائعة الجمال. كل فرد من افراده يمثل خيطا رفيعا بلونه الخاص وتكامل وتداخل الخيوط والالوان تكون النسيج. المسلم السني والشيعي والمسيحي واليهودي وغيرهم يتشاركون يتحابون يتعايشون في كل مكان يدا واحدة. روحا واحدة. إنني أتصور ان هناك ثوابت يجب ان يتفق عليها الجميع, ليس بسبب قناعتي بها فقط. ولكن بسبب قناعة معظم العقلاء من المثقفين علي مستوي العالم نحو مفهوم الوطن الواحد وكيفية دفعه لكي يكون عظيما. الدين لله والوطن للجميع.. تربية وتعليم واعلام واع مخلص فاهم لطبيعة الوطن الذي يخدمه, خطاب ديني عاقل واع عصري متزن يدعو الي الوسطية. لاللفتاوي الاجتهادية. ففيها ضرب للثوابت وتخريب في منظومة القيم وبالذات المرتبطة بالعقائد والكتب السماوية والمنغمس فيها مشكوك في نياته تجاه مصلحة الوطن في التوحد والترابط والتكامل قوة, وفي الفرقة والتناحر والتفكك ضعف وفي إنكار الذات الأمل.