سلطات الاحتلال تخلي مستشفى الساحل بالضاحية الجنوبية لبيروت    استطلاع: غالبية الألمان يرفضون إرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل    للمسافرين.. تعرف على مواعيد القطارات اليوم على خطوط السكك الحديد    أسوان تتزين لاستقبال ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني| صور    صناع عمل "مش روميو وجولييت" يعلنون تأسيس نادي أصدقاء للجمهور    تصل ل 20 ألف جنيه.. أسعار تذاكر حفل عمرو دياب نوفمبر المقبل    جالانت يتخذ قرارا بشأن جمعية «القرض الحسن» التابعة لحزب الله    مجدي عبد الغني ل كهربا: أنت ليك ماضي معروف.. والناس مش نسياه    حقيقة صرف مكرمة ملكية بقيمة 1000 ريال لمستحقي الضمان الاجتماعي في السعودية    تحذير شديد اللهجة من الأرصاد بشأن طقس اليوم، وهذا ما يحدث من من 6 صباحا إلى 11 ليلا    ضبط المتهمين بقتل سائق توك توك وسرقته بسوهاج    قائد القوات البحرية: مصر نجحت في منع الهجرة الغير شرعية منذ 2016    رئيس جامعة بنها: ندعم أفكار الطلاب وابتكاراتهم    استشهاد وإصابة فلسطينيين بتفجير في بيت لاهيا    تغطية إخبارية لليوم السابع حول غارات الاحتلال على رفح الفلسطينية.. فيديو    الكلاب في الحضارة الفرعونية.. حراس الروح والرفاق في عالم الآلهة    الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على قيادي في حزب الله في دمشق    الفنانة نورهان: اشتغلت مدرسة إنجليزي بعد الاعتزال.. التمثيل كان يسرقني من الحياة    عاجل- كيفية الاستعلام عن موظف وافد برقم الإقامة وخطوات معرفة رقم الحدود عبر أبشر    كسر بالجمجمة ونزيف.. ننشر التقرير الطبي لسائق تعدى عليه 4 أشخاص في حلوان    عاجل - تمديد فترة تخفيض مخالفات المرور وإعفاء 50% من الغرامات لهذه المدة    مصرع شاب وإصابة 2 آخرين في حادث انقلاب سيارة بأسيوط    محمد عبدالجليل معلقًا على غرامة كهربا: حذرت لاعبي الأهلي من محمد رمضان    اللهم آمين| أفضل دعاء لحفظ الأبناء من كل مكروه وسوء    الصحة اللبنانية تدين تعرض إسرائيل لأكبر مرفقين طبيين في البلاد وتطالب بموقف دولي إنساني    3 مشروبات يتناولها الكثير باستمرار وتسبب مرض السكري.. احذر منها    قصف مدفعي مكثف في عيتا الشعب جنوب لبنان    حل سحري للإرهاق المزمن    نشرة التوك شو| حقيقة زيادة المرتبات الفترة المقبلة ومستجدات خطة التحول إلى الدعم النقدي    مدحت شلبي يوجه رسائل نارية ل حسين لبيب بعد أزمة السوبر    بعد منعه من السفر… «هشام قاسم»: السيسي أسوأ من حكم مصر    دعاء عند نزول المطر.. فرصة لتوسيع الأرزاق    ما حكم استخدام المحافظ الإلكترونية؟ أمين الفتوى يحسم الجدل    قائد القوات البحرية يكشف سبب طُول الحرب في أوكرانيا وغزة    إسرائيل تتوعد: الهجوم على إيران سيكون كبيرًا وسيجبرها على الرد    «القابضة للمطارات»: مؤتمر المراقبين الجويين منصة للتعاون ومواجهة تحديات الملاحة    كيفية تفادي النوبات القلبية في 8 خطوات..لايف ستايل    عقوبة تخبيب الزوجة على زوجها.. المفتاح بيد المرأة وليس الرجل فانتبه    ماذا كان يقول الرسول قبل النوم؟.. 6 كلمات للنجاة من عذاب جهنم    التجميد أو البيع.. اجتماع في الأهلي لحسم مصير كهربا    متحدث الصحة: نعمل بجدية ومؤسسية على بناء الإنسان المصري    الحلفاوي: "الفرق بين الأهلي وغيره من الأندية مش بالكلام واليفط"    أسامة عرابي: الأهلي يحتاج خدمات كهربا رغم أزمته الحالية    هل ينسحب الزمالك من نهائي السوبر أمام الأهلي؟ ثروت سويلم يُجيب    رئيس انبي: «حصلنا على 21 مليون جنيه في صفقة حمدي فتحي.. واللي عند الأهلي ميروحش»    شيرين عبدالوهاب تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية (تفاصيل)    شريف سلامة: أتخوف من الأجزاء ولكن مسلسل كامل العدد الجزء الثالث مفاجأة    فى منتصف الأسبوع..سعر الطماطم والبصل والخضار بالاسواق اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024    أبو هميلة: توجيهات الرئيس للحكومة بمراجعة شروط صندوق النقد الدولي لتخفيف الأعباء    الصفحة الرسمية للحوار الوطنى ترصد نقاط القوة والضعف للدعم النقدى    عاجل - طبيب تشريح جثة يحيى السنوار يكشف عن الرصاصة القاتلة والإصابات المدمرة (تفاصيل)    أبرز موافقات اجتماع مجلس مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأقصر    القصة الكاملة لتدمير القوات المصرية للمدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967    50 جنيهًا تُشعل خلافًا ينتهي بجريمة قتل في كفر الشيخ    ابتعدوا عن 3.. تحذير مهم من محافظة الإسماعيلية بسبب حالة الطقس    مديرة مدرسة الندى بكرداسة تكشف تفاصيل زيارة رئيس الوزراء للمدرسة    ارتفاع جديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 (تحديث الآن)    الموافقة على تقنين أوضاع 293 كنيسة ومبنى تابعا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الروائية اللبنانية نيرمين خنسا صاحبة »هذيان ذاكرة« و»نصيبك في الجنة«
تكشف الثغرة بين الروائي وأحداث المنطقة
نشر في أخبار الأدب يوم 13 - 07 - 2013

الكاتبة والروائية اللبنانية (نيرمين خنسا) وضعت علي رفوف المكتبة السردية عدة روايات من بينها (ساعة مرمورة ) و( هذيان ذاكرة) و(نصيبك في الجنة) .. تعمل في الحقل الثقافي وتترأس اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي، وهي المسئولة عن البرنامج الثقافي في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب.. اختارتها الجامعة اللبنانية الاميركية كإحدي السيدات المميزات البارزات في لبنان يتم العمل الان علي تحويل ثلاث من رواياتها الي اعمال تلفزيونية..
(أخبار الأدب) فتحت باب الحوار لمد جسور المعرفة والبحث حيث انجزنا الحوار التالي معها
في بحور الواقع
ما هي أهم التحديات التي تواجه الرواية العربية ؟
لا شك في أنّ التحديات كثيرة.وبرأيي أنّ أهمّ تحدٍّ يواجه فنّ الرواية العربية، هو عامل الإكتمال الفعلي لأدواته وأصواته وهواجسه ومجتمعاته، وعامل الإنزياح الجذري عن مستلبات الفن الروائي الاجنبي، الذي ذهب بعيداً وبأشواط، إلي تكريس الرواية المفتوحة علي مختلف الأبعاد التعبيرية والتصويرية والإجتماعية والسياسية والنفسية والفكرية والحداثوية، التي تغوص بدقة في بحور الواقع، وتسبر بذكاء أغوار المفاهيم المستحدثة من مصطلحات عدة، مثل ما بعد الحداثة، وما بعد العولمة، والسوبر حضارة، والمكنونات الرومانسية المنسية، في عجالة الزمن، وبالأخص الزمن الروائي، وبناء عليه نري أن المسافة بين تكوين الأدوات، ومن ثمّ تحقيق فعل الإنزياح، هي مسافة واسعة، تحتاج إلي وثبة مهمة من قِبلنا نحن الروائيين.وهذا ما يفعله البعض اليوم، وإن كانت أعدادهم قليلة.
