بعد 80 عاما من انشائه بقرار من الملك فؤاد، ولأول مرة في تاريخ مجمع اللغة العربية ، تفوز سيدة وأستاذة جامعية بعضوية مجمع الخالدين انها الدكتورة وفاء كامل فايد أستاذ علم اللغة بكلية الآداب جامعة القاهرة التي لم تتوان في تقديم كل اسهاماتها العلمية في كل فعاليات المجمع الدائمة والسنوية (المؤتمر السنوي) لاسيما أنها خبيرة بالمجمع منذ عام 2007 فقد استطاعت د.وفاء بفوزها هذا أن تكسر حاجز المحافظة والجمود الذي دأب عليه أعضاء المجمع، ورفضهم الدائم لقبول أية أستاذة معهم، بدءا من د.عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطيء)، د.سهير القلماوي، د.نعمات أحمد فؤاد، وانتهاء بالدكتورة وفاء التي نالت ثقة وإيمان بعض أعضاء المجمع الذين تحيزوا لها ولسيرتها ومشوارها العلمي، فما كان منهم إلا أن رشحوها لسبعة أعوام متتالية واصرارهم علي طرح اسمها حتي نالت ثقتهم وتصويتهم لها هذا العام لتفوز بعضوية المجمع من الجولة الأولي، وتحجز لها مكانا وتكون أول سيدة تطئ قدماها أعتاب مجمع الخالدين عضوة دائمة به، رغم أنها عضو مراسل بمجمع اللغة العربية بدمشق. تمتلك د.وفاء سيرة ذاتية زاخرة بالانجازات العلمية أهلتها لتتبوء هذه المكانة العلمية، وكانت حافزا لبعض أعضاء المجمع لترشيحها علي مدار سبع دورات انتخابية متتالية، وكان آخرها هذه الدورة التي رشحها فيها من الأساتذة الأجلاء أعضاء المجمع وهم: د.مصطفي لبيب، د.عبدالحكيم راضي، د.محمود فهمي حجازي، د.حسنين ربيع، ودعم هذا الترشيح عند التصويت أعضاء المجمع من العلميين وأساتذة كلية الآداب. د.وفاء حصلت علي ليسانس الآداب في اللغة العربية بمرتبة الشرف، وهي عضو بالمجالس المتخصصة منذ عام 1998 ، عضو لجنة الثقافة بالمجلس القومي للمرأة، عضو مجلس ادارة مركز جامعة القاهرة للغة العربية، عضو مراسل بمجمع اللغة العربية بدمشق 2002، انتدبت مستشارا لغويا لشركة ميكروسوفت بمصر، عضو فريق التقويم الأكاديمي بالمملكة السعودية، صاحبة أول أطروحة استخدمت الحاسوب في دراسة اللغة العربية عام 1974، قدمت بحوثا في جامعات مدريد، سوريا، الكويت، ماليزيا، برلين، الرياض اشتركت في تحرير مداخل موسوعة أعلام العلماء العرب والمسلمين، حصلت علي جائزتي جامعة القاهرة التشجيعية والتقديرية للعلوم الإنسانية والاجتماعية عامي 2004 ، 2013 تم اختيارها الاستاذة المثالية بالجامعة عام 2004، أشرفت علي 52 أطروحة ماجستير ودكتوراة، صنفت معجما للتعابير الاصطلاحية في الاستعمال المعاصر للغة جمعته من ثماني دول عربية، ألفت 7 كتب، وترجمت كتابين. وبعد هذا السرد لجزء من سيرتها العلمية نستطيع القول إنها اضافة علمية لهذا المجمع، الذي لا نلمس له أي انجاز علي أرض الواقع لمواجهة ضعف مستوي اللغة العربية علي جميع المستويات التعليمية بدءا من التعليم الأساسي حتي الجامعي. كان من السذاجة أن أسألها عن شعورها في هذه اللحظة، إلا أنها قالت بالعكس هذا سؤال مهم خاصة اذا عرفتي انني حصلت علي مقعد أستاذي الجليل د.محمود حافظ عليه رحمة الله، لكن كان يهمني أن تتحدث عن المرات السبع التي خاضتها في الانتخابات، فأوضحت أنها لا تتقدم بترشيح نفسها، ولكن من يقوم بترشيحها اثنان من الأساتذة الأجلاء أعضاء المجمع، وقالت أن أول من رشحها لعضوية المجمع كان الدكتور أحمد مختار عمر، وكان ردي عليه أني رفضت هذا الترشيح، لأنني أحسست »بخضة« فلم أكن أتوقع ما قاله لي، وكان مبرري أنني أصغر من هذه المكانة العلمية آنذاك، ومنذ أن تم تعييني خبيرة بالمجمع عام 2007 ويتم ترشيحي من قبل بعض الأعضاء، وما يشجعهم علي ذلك بحوثي الجادة التي جعلتني أحظي بثقتهم. تكلمنا كثيرا عن أداء المجمع وعن الحال التي أصبحت عليها الآن، وكيف أنه لا يوجد له أي دور ملموس في حياتنا التعليمية والثقافية، فقالت أنها لا تستطيع تقييم أداء لجان المجمع ككل، فقاطعتها بأني أريد أن أعرف رأيها في السياسات التي يضعها المجمع، فردت أنها ليست علي علم بها، ولكنها تستطيع الحكم علي أداء اللجنة التي تنتمي وتعمل بها لكنها أشارت إلي الانجازات العلمية التي تمت في الماضي، وتقوم بمقارنتها مع ما يقدم الآن فتجدها كم هي غزيرة وفيها الكثير من القرارات والتفاعلات التي لا نجدها كثيرا الآن. وردا علي سؤال أين تكمن صعوبة اللغة العربية، قالت ليس هناك صعوبة في اللغة، وهي تري أن صعوبتها في طريقة العرض والشرح والتلقين وفي تخصصها الدقيق وهو علم اللغة أشارت د.وفاء أن لديها العديد من البحوث الخاصة بالربط بين أصوات الكلمة وبنيتها من خلال رصدها لأفعال القاموس المحيط كلها، وهذا ما يساعد علي تقديم الكلمة السهلة اليسيرة ومشروعها اللغوي يتخلص في عمل قاعدة بيانات للأفعال في اللغة العربية، بما يعود بالنفع في تعليم اللغة والتعريب، والتعرف الآلي علي اللغة.