حكاية م.لينكس مع الأدب والرواية العربي تصلح أن تكون رواية منفصلة في حد ذاتها. فقد زارت القاهرة للمرة الأولي في ربيع عام 2001، وعملاً بنصيحة مارسيل بروست في رواية الزمن المفقود الذي يوصي بالتعرف علي المدن من خلال صورتها في الأعمال الفنية، فقد حاولت قبل زيارتها أن تتعرف علي القاهرة من خلال الأعمال الفنية والأدبية التي تناولتها لهذا وقع اختيارها علي ثلاثية نجيب محفوظ حيث بدأت قراءتها قبل الحضور إلي القاهرة وغاصت في عوالم محفوظ حتي جاءت اللحظة الدرامية حينما كانت جالسة في أحد مقاهي حي خان الخليلي تستكمل قراءة "بين القصرين" وعند لحظة ما دامت لثواني لكن بالنسبة لها بدت كسنوات طويلة تداخل الواقع مع الخيال والماضي مع الحاضر، لحظة من تلك اللحظات التي تظهر فيها روح القاهرة في لمحة خاطفة. تصف "لينكس" كيف وقفت في منتصف المقهي الذي كانت تجلس عليها نظرت حولها ثم التفت لأحد أصدقائه وقالت له الجملة التي ستحدد مصيرها لسنوات قادمة "أريد أن أعيش هنا". وفي صيف 2001 انتقلت "لينكس" مع زوجها لتعيش في القاهرة بشكل نهائي. "لكن الواحد لا يمكن أن يعيش في ثلاثية محفوظ للأبد، لذلك كان يجب أن أبحث عن مصادر آخري لتغذية خيالي، وأنا أسعي للانفتاح علي المدينة (القاهرة) بصورها المتعددة، وتاريخها المتشابك". كان الأدب هو دليل "لينكس" في رحلتها، حيث تحولت علاقتها بالأدب العربي من علاقة المستكشف والباحث عن صور تغذي خياله، إلي القارئ المتذوق والمستمتع بالأدب العربي لا المصري فقط. ولأن القراءة تتبعها في العادة الكتابة، فقد كان أول ما كتبته "لينكس" عن الأدب العربي رواية "غايب" للكاتبة العراقية بتول خضيري، حيث كتبت مقالاً لجريدة "نيو أورلينز ريفو/ New Orleans Review" عن الرواية. لكن مع نوفمبر 2009 أخذت علاقة "لينكس" بالأدب العربي شكلاً جديداً حيث أنشأت مدونتها التي تحمل عنوان "الأدبي العربي (بالانجليزية)/ Arabic Literature (in English)" والسبب في ذلك أنها حاولت الهروب من الكتابة بمعناها الصحفي المقيدة بموضوعات أدبية معينة، وعدد كلمات محددة، أرادت "لينكس" أن تقدم كتابة تعكس أرائها الخاصة، وشغفها بالأدب العربي. مع الوقت تحولت مدونة "لينكس" إلي موقع إخباري متكامل يتم تحديثها باستمرار ببث بآخر الآخبار عن الأدب العربي. وأصبحت مدونة "لينكس" الآن أحد المصادر الأساسية للمعرفة لدي من قراء ومحبي الأدب العربي الذين لا يتقنون العربية. ينقسم الموقع/ المدونة إلي أربعة أجزاء. الجزء الأول هو الصفحة الرئيسية والتي تتوالي عليها تدوينات لينكس عن الجديد من قرائتها في الأدب العربي، وأخبار الواقع الأدبي العربي، أما الجزء الثاني فيضم مجموعة من المعلومات عنه وعن المدونة وأهدافها وطموحها. والجزء الثالث يحمل عنوان "قريباً" وتكتب فيه عن الكتب والروايات العربية التي تنتظر صدور ترجمتها الإنجليزية، ففي العام الحالي تنتظر لينكس صدور الترجمة الانجليزية لرواية صنع الله إبراهيم "تلصص"، "عزازيل" ليوسف زيدان، "نبيذ أحمر" لأمينة زيدان، "عايزة أتجوز" لغادة عبد العال، "فيرتيجو" أحمد مراد، وكلها روايات من المتوقع أن تصدر ترجماتها الإنجليزية خلال العام الحالي، كما تنتظر لينكس كتاب د.سامية محرز أستاذة الأدب بالجامعة الأمريكية والذي من المفترض أن يحمل عنوان "أطلس القاهرة الأدبي/ The Literary Atlas of Cairo ". أما الجزء الرابع من المدونة فمخصص لكتب الأطفال سواء تلك ذات البعد العربي أو العالمي، إلي جانب كتب تعليم اللغة العربية للأطفال. أما الجزء الأخير من المدونة فربما يكون أكثر أجزاء المدونة سخونة، حيث تخصصه "لينكس" لأخبار جائزة البوكر العربية. حاليا لا يحتوي هذا القسم علي الكثير من "التدوينات" لكن نشاطه يزداد كثافة مع فتح باب الترشح للجائزة لتتعقب "لينكس" مراحل اختيار الروايات الفائزة، بداية من ترشيحات دور النشر الهامة، حتي لجان التحكيم، وأحاديث النميمة والصراعات الداخلية ثم أخيراً إعلان النتيجة. ففي الدورة الماضية علي سبيل المثال قدمت "لينكس" تغطية متميزة لكل الصراعات والمفاجآت التي صاحبت الجائزة بداية من انسحاب د.شيرين أبوالنجا من لجنة التحكيم وحتي عدم ظهور رواية علوية صبح في القائمة القصيرة انتهاءاً بإعلان فوز الروائي السعودي عبده خال. من الكتب التي قامت "لينكس" بعرضها علي مدونتها مؤخراً كتاب حازم صاغية "مذكرات راندا الترانس" الذي صدرت ترجمته الإنجليزية، "يالو" لإلياس خوري. عنوان المدونة: http://arablit.wordpress.com/