مهمات مفتوحة
مهمة الرواية اليوم فيما ترينها تتمثل ؟
- للرواية اليوم مهمات مفتوحة علي جميع هذه الأصعدة،.فإن لم يطرح الروائي منا الواقع العام الذي يشهده، يكون خارج النبض الإجتماعي لراهنية اللحظة.وخارج الخط المتصل بماضوية الأمس، ومستقبلية الغد.كما إن لم يشرح الروائي قضايا مجتمعاته وإنسانه ومكانه وزمانه وهويته، يكون مجرد كاتب لفضاء آخر.أما كسر التابوهات، فيحتاج برأيي إلي منظومة فكرية تنويرية هادفة، يحقق الكاتب من ورائها توعية بناءة، دون الوقوع في فخّ الترويج للرذائل والبدائل اللاأخلاقية، تحت مسمي الحرية.لا أدعيّ هنا ان الكاتب الروائي هو باحث نفسي أو إجتماعي، بل هو راوٍ حساس وملهم ومثقف. وعليه أن يبني بأعماله أسس الإنفتاح الحضاري والثقافي بأصالة اللغة وأصالة الهوية معاً.
رهان العالمية
لماذا لم تحقّق الرواية العربية رهان العالمية رغم فوز نجيب محفوظ بنوبل منذ عدة سنوات؟
- ببساطة أقول إن سبب ذلك يرجع إلي فرادة نجيب محفوظ في تكريس رواية الواقع العربي المصري بشكل خاص.الواقع بكل ما فيه من نبض شعبي عميق الخوض، قوي التأثير، ممتد إلي ذهنية الإنسان العربي في كل بلد.لم يحدث أن قدمّ روائي مجموعة من الروايات التي تنبع من جلدة الشارع العربي العريض ،ومن أحلام جماهيره وخيباتهم، كما فعل محفوظ.لقد كانت هناك أعمال روائية متميزة بوجهها التاريخي والبيئي والتراثي.إنما بقيت محدودة العدد، ذات سياق نمطي خاص، أو الأحري،متخصص.
إلي أي حد تضر الأدلجة بالنص ؟
- أعتقد أنّ لكل إيديولوجيا خلاصات وأسباب ونتائج مسبقة التحصيل.وأري ان المتلقي يحتاج في الرواية إلي قراءة المعطي الجمالي الحكائي للأحداث والمشاعر والغايات.يحتاج إلي متخيل سردي من قلب الحكايات المسموعة والمأمولة من جانبه.والنص بحد ذاته، لكي يكون نصا روائياً، عليه ان يمتليء بالحلم والألم والتحفيز السلس واللغة العاطفية والتنويرية غير الخطابية معا.من هنا فإنّ، أي أدلجة سوف تذهب لا محالة، بالرواية إلي مصنّف سياسي، أوفكري إسقاطي صرف.
الأرضية المتحركة
كيف يستفيد الكاتب من التراث الخاص والعام لبلورة رؤية تحدد مسار نصه ؟
- تبدأ الإفادة الفعلية عند الكاتب في بلورة المناخ التصويري والتعبيري لأحداث العمل الروائي، من الإنطلاق من المكتسب الوارد للموروث الأدبي والتاريخي والإجتماعي للبيئة الخاصة بوطنه، وللبيئات المتصلة به، لغة وعادات وهوية ومفارقات سلوكية،وتباينات لهجوية، فضلا عن الجوامع الجغرافية والتاريخية المشتركة.هذه العناصر توفر للكاتب الأرضية المتحركة للخوض في مسارات النص وشخصياته وأمكنته وتحولاته وحيثياته الكثيرة.علي أن يمازج بذكاء بين المؤتلف من التراث والمختلف من المعاصرة، دون أن يحيد عن رائحة الواقع الذي يتنشقه هو بين أترابه.
