افتتح يوم الخميس الماضي مهرجان برلين السينمائي الدولي ال63 الذي تعلن جوائزه مساء 16 فبراير، ويختتم في اليوم التالي بعرض الأفلام الفائزة علي جمهور السينما في برلين. والمهرجان أحد المهرجانات الدولية الكبري الثلاثة للسينما كل سنة، مع مهرجان كان في فرنسا، ومهرجان فينسيا في إيطاليا. مهرجانات السينما الدولية الكبري، وحتي المتوسطة والصغيرة، أصبحت ومنذ سنوات طويلة أحداثاً ثقافية شاملة في المدن التي تقام فيها، فلم تعد مقصورة علي عرض مختارات من الأفلام الجديدة، وإنما أيضاً مختارات من الأفلام القديمة في نسخ جديدة مرممة، ولم تعد مقصورة علي عروض الأفلام، وإنما أيضاً إصدار الكتب والمطبوعات وإقامة معارض وثائق وفوتوغرافيا وتنظيم ندوات وحلقات بحثية، بل حفلات موسيقية من موسيقي الأفلام ومعارض للفن المركب الذي يجمع السينما والفيديو والرسم والنحت والفوتوغرافيا. وعلي سبيل المثال، هناك ثلاثة برامج لأفلام مختارة من تاريخ السينما في دورة مهرجان برلينالجديدة: البرنامج الأول هو البرنامج التاريخي الذي تميز به المهرجان منذ إقامته، وكان امتداداً لتقليد اتبعه مهرجان فينسيا منذ عام 1938، وهو اختيار مجموعة أفلام تعبر عن تيار أو فنان سينمائي أو حقبة تاريخية أو علامات في تاريخ السينما في أحد بلدان العالم. وموضوع البرنامج التاريخي هذا العام جمهورية فايمر في ألمانيا التي امتدت منذ نهاية الحرب العالمية الأولي عام 1918 وحتي وصول الحزب النازي إلي السلطة عام 1933 عبرت جمهورية فايمر التي ألغت الرقابة علي الإبداع الفني والأدبي تماماً عن الصدمة الكبري من نشوب الحرب العالمية الأولي (1914-1918) التي أنهت ما أصبح يعرف في تاريخ أوروبا ب »الأيام الجميلة الماضية«، أو بالأحري كشفت عن أن جمال هذه الأيام لم يكن سوي وهم وتجلت هذه الصدمة في ظهور الاتجاهات الفنية غير الواقعية مثل التعبيرية والسوريالية والدادية، ولم تقتصر علي السينما وإنما شملت كل الفنون والآداب، ولم تقتصر علي ألمانيا وإنما امتدت إلي كل دول أوروبا والعالم. وبعد صعود النازي هاجر أكثر من 200 من صناع السينما الألمان إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول الأوروبية. والبرنامج الذي أطلق عليه المهرجان «لمسة فايمر» يعرض 33 فيلماً من أفلام فايمر وأفلام المهاجرين من فايمر في المنافي. ومن البرامج الموازية لبرنامج المهرجان «الملتقي» المخصص لأفلام المخرجين الشباب والتجارب الجديدة. وينظم »الملتقي« بدوره برنامجاً تاريخياً يتضمن هذا العام تسعة أفلام من أمريكا وفرنسا والهند ومن كوريا عام 1934 قبل أن تنقسم، وخمسة أفلام من إخراج الياباني كيشكوكي كينوشيتا (1912-1998) الذي أخرج 49 فيلماً من 1943 إلي 1988 والبرنامج التاريخي الثالث يقام لأول مرة هذا العام بعنوان «كلاسيكيات البرلينالي»، وهو الاسم الذي يعرف به مهرجان برلين، ويماثل »كلاسيكيات كان« في مهرجان كان. ويعرض ثلاثة أفلام أمريكية وفيلم ياباني وفيلم ألماني نادر من السينما الصامتة إنتاج 1913