أعلنت في هذا الشهر قائمة الروايات الست القصيرة المرشحة لجائزة المان بوكر لهذا العام، امتازت الروايات بتنوعها الشديد سواء من جهة المضمون أو الأسلوب، وفقا للعديد من التقارير الصحفية العالمية، كذلك يمتد التنوع إلي كون الروائيين الستة من جنسيات مختلفة. إلي جانب ذلك هناك سيطرة نسوية علي القائمة القصيرة بأربع روائيات في مقابل روائيين اثنين. وتصف الأكاديمية الأمريكية سارة تشرشويل القائمة القصيرة لهذا العام علي أنها الأفضل علي مدار عقد. .ويرأس لجنة التحكيم (المكونة من خمسة أعضاء) هذا العام الكاتب والناقد والأكاديمي الإنجليزي روبرت مكفيرلين. وسيحصل كل مرشح من الستة بالقائمة القصيرة علي 2.500 يورو إلي جانب نسخة مجلدة من روايته في حين سيحصل الفائز الذي سيعلن اسمه في منتصف أكتوبر القادم علي 50.000 يورو.....تعتبر جائزة المان بوكر واحدة من أهم وأعرق الجوائز العالمية حيث يعود تاريخها إلي عام 1968، وهي تختص بالرواية المكتوبة باللغة الإنجليزية في دول منظمة الكومونويلث إلي جانب أيرلندا وزيمبابوي..آخر من حصلت علي الجائزة كانت الروائية الإنجليزية هيلاري مانتل عن روايتها "أقم الأجساد".. وفيما يلي عرض للروايات الست المرشحة لجائزة هذا العام:قصة إلي الحاضر روث أوزيكي تدور الرواية حول شخصيتين لم يتقابلا أبدا، إذ تكتشف شخصية روث اليابانية-الأمريكية حقيبة طعام عليها صورة الشخصية الكارتونية "هالو كيتي" جرفها البحر إلي الشاطيء. تفتح روث الحقيبة لتجد مذكرات لشخصية أخري تدعي ناو وهي أيضا فتاة يابانية أمريكية تبلغ من العمر 16 عاما، تكتب ناو عن أبيها الذي فقد عمله بوادي السليكون وكيف أنه يفكر في الانتحار هذا الذي تفكر فيه هي أيضا بدورها، تكتب ناو أيضا عن زيارتها لجدتها البوذية الممارسة لقواعد مدرسة الزن. في المقابل ، تحاول روث التي تعيش في نيويورك معرفة إن كانت ناو قد انتحرت فعلا أم أنها ماتت أثناء إعصار تسونامي، وتسعي مع زوجها أوليفر في البحث عن ذلك ولكن دون جدوي. روث أوزيكي الروائية الكندية الأمريكية ولدت عام 1956 وهي كاهنة بوذية ممارسة تنتمي لمدرسة الزن، وهي أيضا تعمل بمجال الأفلام الوثائقية. لها روايتان سابقتان: "عامي المتعلق باللحوم" و"كل الخليقة"، وتبحث رواياتها الثلاث في الثقافتين اليابانية والأمريكية. وتبدو شخصية روث في الرواية قريبة جدا من مؤلفة الرواية روث أوزيكي، فكلاهما تعيش في بريتيش كولومبيا وكلاهما لهما زوج لديه الاسم نفسه. أوزيكي تشير إلي أن شخصية روث في الرواية هي شخصية نصف متخيلة، ولكنها تشير إلي نفسها علي أنها كذلك أيضا. نحتاج أسماء جديدة نوفيوليت بولاوايو مجموعة أطفال من زيمبابوي لديهم أسماء غريبة: دارلينج Darling))، شيبو Chipo))، باستارد Bastard))، بورنفري Bornfree))، فورجيفنس Forgiveness))، ماسنجر Messenger) ) يعيش هؤلاء الأطفال في زيمبابوي تحت حكم موجابي، حيث البلد الممتليء باختراقات حقوق الإنسان ومرض الإيدز