ما هي المساحات والبدائل المطروحة لما هو سائد وموجود في الواقع أمام كم الأسئلة المطروح في الرواية ؟
- لا أعتقد أنّ المساحة مفتوحة الآفاق أمامنا، لطرح الإجابات الكثيرة، أو تلك البدائل المأمول بها . فالرواية العربية يتلقّاها القاريء العربي في نسبته المحدودة الأعداد. وكلنا يعلم بتقلص النسبة القرائية لأبناء شعوبنا العربية، وهنا تكمن العقدة، إذْ كلما كانت مساحة القاريء متقلصة، كلما اضطّر الكاتب منا إلي طرح أسئلة وأجوبة في عمله، يدرك مسبقا أنها لن تصل إلي العوام، بل إلي النخبة.فيما الرواية إن لم تكن نبض الشعب، تفقد مؤثراتها الواسعة والخاصة في الوقت عينه، بشكل أو بآخر.مقولات وطروحات
ما ضرورة أن يبحث الروائي عما لا يقال ويقوله بطريقته ؟
تلك ضرورة غاية في الاهمية برأيي .فكم من روائيين قالوا بأسلوبهم وبرؤاهم الفذة، ما ردده من بعدهم أبناء وطنهم، وكم من روايات حملت مقولات وطروحات، سرعان ما انطبقت علي مجتمعاتهم .شخصياً، لطالما بحثت في رواياتي الواقعية علي أصوات الناس بكل أطيافهم، وعبّرت عن صوت المواطن اللبناني،والمرأة، والحرب، والمهمشين في الطرقات، والمعذبين في بيوتهم.وما زال قلق البحث يصيبني عند كل عمل روائي جديد لي.
كيف ترين الرواية قبل وبعد عام 2000 ؟
- الرواية في الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، اتسمت بشيء من الواقعية الكلاسيكية ، وبشيء من الإنفتاح التجريبي لمفهوم الحداثة.ومعظم الروايات التي صدرت آنذاك في لبنان ومصر وسوريا وليبيا وغيرها من البلاد العربية، اتسمت بهذين العاملين. أما الأعمال الروائية التي صدرت مع إطلالة القرن الحادي والعشرين، فقد انغمست اكثر في تقنيات السرد الحديثة، وفتحت فصولها علي اللامباح، خصوصاً في موضوعة الجنس.بحيث كان
الشغل الشاغل للروائي، سيما في لبنان،تعرية الجسد، والدخول بجرأة كبيرة إلي عوالمه.
حول العالم
ماذا ينقصك كروائية ؟
- ربما، ينقصني تعدد الرحلات إلي بلاد العالم.فالمطالعة الواسعة لكل منّا، لا تغنيه عن غنائم السفر.فالإطلاع علي جمال البلدان حول العالم، وثقافات شعوبها، أمر يغني الذاكرة والخيال والفكر، ويعزز التفاعل الحسي والجمالي والواقعي بكل مؤثراته.
هل تحتكمين لأراء النقاد بشكل نهائي ؟
- آراء النقاد تعني لي ، مثلما رأي القاريء يعني لي. بالتأكيد لا أحتكم إلي رأي ناقد دعاني مثلا إلي تغيير تقنية معينة في كتابتي. ذلك لأن أسلوبي يعكس شخصيتي في السرد، وفي إنشاء الحبكة، وفي انتقاء المفردات، وفي تمرير الغايات.اما الإقتناع بنصيحة ما تؤدي إلي توسيع نقاط مهمة واردة في أعمالي، فهو أمر وارد عندي.
هل تعيدين حساباتك بناء علي ما جري وما يجري الآن في الساحات العربية ليكون لك طرح مع أو ضد أم أن الأمر عادي بالنسبة لك ؟
- إن ما تشهده الساحة العربية اليوم من احداث وتطورات ومتغيرات دراماتيكية، لايعلم احدنا أفآقها المستقبلية ،لابد ان تنعكس بطريقة أو بأخري علي افكارنا وبالتالي علي كتاباتنا الروائية . وبالنسبة لي كتابتي لها مسار أساسي يقوم علي مباديء ومفاهيم وطنية وعروبية لذلك فمن الممكن أن ان اعيد حساباتي وفقاً لقراءتي الذاتية وقناعتي الفكرية لما يجري وليس وفقاً للمصالح التي تمليها علينا رياح المتغيرات.
بعد الثورات العربية
الرواية العربية بعد الثورات العربية المتواصلة حالياً أين تسير ؟
- أري أن مسار الرواية العربية بعد الربيع العربي لن يكون مواكباً أوعاملا تغييرياً وإستيعابيا للنتائج علي الأرض من جهة، وللتحولات الكبري، من جهة ثانية . ثمة ثغرة تحول دوماً بين الروائي العربي،وبين الحدث الكبير الذي تشهده منطقته. والأسباب برأيي، تعود إلي حالات التشظي التي تحيط بإنساننا العربي بشكل عام، وبعلاقة المثقف بالسلطة، بشكل أعمّ ، وبهوية الرواية العربية، بشكل خاص.وأعتقد أن المكتبات ستشهد ولادة بعض الروايات العجالية التي تحاول رصد سخونة الراهن ليس إلا.
