تعددت الآراء التي ذكرت الأسباب الحقيقية لزيارة السيد أردوغان رئيس الوزراء التركي إلي مصر ولكن كالمعتاد وكما كان يحدث في العصر السابق ذكرت الصحف الرسمية أن الهدف هو تدعيم العلاقات المصرية التركية ! ولكن بعد عدة أسابع من هذه الزيارة ذكرت صحيفة "ميلليت" التركية أن حجم الصادرات التركية إلي مصر قد زاد بنسبة 65% والي تونس 33% خلال هذا العام أي بعد قيام الثورات، ونقلت الصحيفة عن مجلس المصدرين الأتراك أن الصادرات التركية زادت خلال العام وبلغت 132 مليار دولار. لقد أدرك الأتراك أصحاب الخلافة العثمانية سابقا أن دول الربيع العربي في أزمة حقيقية في الإنتاج وفي التصدير وفي البطالة لأن عجلة الإنتاج شبه متوقفة وأن الفرصة سانحة لتغرق الصادرات التركية هذه الدول فالصادرات التركية أجود من الصينية مثلا ولكن هل دول الربيع العربي ومنها مصر ستستطيع سداد فاتورة كل هذه الصادرات ومن أين ؟! ونحن نعيش ظروفا صعبة والدولة في حالة ترنح شديد وموارد الدولة في تناقص شديد بسبب الاضرابات والاعتصامات من مؤسسات كثيرة مثل النقل العام والمصانع والوزارات حتى الجامعات ، فهل الحل هو السماح بحوث انتعاش اقتصادي لتركيا علي حساب بلدنا فالفرصة أمام الأتراك سانحة والزيارة هدفها تدعيم الاقتصاد التركي في مصر من صادرات وإنشاء مناطق صناعية تركية وكل ذلك سيكون لمصلحة تركيا بنسبة أعلي بكثير من استفادة مصر . تركيا تعلم جيدا أن زمن السيطرة العسكرية قد زال وأن الاحتلال أصبح اقتصاديا بالدرجة الأولي وهذا السبب الذي جعل تركيا برغم إعلانها قطع العلاقات مع إسرائيل إلا أنها لم تقطع العلاقات الاقتصادية لأنها تعلم مدى أهميتها لتركيا . نحن لسنا ضد تدعيم العلاقات مع تركيا والاستفادة من التجربة التركية ولكن يجب أن يكون هناك توازنا بين حجم الصادرات والواردات مع هذه الدول وإذا رغبت تركيا في إقامة منطقة صناعية في مصر يجب أن يقابلها منطقة مصرية في تركيا والخبرة والإمكانيات البشرية والمادية تؤهل مصر لذلك . هذه الاستثمارات يجب أن تكون مصرية والعمالة مصرية والخبرة مصرية كفي ما حدث في النظام السابق من بيع للأرض تحت مسمى إقامة مناطق صناعية وكفي بيع العمالة المصرية علي أرضها لمستثمر عربي أو أجنبي أيا كان فيجب أن تكون مصر للمصريين. المزيد من مقالات عادل صبري