المنتشر الذي توفي أبو الشخصية الرئيسية (دارلينج) من جرائه. يتطلع أطفال الشوارع هؤلاء في حياة أفضل في مكان آخر مثل أمريكا. وتستطيع دارلينج بالفعل أن تفر إلي أمريكا حيث تقيم خالتها، ولكنها تكتشف أن فرص الحياة المتاحة لها كمهاجرة ليست كبيرة كما كانت تنتظر. في حوار للكاتبة مع مجلة لوس آنجلس ريفيو أو بوكس ذكرت أنها لم تسع للقيام ببحث كبير لكتابة الرواية، فقط اهتمت باستعادة ذكريات طفولتها. نوفيوليت بولاوايو (اسمها الحقيقي إليزابيث زانديل تيشيلي) ولدت عام 1981 في زيمبابوي، وإن أكملت دراستها في مجال التعليم بالولاياتالمتحدة، ورغم أنها كتبت قصص قصيرة من قبل، إلا أن "نحتاج أسماء جديدة" هي روايتها الأولي. وهي تعتبر أول امرأة أفريقية سوداء تدخل القائمة القصيرة لجائزة المان بوكر. ومن أبرز الجوائز السابقة التي حصلت عليه هي جائزة كين للكتابة الأفريقية عن إحدي قصصها القصيرة. الحصاد جيم كريس تقول بعض الآراء إن رواية "الحصاد" للكاتب الإنجليزي جيم (جيمس) كريس قد تكون المفضلة بفارق هامشي للفوز بالجائزة هذا العام، إذ يشير جوناثان روبن - محرر موقع دار نشر فويلز - إلي أنه من السهل تخيل لجنة التحكيم وهي تجمع عليها. تدور أحداث الرواية في قرية إنجليزية غير محددة، وفي زمن غير محدد أيضا، ولكن حديث الكاتب عن سياسات تسييج الأراضي في إنجلترا جعلت النقاد يرجحون أنها تدور في القرن السادس عشر. يصدف أن يزور القرية رجلان وامرأة غرباء في وقت تشتعل فيه الحرائق في القرية، فيلقي سكان القرية القليلون اللوم علي الغرباء. ورواية "الحصاد" التي يصفها محرر التليجراف علي أنها "بطيئة"، تدور فقط في سبعة أيام. جيم كريس ولد عام 1946، وإلي جانب حصوله علي عدة جوائز أخري، فهو دخل القائمة القصيرة من قبل عن روايته "الكرنتينا" وكريس هو الإنجليزي الوحيد الموجود ضمن القائمة القصيرة لهذا العام. يقول بويد تونكين محرر جريدة الإندبندنت عن كريس إنه يقف علي أرضه الخاصة، بعيدا عن التوجهات حوله. ويزعم كريس أن رواية "الحصاد" ستكون العمل الأخير له. اللامعون إليانور كاتون عام 1866 يذهب والتر مودي ليصنع ثروة من مناجم الذهب بنيوزيلندا. وما أن يصل إلي هناك حتي يلقي اجتماعا ل 12 رجلا يناقشون جرائم غامضة تحدث في مدينتهم؛ انتحار عاهرة، مقتل رجل أعمال، لنخوض قصة عن الجرائم والتهريب والمؤامرت والبحث عن الذهب. تتحدث حوالي نصف الرواية عن خلفيات الشخصيات السابقة، قبل أن تتحدث عن الأحداث اللاحقة لهذا اللقاء. الرواية تحتوي علي عناصر القصة البوليسية، إلي جانب اعتمادها علي أفكار علم التنجيم، وأيضا تقدم خلفية تاريخية عن عمليات التنقيب عن الذهب التي كانت تتم في هذه الأثناء. الرواية التي يصفها البعض بأنها ملحمية تعتبر الرواية الأضخم ضمن القائمة القصيرة، إذ تتكون من 832 صفحة. إليانور كاتون الكاتبة النيوزيلندية أصغر مرشح بداخل القائمة القصيرة لهذا العام بل وفي تاريخ الجائزة؛ إذ يبلغ عمرها 28 