هل تطمحين لتحقيق أسلوب جديد ؟
كل كاتب لديه حلم أساسي، وهو الإتيان بأسلوب جديد في فنّ الكتابة.حلمي أنا يندرج في هذاالمضمار، لذلك أسعي إلي تكريس سياق تعبيري وأدواتي مختلف. إذ إنّ كلمة جديد، حولها ألف علامة استفهام.وهناك جدلية تقوم علي دحض مفهوم الجديد تحت شمس هذا الكم الكبير من الإرث الحضاري عبر العصور.لذلك فإن الإختلاف هو المفهوم الأقرب إلي رصد الجواب الصحيح.
ما بعد نجيب محفوظ
ما رأيك بمستوي الرواية بعد نجيب محفوظ؟
- لا أخالني بمعرض الحكم علي مستوي الرواية العربية بعد محفوظ.ليس الامر بهذه السهولة، سيما وأنه منوط بدور النقد الادبي، وبالدراسات النقدية الأكاديمية المتخصصة.
كيف لا تكون رواية العمل التاريخي «رواية تاريخية» ؟
- تكون ذلك باجتناب المصنفات التقريرية التوثيقية، وبتوظيف المعلومات والإسنادات، بطريقة سردية فنية،تتطلبها الرواية كعمل فني( إجتماعي، فكري،إنساني) فهناك فارق كبير بين الدراسة التاريخية التي يضعها المؤرخ.وبين وتكون باجتناب المؤشرات الهوامشية الصلبة لمادة التاريخ.وهذا ما برع فيه كل من عبد الرحمن منيف، وجمال الغيطاني، وأمين معلوف وسواهم.
كل يتلمس الحداثة في الرواية من زاويته من تكوينه ولكل كاتب مفهومه للحداثة فما هي رؤيتك للحداثة في الرواية ؟
- شخصياً أجد أن تحديث القاموس المستخدم في اللغة ، بمواكبة ذائقة العصر ومتداولاته التعبيرية، هو أمر ضروري، علي أن لا يحيد هذا التحديث عن جمالية اللغة العربية ،وعن شفافية التصوير العربي ،والحس العاطفي، والمبدأ الإنساني لمجتمعاتنا ،فضلا عن تحديث الرؤي التي تهدف إلي غايات تنويرية قدر المستطاع.
الإيدولوجيات المؤطرة
إلي أي حد تحضر الايدولوجيا في نصك وما رأيك بالايدولوجيا فنيا ؟
- نصوصي بعيدة عن الإيدولوجيات المؤطرة بالحزبية والطائفية والرعوية وما إلي ذلك. أنا أكتب من منطلق الوصول إلي الإنسان السوي، والمجتمع الراقي، المعطاء.أسعي إلي تنقية النظرة إلي المرأة ودورها الأصيل في تنشئة أجيال الأمان والعطاء والعلم، سيما في محيطها العربي الواسع، المكتظ بالتحديات والحواجز والضربات.عموما لست مع أدلجة العمل الروائي.
من أين تخلق الشخصية الروائية عندك ؟
معظم شخصياتي استلهمها من بيئات اجتماعية متعددة الشرائح ومتنوعة . ففيها الفقير والغني ،المتعلم والأمي ،الذكي والساذج ،الظالم والمظلوم. فضلاً عن شخصيات ذكورية وأنثوية تتماهي مع الصعاب والمعاناة المتأتية من قصص الحب وخيباته ومن المآسي الناجمة في بعض الاحيان عن الحياة الزوجية غير المتكافئة. أما المكان فأغلبه في لبنان وفي بعض الدول الأوروبية.
ما الذي يحقق الخلود للشخصية الروائية ؟
- باعتقادي أن الشخصية الروائية التي تعيش في ذاكرة الناس لعصورعديدة هي الشخصية التي تحاكي نبض الشعوب بقوة وتجسد مرثية تاريخية ، مثل شخصية جان فالجون في رواية البؤساء لفيكتورهيغو ، ذلك لأن كل ما يصدر من ألآم انسانية علي مستوي العالم بأسره يبقي لاشك في ضمائرالأجيال علي مدي الزمن.
ما أهمية طرح شعرية السرد كلغة بديلة عن السرد العادي ؟
- لا شك في أن استخدام الروائي لغة الشعر في تقنيات السرد يرفد الرواية بإحساس عال وصور جمالية تحمل القاريء الي فضاءات حسية مرهفة تجعله أقرب الي تذوّق البنية السردية التي تتمازج بعض الشيء مع الشعر.
إذا ما فكرت يوما في كتابة سيرتك الذاتية هل ستكتبين كل شئ عنك ( المحرج والصعب والحساس و و الخ ) أم انك ستقدمين شئ وتستنين أشياء ..؟
- بالنسبة لي اذا فكرت يوماً بكتابة سيرتي الذاتية فأنا بالتأكيد سأكون صادقة في كل ما أكتبه مع استثناء ما لا يفيد القاريء. فمن المهم جداً أن نقدم للقراء الغاية المثلي في تعميم الفائدة وليس الغاية الترويجية التي لاتعنيه بل تعني الكاتب وحده.
هاجس البحث عن هوية للرواية العربية أو التي يكتبها كُتاب عرب كيف ترينه ؟
طبعاً هذا هاجس كبير يتعلق بي وبكل الروائيين العرب خصوصاً أن ثمة اشكالية كبيرة وجدل أكبر حول تحديد هوية الرواية العربية ،بمعزل عن تأثراتها المتعددة بهويات روائية عالمية ،لا شك في أن الهدف الذي نصبو اليه جميعنا هو أمر غاية في الأهمية لذا ينبغي لنا المضي قدماً في تحديد هذه الهوية بشكلها الكامل والمستقل معاً.
القارئ افتراضي
من هو القارئ المفترض بالنسبة إليك ؟ إذا سلمنا بوجود قارئ مفترض لدي الكاتب ؟ وإلي أي حد تفكرين بهذا القارئ عند شروعك بالكتابة ؟
- لا وجود لقارئ افتراضي انما القارئ يبدأ من الروائي نفسه ومن البيئة التي يعيش فيها والمحيط الذي ينتمي اليه والأمة التي هو جزء منها والثقافة التي تشكل وعيه والعالم الذي أمسي قرية كونية ، وبهذا المعني أراني بصدق أقترب برواياتي من البيئة اللبنانية والبئة المصرية والعربية بشكل عام ولا تنس أن بدايات الرواية كفن أدبي كبير بدأت في مصر وكبار الروائيين كانوا مصريين قبل نوبل وبعد نوبل، ومن نافل القول أن الروايات في العالم أخذت حيزاً كبيراً وهذا ما جعلني كغيري من الروائيين أصوب الي القارئ في القضايا الانسانية البسيطة والتي يحدث أنها تجري في كل مكان في العالم .
إلي ما ترجعين أسباب عدم وجود قارئ فاعل لما يكتب وينشر من أعمال أدبية وثقافية مختلفة ؟
- الأسباب جوهرية وعديدة أهمها الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السيئة التي عاشها وما زال يعيشها العالم العربي. فضلاً عن تراجع نسبة المطالعة في مختلف الهيئات التربوية والاهلية والشعبية في مجتمعاتنا. وكذلك ارتفاع اسعار الكتب في بعض البلدان بسبب انعدام الدعم المادي للحكومات فيها.
ألا ترين أن الرواية تحولت إلي موضة فصار الكل يسعي لكتابة رواية .. الشاعر يكتب رواية والقاص يكتب رواية والناقد يكتب رواية والمفكر كذلك ؟
- عالم الرواية مفتوح لاصحاب القلم في كل الميادين ،ولا بأس من أن تكون هناك محاولات لمن يجد في قلمه المقدرة علي خوض الفن الروائي الا أن الزمن يبقي هو وحدة الحكم الأساسي في غربلة تلك التجارب وفي تصنيف الروائي الحقيقي من الروائي الدخيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.