عاما فقط، ورواية "اللامعون" هي روايتها الثاني بعد رواية "البروفة" التي تناقش ردود الأفعال علي علاقة معلم بطالبة بمدرسة ثانوية. كاتون يتوقع لها القراء والناشرون نجاحا كبيرا في السنوات القادمة، حتي أنه بعد نشر روايتها الأولي "البروفة" قالت عنها جريدة الديلي ميل إنها "فتاة الأدب الذهبية لهذا العام". الأرض المنخفضة جومبا لاهيري تدور حول شقيقين هنديين لم يكونا يفترقان في طفولتهما، ولكن المستقبل يفرقهما إذ ينغمس أودايان في الحركة الناكسالية الشيوعية ويقضي وقته كله في المظاهرات. في المقابل يحصل سوبهاش علي درجة الدكتوراة من الولاياتالمتحدة ويعيش في رود آيلاند، مقررا عدم العودة إلي الهند مجددا. ولكن يُقتل أودايان علي يد الشرطة، ليعود سوبهاش إلي الهند محاولة إنقاذ زوجة أخيه التي تحمل بطفل، فيتزوجها ويذهب بها إلي الولاياتالمتحدة، ولكن الزوجة جوري تفقد الاهتمام بزوجها الجديد وبطفلتها مقابل اهتمامها بدراسة الفلسفة. وتتنقل الرواية بين مشاهد من كالكتا بالهند وبين رود آيلاند بالولاياتالمتحدة. رواية "الأرض المنخفضة" التي تتكون من 352 تصفها جريدة "آيريش تايمز" بأنها رواية متطلبة، وربما لا تكون سهلة القراءة بالتالي. جومبا لاهيري الكاتبة الهندية الأمريكية التي ولدت في لندن عام 1967 ذات باع طويل في القصة القصيرة، وروايتها "الأرض المنخفضة" هي روايتها الثانية بعد رواية "السميّ" التي صدرت عام 2003. حصلت لاهيري علي العديد من الجوائز أهمها جائزة البوليتسر في الأدب عام 2000 عن مجموعتها القصصية "مترجم الأمراض". وهي عضو بلجنة الرئيس باراك أوباما للفنون والإنسانيات. عهد مريم كولم توبين عنوان الرواية يحاكي تسميتي "العهد القديم" و"العهد الجديد" بالكتاب المقدس، تدور الرواية حول العذراء مريم بعد مقتل ابنها، وهي تعيش في منفي بمدينة أفسس وتتذكر الأحداث الحزينة الماضية، ويحيط بها رجال غير جديرين بالثقة. تقول آريفا أكبر في مقالها عن الرواية بجريدة الإندبندنت إن مريم في الرواية لا تبدو أم مسيحية بقدر ما تبدو أم غاضبة تنتحب. وهي أيضا لا تؤمن بأن ابنها هو ابن الله ولا بما يقوله كاتبو الأناجيل. يقول محكمو الجائزة عن الرواية إنها "مكتوبة بشكل جميل، وقصة مثيرة للعواطف عن أشياء نظن أننا نعرفها بالفعل، وحولها الكاتب إلي شيء غريب وجديد تماما". رواية "عهد مريم" تعتبر قصة جديدة لكاتب شهير بالكتابة عن الأمهات المختلفات. الرواية صغيرة تتكون من 104 صفحة، ولو حصلت علي الجائزة ستكون أصغر رواية تحصل عليها. كولم توبين: كاتب وناقد وصحفي أيرلندي ولد عام 1955، دخل القائمة القصيرة لجائزة المان بوكر من قبل عن روايته "السيد" عام 2004. يعتبر كولم توبين واحدا من الكتاب المتحققين في الثقافة الإنجليزية؛ حتي إن جريدة الأوبزرفر اختارته كواحد من أهم 300 مثقف بريطاني عام 2011. يعمل توبين حاليا كأستاذ للإنسانيات بجامعة كولومبيا، وأستاذا للكتابة الإبداعية بجامعة مانشستر.